المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
أوباما يغادر البيت الأبيض على وقع تغريدات ترمب اللاذعة
بواسطة : 09-01-2017 07:26 صباحاً 9.0K
المصدر -  
كان باراك أوباما يعتقد أن الأمور ستكون مختلفة، ففي أعقاب 8 سنوات في السلطة، يغادر البيت الأبيض بعد فترة انتقالية حادة على وقع التغريدات اللاذعة لدونالد ترمب، الذي يستعد لمسح إنجازاته. حتى لو كان في استطاعته التباهي بنسبة شعبية عالية تضعه على قدم المساواة مع رونالد ريجان وبيل كلينتون، لدى مغادرتهما البيت الأبيض، يشعر بالمرارة الرئيس الديمقراطي الذي سيلقي الثلاثاء في شيكاغو، حيث بدأت مسيرته السياسية، خطابه الوداعي. وشكلت الأجواء الهادئة التي سادت اللقاء الأول في المكتب البيضاوي، بين الرجلين اللذين تختلف مسيرتهما ومزاجهما اختلافا جذريا، مفاجأة. لكن هذا الهدوء يبدو الآن بعيد المنال. وقد تبادل الرئيس الـ44 وترمب الذي سيصبح عما قريب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، الاتصالات الهاتفية منذ هذا اللقاء الأول، لكن ملامح التوتر تزداد وضوحا يوما بعد يوم. وقال لاري ساباتو، من جامعة فيرجينيا، إن «الهوة بين مواقفهما السياسية وشخصية كل منهما كبيرة جدا، بحيث يتعذر مرور هذه الفترة الانتقالية من دون صدامات». وحول بعض الملفات، مثل إصلاح التأمين الطبي (أوباماكير) أو التصدي لارتفاع حرارة الأرض، يبدو الاتجاه واضحا: فخليفته الجمهوري سيسير في الاتجاه المعاكس عبر المراسيم أو الكونجرس، لكل المبادرات المتخذة في السنوات الـ8 الأخيرة. وحول ملفات أخرى، خاصة على صعيد السياسة الخارجية، يلقي الغموض بظلاله: ماذا سيحل في الأشهر المقبلة بمسألتي الانفتاح على كوبا والاتفاق حول الملف النووي الإيراني؟ ولن يستكمل رجل الأعمال البالغ الـ70 من العمر، وسيكون أكبر رئيس يدخل البيت الأبيض، الرئيس المنتهية ولايته (55 عاما). أو سيعتمد بالتالي سياسة مزدوجة على غرار ما يفعل مع عدد من منافسيه أو حلفائه. وقال في تغريدة أواخر ديسمبر: «سأبذل قصارى جهدي لتجاهل عدد كبير من العقبات أو التصريحات النارية للرئيس أوباما. كنت أعتقد أن المرحلة الانتقالية ستتم بسلاسة. لكن لا». وردا على سؤال بعد ساعات حول هذا الموضوع، أكد أن العملية ستتم «بسلاسة كبيرة جدا». وأرفق إجابته بابتسامة عريضة. وقال ديفيد كلينتون، من جامعة بايلور، ومؤلف كتاب حول الفترات الانتقالية: «وجهت في السابق انتقادات إلى الإدارة المنتهية ولايتها، لكنها كانت تقتصر عموما على تعليقات مغلفة من الفريق الجديد. واستخدام ترمب التغريدات لهذه الغاية مسألة جديدة جدا». ولا يركز رجل الأعمال المبتدئ في السياسية ضرباته على الملفات الآنية. فقد أعلن أوباما عقوبات على موسكو المتهمة بأنها حاولت التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية. فأشاد ترمب بـ»ذكاء» الرئيس الروسي فلاديمير. وألمحت السلطة التنفيذية إلى نقل معتقلين جدد من جوانتانامو إلى بلدان أخرى. وحذر الرئيس المنتخب من هذا المسعى، مشددا على التهديد الذي يشكله «أشخاص بالغو الخطورة». واعتبر ساباتو أن «دونالد ترمب تصرف كما لو أنه رئيس مشارك، أو بصفته رئيسا تسلم مهامه على الأرجح». وأطلق أوباما من جهته مجموعة من المبادرات في اللحظة الأخيرة، تمهيدا لوصول ترمب: الامتناع عن التصويت على قرار للأمم المتحدة ضد الاستيطان الإسرائيلي، ومراسيم تعرقل أي عملية حفر جديدة عن الغاز أو النفط في مناطق شاسعة في المحيط المتجمد الشمالي. وبتأكيده في لقاء مع مستشاره السابق ديفيد أكسلرود، أنه إذا استطاع أن يترشح من جديد فإنه سيفوز على ترمب، كان يعرف من جهة أخرى أنه يصيب في الصميم خلفه الذي لا تحتاج حساسيته إلى دليل.