استبعدت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن يكون السبب وراء قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواجهة العبث الإيراني في المنطقة بصرامة- لدرجة فرض عقوبات على طهران إثر قيامها بإجراء تجارب صاروخية مطلع الأسبوع الماضي- هو رغبته في الخروج من الاتفاقية النووية التي توصلت إليها إدارة أوباما مع إيران. وأوضحتت الصحيفة أنه من المستبعد تماما أن يكون السبب وراء هذا التصعيد الأمريكي تجاه إيران، التي لقبها دونالد ترامب ببطل الإرهاب في العالم، هو رغبة إدارة ترامب إنهاء الاتفاق النووي؛ وذلك نظرا لأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست هي الطرف الوحيد في الاتفاقية النووية التي جرى التوصل إليها مع إيران عام 2015. وقالت الصحيفة إن هناك أربعة أطراف أخرى شاركت في الاتفاقية، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ومن غير المنطقي أن يتخيل ترامب أن جميع هذه الأطراف ستوافق على إلغاء تلك الاتفاقية التي جرى التوصل إليها بمباركة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن ترامب يحاول- في الحقيقة- وسم شيعة إيران بأنهم هم المصدر الرئيس لرعاية الإرهاب وذلك ليتأكد من القضاء على أي تأثير لهم على دول منطقة الشرق الأوسط. وأكدت الصحيفة أنه في حال نجاح ترامب في ترسيخ تلك الفكرة في ذهن الرأي العام العالمي فإن ذلك سيضعف من تأثير الأيدي الإيرانية العابثة بأمن الكثير من دول المنطقة بما في ذلك العراق وسوريا وأفغانستان والبحرين ولبنان واليمن. ولفتت الصحيفة إلى أن العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران لها مدلول واسع وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض بأن هذه العقوبات هي مجرد بداية لسلسلة من الإجراءات التي سيتخذها البيت الأبيض ضد إيران. وأوضح المتحدث باسم الأبيض أن إدارة ترامب تسعى لإجراء عدد من التغيرات الاستراتيجية في العلاقات الأمريكية- الإيرانية. ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين السياسيين قولهم إن هذه العقوبات قد تكون مجموعة من الإجراءات الاستباقية التي تتخذها إدارة ترامب لتتمكن من إدخال عمليات تفتيش أكثر صرامة وتوسيع نطاق القيود التي تفرضها على نشاط إيران النووي والصاروخي.
المصدر -