رصدت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية تعقيدات المشهدين العسكري والسياسي في ليبيا وقالت: إن أي تسوية لتقاسم السلطة في ليبيا لن تنجح إذا استثنت الأطراف الفاعلين في الأزمة، خاصة أن روسيا بدت تعبث بالمشهد من خلال دعم الجنرال المارق خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد. ودعت الصحيفة في مقال للكاتبين جاسون باك، وتوم دنهام الولايات المتحدة إلى عدم تجاهل ليبيا، خاصة أن الجنرال السيسي يدعم بقوة دوراً رياديّا لروسيا في ليبيا على أمل أن تفرض موسكو حلّا سياسياً هناك يصب في مصلحة مصر. وأضاف الكاتبان أن روسيا تعتبر ليبيا ساحة أخرى يمكن أن توسع فيها دورها الإقليمي، ولكي تثبت للمجتمع الدولي أنها قوة رائدة في مكافحة ما يسمى الإرهاب. ولفت الكاتبان إلى أن حفتر بأجندته المناهضة للأحزاب الإسلامية يمكن أن يعتمد على الدعم العسكري الروسي وتوفير برلمان طبرق غطاءً سياسيا له، وبذلك يصبح أداة فاعلة للالتفاف حول الغرب والتقارب أكثر مع روسيا. ويرى الكاتبان أن مصر وروسيا تعتقدان أن إدارة ترمب ستقبل نتيجة ما يخلصان إليه في ليبيا من تمكين حفتر من قيادة البلاد، وأضاف أن فرض حفتر على جميع فصائل ليبيا يعني ليس فقط تحجيم نفوذ الغرب، بل سيصعد الحرب الأهلية المندلعة هناك. وختم الكاتبان بدعوة إدارة ترمب لتسريع مبعوث لها إلى ليبيا لتسوية الوضع هناك، وفي ذلك سيكون إشارة للروس بأن واشنطن لن تسمح لها بمد نفوذها هناك، وأن إدارة ترمب تخطط للدفاع عن مصالح ليبيا وسط أعنف الصراعات.;