المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
ترامب يهز واشنطن والعالم في 10 أيام فقط
بواسطة : 29-01-2017 09:51 مساءً 8.1K
المصدر -  
*ما كاد ينتهي الأسبوع الأول من تولي دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض، حتى كان أطلق قراراته الصادمة في مجال الهجرة، طارحا ما يسميه "الحقائق البديلة"، ومتسببا بهزات في واشنطن والعالم كما سبق ان وعد. وخلال أسبوع واحد أحدث ترامب الآتي من خارج واشنطن، والذي لم يتسلم قط قبل الآن منصبا في البلاد، صدمة سياسية حقيقية في العاصمة الأمريكية، عندما طرح إعادة النظر في المعايير والمفاهيم التي تسترشد بها الولايات المتحدة منذ عقود. ومنذ خطاب القسم ركز ترامب على ضرورة ترتيب البيت من الداخل. وقال في هذا الخطاب "اليوم، نحن لا ننقل السلطات من إدارة إلى أخرى أو من حزب إلى آخر لكننا نقوم بنقل السلطات من واشنطن لنعيدها اليكم، الى الشعب". ولم تعد "النخب" في المؤسسات السياسية والإعلامية في المدن الكبرى هي المسؤولة عن القوة الكبرى في العالم، بل باتت هي العدو. ووصلت تداعيات قرارات الرئيس الجديد إلى بقية أرجاء العالم. وقد شكلت الولايات المتحدة على مدى 75 عاما ما وصفه باراك أوباما بـ"الأمة التي لا غنى عنها" والتي تحافظ على تماسك النظام العالمي. ولكن في حقبة ترامب يجري العمل على تقييم التحالفات القديمة والبحث عن اخرى جديدة، في اطار شعار "أمريكا اولا" على حد تعبيره. وقبيل تنصيبه، تساءل كثيرون ان كانت الرئاسة ستغيره ام سيغيرها هو. وخلال أقل من عشرين دقيقة بعد بداية عهده، حصل كل من كان يستمع اليه على الاجابة. وقبل وصولهم إلى المكتب البيضاوي كان الخبراء الاستراتيجيون المحسوبون على ترامب قرروا استغلال الأسابيع الأولى لإطلاق موجة يومية من القرارات التنفيذية. وكان الهدف هو اخلال توازن مناهضيه ورسم صورة لترامب على انه رجل افعال لا اقوال بالاضافة الى إرواء عطش انصاره بالتغيير. فبالنسبة لمعظم أبناء الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة، كانت للعولمة والاتمتة و"الركود العظيم" انعكاسات كارثية عليهم كما ارهقتهم السياسة فشعروا بانهم مسحوقون من قبل "النخبة" في "حروب" تمحورت حول الاجهاض وحقوق المثليين والهجرة والاحتباس الحراري والدين. ففاز ترامب بالانتخابات عبر وعوده بان يكون نصيرهم. ورغم أن ما أصدره رئيس مجلس الإدارة ورجل الأعمال الذي أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة من قرارات تتعلق بوقف تمويل الجمعيات الداعمة للإجهاض وإعادة بناء القوات المسلحة الأمريكية والموافقة على بناء أنابيب نفطية جديدة، وهي جميعها أمور قد تصدر من أي جمهوري في البلاد، إلا أنه غلبسها واجهة قومية وشعبوية وارفقها بسياسات ناصرها كبير مستشاريه ستيف بانون. وسارع إلى تمزيق اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الهادىء الهادف إلى اقامة توازن مع نفوذ الصين المتنامي، فيما فرض حظرا على اللاجئين السوريين والمهاجرين من ست دول اخرى ذات غالبية مسلمة. وفي هذا السياق ايضا، أمر بالبدء ببناء جدار على الحدود مع المكسيك فيما دخل في سجال علني مع الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو الذي ألغى رحلة له إلى واشنطن. فاوصدت بذلك الولايات المتحدة التي اوجدها المهاجرون ابوابها في وجوههم. ولم تتغير صورة الولايات المتحدة في العالم بهذه الدرامية وبهذه السرعة قبلا. لكن أنصار ترامب وجدوا فيه شخصا من خارج واشنطن وقف إلى جانبهم ضد نخبتها. وقالت مستشارته كيليان كونواي التي تفاخرت بالطريقة التي "صدم" بها ترامب "المنظومة" القائمة، "تعودوا على ذلك" مضيفة ان الرئيس الجديد "ما زال في البداية". ولم يكن كل شيء ايجابيا بالنسبة لترامب نفسه. فلا تزال هناك مناصب أساسية شاغرة عليه ان يملأها فيما لا تزال عملية اتخاذ القررات مضطربة. فاضطر مستشاروه الى التراجع علنا عن اقتراح لفرض ضريبة تصل الى 20 بالمئة على الواردات من المكسيك لتمويل كلفة بناء الجدار بين البلدين كما سارعوا لتبرير الفوضى التي ادى اليها قرار منع دخول اللاجئين والمهاجرين. ومن جهته، دخل الرئيس بنوبات غضب حول حجم الحشد الذي تواجد خلال مراسم تنصيبه، والاتهامات بحدوث تزوير في الانتخابات، وما وصف بأنه قمع لوسائل الاعلام. وفي اتصالاته الخاصة، اشتكى ترامب لمستشاريه من التغطية الإعلامية حوله مما اعطى انطباعا انه يركز اكثر على صورته بدلا من إدارة البلاد، بحيث يبدو وكأن فوزه بالرئاسة لم يكن كافياً بالنسبة إليه. وأعطى المتحدث شون سبايسر نافذة على الجو السائد في البيت الأبيض حين اشتكى من هذه المحاولة "الدائمة للتصغير من ضخامة الدعم (الشعبي) الذي يتمتع به" مضيفا انه "من المثير للاحباط إلى درجة لا تصدق عندما يقال لك مرارا انه غير كبير بما فيه الكفاية وليس جيدا بما فيه الكفاية وانه لا يمكنك الفوز". وأفاد استطلاع لجامعة كوينيبياك ان نسبة تأييد ترامب خلال الاسبوع الاول لم تتجاوز 36 بالمئة. ومن ناحيتهم، يتحدث ناقدو ترامب عن الهدف من وراء ادعائه غير المثبت بان ثلاثة ملايين شخص صوتوا بصورة غير شرعية خلال الانتخابات. ويرى برايان كلاس، الخبير في الديموقراطية العالمية في كلية لندن للاقتصاد، ان "الطعن (بدون دليل) في نزاهة الانتخابات هو مفتاح لتقليص الثقة بالانتخابات". واضاف ان "التهجم على الاعلام واضفاء الضبابية على الحقيقة عبر روايات غير مبنية على حقائق، يزرعان الشك لدى العامة". اما ميندي فين التي ترشحت لتكون نائب رئيس مستقل، فاختصرت استراتيجية ترامب على انها "ازرع الفوضى، عمق الانقسامات، وطد سلطتك". وبالنسبة لاشد منتقديه، يبقى السؤال الآن فيما اذا كان الرئيس 45 للولايات المتحدة هو من يحطم الرئاسة ام ان المنصب سيحطمه.