المصدر -
قال الكاتب نسيم أحمد، في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، إن وصول دونالد ترمب الوشيك إلى البيت الأبيض أصبح مصدرا للقلق والذعر، مشيرا إلى أن هناك أشياء كثيرة تدعو للقلق بما في ذلك تعهده بإنشاء قاعدة بيانات إسلامية لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أن من المحتمل أن يدفع ترمب أميركا نحو مستويات خطيرة من التوجهات المعادية لليبرالية والتعصب، مرجحا أن يجعل حياة الأقليات في الولايات المتحدة صعبة للغاية، ليس ذلك فحسب بل سيشجع القوى الرجعية داخل البلاد.
مع ذلك، فإن أخطر تهديد يشكله ترمب في رأي الكاتب ليس محليا بل دوليا، مشيرا إلى أن الرئيس أوباما - رغم عيوبه الكثيرة - لم يكن جاهلا بأوضاع الشرق الأوسط أو طبيعة التهديد الذي يشكله الإرهاب. أما ترمب فهو على العكس تماما، بل يمكن القول إنه مخدوع في مشاكل الشرق الأوسط وفي قدرته على حلها كرئيس للولايات المتحدة.
وتابع الكاتب: «إن مشكلة ترمب الرئيسية ليست في جهله بل شخصيته، فهو لديه مزيج سام من الجرأة والتبجح والثقة، وسيكون كارثيا أن يتولى شخص بهذه الصفات المنصب الأكثر قوة في العالم».
وذهب الكاتب للقول: «ليس من المبالغة القول إن ترمب يعاني من اضطراب في الشخصية والهوس الذاتي المعروف باسم «النرجسية». إن ترمب يظهر بانتظام أن الشيء الوحيد الأكثر خطورة من تولي شخص جاهل السلطة، هو أن يكون هذا الشخص الجاهل مفتونا بنفسه».
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس المنتخب دعا مؤخرا إلى توسيع القدرات النووية للولايات المتحدة، حتى «يعود للعالم رشده»، لكن كثيرين يتفقون على أنه هو الذي يحتاج إلى أن يعود إليه رشده.
ورأى أن رؤية ترمب العالمية تتسم بالتضليل والكذب والمؤامرات، فقد أحاط نفسه بأصحاب نظريات المؤامرة، واستعان بـ58 مؤامرة في طريقه إلى البيت الأبيض.
وعلى الرغم من فوز ترمب في الانتخابات - وهو الفوز الذي اعتمد على استغلال عامل الخوف وليس الحقائق – فإنه لا يتحدث فعلا باسم الغالبية العظمى من الأميركيين.
واعتبر أن حملته السياسية برمتها، وتعهداته الأولية، هي لرجل منخرط في معركة مع الجماعات المتطرفة والرجعية.
ورأى الكاتب أن هناك علاقة تكافلية بين ترمب والجماعات المتشددة مثل «تنظيم الدولة»، فالأخير يحتاج إلى شخصية مثل ترمب لدعم دعايته بأن الغرب في حالة حرب مع الإسلام، كما أن ترمب يحتاج إلى هذا التنظيم لتبرير سياساته المجنونة واسترضاء دائرته المتطرفة.
وتابع الكاتب: «بالقيام بذلك، سيؤجج الرئيس القادم للولايات المتحدة السرد الخطير حول صدام الحضارات، وهذا بالضبط ما يريده تنظيم الدولة».
وأشار الكاتب إلى أن ترمب أيضا يحاول فعل ما لا يمكن تصوره، فهو يريد إضفاء شرعية على ضم إسرائيل للقدس من خلال التعهد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وستكون عواقب هذه الخطوة خطيرة للغاية.
وختم الكاتب بالقول: «بهذه الخطوة، سيسير ترمب ضد مواقف الإدارات الأميركية السابقة، والمجتمع الدولي وتقويض القانون الدولي، ليس ذلك فحسب بل سيضع نفسه ضد 1.6 مليار مسلم و50 دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، وستكون هذه خطوة كارثية من شأنها أن تزرع بذور الصراع لأجيال قادمة».