المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 14 مايو 2024
يحيى جامع.. «قذافي غامبيا» يرفض مغادرة الحكم
بواسطة : 03-01-2017 07:12 صباحاً 12.4K
المصدر -  
لا يبدو الرئيس الغامبي يحيى جامع، مستعداً للتنازل عن السلطة لصالح منافسه الفائز بانتخابات ديسمبر الماضي، بالرغم من تهديد دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا «إيكواس» باستعمال القوة ضده في حال تمسكه بموقفه. وفي خطابه ليلة السبت الماضي، قال جامع، الذي تلقبه بعض وسائل الإعلام بـ»قذافي غامبيا»، لتشابه تصرفاته مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي: «دعوني أكون واضحاً جداً، نحن مستعدون للدفاع عن بلادنا ضد أي عدوان»، محذراً من أنه إن لم تتراجع إيكواس عن قرارها بالتدخل العسكري «فإن المأزق سيستمر، مع خطر التصعيد إلى مواجهة عسكرية». وحذرت «الإيكواس»، الجمعة الماضية من أن «القوات السنغالية على أهبة الاستعداد للتدخل في غامبيا في حال رفض الرئيس يحيي جامع، ترك السلطة في 19 يناير (الجاري)». وغامبيا تعتبر من أصغر الدول الإفريقية، وعدد سكانها لا يتجاوز مليون و800 ألف نسمة، بينما لا تتعدى قواتها الألف و900 عسكري، كما أنها جغرافيّا تمتد بشكل أفقي على طول نهر غامبيا، حيث تعد جيباً طويلا داخل الأراضي السنغالية التي تحيط بها من ثلاثة اتجاهات باستثناء الجهة الشرقية المطلة على المحيط الأطلسي. ويصر جامع، (51 سنة) على أن الحل الوحيد للأزمة، التي تعاني منها بلاده، تتمثل في إعادة الانتخابات بعد طعنه في نزاهتها أمام المحكمة الدستورية التي ستنظر في الطعن في 10 يناير الجاري. ويعتبر الرئيس الغامبي، يحيي عبد العزيز جاموس (قام بتغيير الاسم الأخير إلى جامع ليتناسب مع ما يدعيه من توجهات إسلامية) من أكثر الرؤساء الأفارقة إثارة للجدل والغرابة في تصرفاته الشخصية ومزاجه المتقلب، والتي تنعكس كلها في طريقة إدارته للحكم. ففي يوليو 1994، وصل جامع، إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري أبيض قاده ضد أول رئيس لبلاده، داود جاورا (1970-1994)، والذي تولى رئاسة الوزراء بعد استقلال البلاد في 1965، من الاحتلال البريطاني، حيث كانت البلاد تتبع نظام الملكية الدستورية، قبل أن تتحول إلى نظام جمهوري في 1970. لم يتجاوز جامع، حينها 29 سنة، وهو الضابط المغمور في جيش بلاده، وظل منذ 1994، يحكم بلاده بقبضة حديدية حيثُ أعيد انتخابه لخمس دورات متتالية بدأت بعد انقلابه بعامين (1996) حين أسس حزبه الخاص: «التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء»، ثم أعيد انتخابه بعد ذلك في الأعوام 2001، و2005، ثم 2011. وأجريت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الأول من ديسمبر الماضي، حيث اعترف جامع، بهزيمته أمام منافسه زعيم المعارضة آدم بارو، وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات الغامبية عن فوز الأخير بأغلبية أصوات الناخبين بفارق قدره 60 ألف صوت وبنسبة بلغت %45.5 من الأصوات مقابل %36.7 لجامع، وكان يفترض أن تنهي فترة حكم جامع بعد 22 عاماً. وبعد أن أقر جامع، بهزيمته في خطاب مقتضب بث مباشرة على شاشة التلفزيون بقوله: إن «الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص آخر لقيادة البلاد» ثم أعقب ذلك باتصال هاتفي مهنئاً خصمه آدم بارو، مخاطباً إياه بقوله: «أنت الرئيس المنتخب لغامبيا أتمنى لك النجاح والأفضل» مؤكداً على نزاهة العملية الانتخابية، ووصفها بـ»الانتخابات الأكثر شفافية في العالم». إلا أن جامع، عاد، كعادته في تفجير المفاجآت واتخاذ الموقف وضده، فشكك في نتيجة الانتخابات بعد أن أعلنت الهيئة مراجعة نتائج الفرز النهائية، تقليص الفارق في عدد الأصوات بين المرشحين من 60 ألفاً إلى 20 ألفاً فقط، وهو ما اتخذه الرئيس الغامبي، ذريعة للتنصل من قبوله بالنتيجة، متراجعاً عن تصريحاته السابقة في هذا الخصوص.