المصدر -
كان ذلك في فبراير 2016، عندما أرسلت إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، باراك أوباما، مذكرة إلى الكونجرس تطالب فيها مجددا بضرورة الإغلاق الكامل لمعتقل جوانتانامو جنوبي شرقي كوبا، رغبة في تعزيز الأمن، وتفادي أي مشكلات مع الحلفاء والشركاء، إضافة إلى الحفاظ على موارد وزار الدفاع وفق المذكرة.
عند بداية العمل في معتقل القاعدة البحرية الأميركية المستأجرة من كوبا في خليج جوانتانامو، عام 2002، كان يوجد قرابة 780 معتقلا، معظمهم متهمين في قضايا إرهاب، وفق مذكرة إدارة إدارة، التي حملت عنوان «خطة الإغلاق».
وإلى اليوم، لا يزال المعتقل سيء السمعة، وفق مسؤولين وحقوقيين موجودا، ويضم بين قضبانه 41 معتقلا، بينما رحل أوباما عن البيت الأبيض، وهو الذي أراد بإغلاق جوانتانامو إنهاء هذا الفصل من التاريخ الأميركي، سواء بالإفراج التام عن المعتقلين أو نقلهم إلى سجون في دول أخرى تقبل استقبالهم.
هؤلاء المعتقلون قد يزداد عددهم في الفترة المقبلة، وفق تقارير صحافية أميركية، بسبب توجهات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي تولى السلطة في 20 يناير الماضي، إزاء المسلمين، وانتقاده الدائم لخطة أوباما الخاصة بإغلاق المعتقل، الذي اعتبرت منظمة العفو الدولية بأنه يمثل همجية هذا العصر.
هل تعرف القاعدة؟
بقاء الـ41 معتقلا في جوانتانامو يعود إلى عجز إدارة أوباما عن الإفراج عنهم أو نقلهم إلى سجون في دول أخرى قبل انقضاء مدة عقوباتهم؛ جراء عرقلة الجمهوريين في الكونجرس لجهود إغلاق معتقل القاعدة البحرية الأميركية.
كما اضطر أوباما إلى الخضوع لتسويات مع الجمهوريين، بينها مشروع قانون الاعتماد الدفاعي لعام 2011، الذي يحظر عمليا نقل المشتبه فيهم المحتجزين في جوانتانامو إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم جنائيا.
ومن بين هؤلاء العالقين في جوانتانامو، 31 معتقلا تسببت أخطاء في ترجمة أقوالهم في مكوثهم قيد الاعتقال.
ووفق صحيفة «لودوفوار» الكندية، لا يمكن تصنيف المعتقلين الـ41 على أنهم «معتقلي حرب»، استنادا إلى اتفاقية جنيف لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، كما أن 31 معتقلا منهم لا يزالون قيد المثول أمام القضاء؛ لأنه تم احتجازهم دون إدانتهم بتهم.
هجوم خاطئ لترمب
ومنتقدا خطة سلفه لإغلاق جوانتانامو، هاجم الجمهوري ترمب، على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أوباما، في 7 مارس الجاري، قائلا إن 122 سجينا شريرا أطلقت إدارة أوباما سراحهم من معتقل جوانتانامو قد عادوا إلى ساحات القتال.
ويبقى مصير المعتقلين الـ41 العالقين في جوانتانامو غامضا، مع اعتزام ترمب، إعادة العمل بالسجون السرية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية خارج حدود الولايات المتحدة، فضلا عن سحب القرارات التي وقعها سلفه أوباما، وقضت بضرورة إغلاق جوانتانامو، وهو ما ينذر أيضا باحتمال ارتفاع عدد المعتقلين في هذا المعتقل «سيء السمعة».