المصدر -
تتواصل مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة السوريَّين في جنيف، في ظل استمرار القصف العنيف من قبل الطائرات الروسية والنظامية على محافظتي حمص ودمشق، انتقاما من تفجيرات دامية استهدفت مقار أمنية للنظام أودت بمقتل العشرات في حمص.
ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، وما زالت تلك الأطراف تدرس جدول الأعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات.
والتقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ظهر الأحد، وفداً من «منصة القاهرة»، المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي.
كما يلتقي دي ميستورا وفد «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا، أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل.
ومن المتوقع أن يقدم دي ميستورا للوفدين الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفد النظام السوري ووفد المعارضة، المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة والفصائل.
ويدرس الوفدان حاليا الورقة التي تم وصفها بـ»الإجرائية»، على أن يطلعا المبعوث الدولي على تعليقاتهما في وقت لاحق. ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا الوفدين في اليومين المقبلين بشكل منفصل.
وتتضمن الورقة، وفق ما قال مصدر في الوفد المعارض، الأربعاء، لفرانس برس: «جدول الأعمال، أي شكل الحكم السياسي والدستور والانتخابات»، على أن يتم دراستها في مجموعات عمل منفصلة.
ويرد في الورقة أيضا بحسب المصدر، أنه «لن يتم الاتفاق على شيء لحين الاتفاق على كل شيء»، وأن ينقل ملف وقف إطلاق النار والإرهاب إلى محادثات أستانا. وأكد المصدر أن المعارضة تريد بحث المرحلة الانتقالية «أولاً».
كما طالب دي ميستورا من المعارضة توحيد وفدها المفاوض، ما من شأنه أن يسهل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة.
غارات
ميدانيا، قتل مدنيون بقصف مكثف يشنه النظام السوري على مناطق المعارضة في حمص وريفها، واستهدف مدينة دوما بريف دمشق التي تعرضت أيضا لغارات روسية، في حملة وصفها المدنيون بأنها غير مسبوقة وانتقامية عقب تفجيرات حمص، حيث قتل السبت العشرات من ضباط النظام وجنوده.
واستخدمت روسيا في قصف ريف دمشق قنابل النابالم المحرمة دوليا ضد المدنيين. وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب عشرات آخرون جراء غارات شنتها طائرات النظام على منازل المدنيين، في حي الوعر المحاصر، بمدينة حمص.
وأضاف مراسل الجزيرة أن القصف أسفر أيضا عن دمار لحق بالممتلكات، وأن قصف قوات النظام على الحي لم يهدأ منذ السبت بعد هجمات المعارضة على أفرع النظام الأمنية في المدينة.
وفي ريف حمص الشمالي شنت قوات النظام قصفا مكثفا على عدة مدن وبلدات، في المنطقة، مثل الحولة وعقرب والغنطو.
وفي ريف دمشق أفاد مراسل الجزيرة بمقتل شخص وإصابة آخرين جراء غارات روسية بقنابل النابالم الحارقة على الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. كما أدى القصف إلى اندلاع حرائق كبيرة ووقوع أضرار في المباني والممتلكات.
وأضاف المراسل أن قوات النظام شنت قصفا صاروخيا ومدفعيا، على أحياء سكنية في مدينة حرستا.
من جهتها، قالت المعارضة المسلحة إنها تصدت لهجوم على بساتين حي برزة، وقتلت سبعة من قوات النظام ودمرت دبابة تابعة لها.: