المصدر -
تبرع طفل تركي يبلغ من العمر 6 أعوام، ينتمي إلى عائلة فقيرة بحذائه الشتوي الوحيد لأطفال سكان شرقي حلب الذين شملتهم عمليات الإجلاء، ما ألهم مواطنين وتجار أتراك إلى التبرع بـ5 آلاف حذاء للحلبيين خلال فترة قصيرة.
ويعتمد المدنيون الذين تم إجلاؤهم من شرقي حلب عقب حصارهم من قبل نظام بشار الأسد والتنظيمات الأجنبية الإرهابية الداعمة له على المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الإغاثية وفاعلي الخير الأتراك في محاولة لتضميد جراحهم، في ظل قسوة برد الشتاء القارص.
وقال «حسين باطي» رئيس منطقة «آي كنت» الصناعية بولاية قونيا، وسط البلاد، لوكالة الأناضول: إن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)، أطلقت حملة «افتحوا طريقاً إلى حلب»، لجمع التبرعات للمدنيين الذين تم إجلاؤهم إلى المناطق الآمنة، لمساعدتهم في هذه الأيام الباردة، مؤكداً دعمهم للحملة.
وأوضح باطي: «لقد نشرنا إعلانات للحرفيين والتجار في المنطقة الصناعية حول دعم حملة جمع التبرعات للسوريين بطرق مختلفة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف باطي: «جاء إلى مكتبنا، طفل يبلغ من العمر 6 أعوام (لم يذكر اسمه)، برفقة والده كان قد أبلغه بأنه يريد أن يتبرع بزوج حذائه الشتوي الوحيد الذي يمتلكه إلى أطفال حلب».
وواصل حديثه قائلا: «في العادة نحن لا نأخذ الأشياء المستعملة للحملة، ينبغي أن تكون جديدة، إلا أننا عندما رأينا براءة الطفل قبلنا بتبرعه، حيث إن والده كان قد اشترى الحذاء له العام الماضي، ولا يملك إمكانية شراء زوج حذاء جديد لابنه، ورغم ذلك فوالده لم يُحرج الطفل».
وأردف باطي: «فمد الطفل حذاءه الشتوي لنا، وقال: جئت بهذا، أرجو أن تأخذوه، فيما قال والده: ليس لديّ نقود كي أشتري حذاءً شتوياً جديداً لابني، لدي 50 ليرة تركية (حوالي 14 دولاراً) أريد التبرع بها لسكان حلب».
وقال: «لقد تأثرت كثيراً مما رأيت من كرم الطفل ووالده، وتضحيتهما، ونشرت ذلك في موقع التواصل الاجتماعي».
«وإثر ذلك»، وفق المتحدث ذاته، «طلب أحد مصنِّعي الأحذية في اسطنبول حذاء هذا الطفل، وقلنا له سنعطي هذا الحذاء للشخص الأكثر تبرعاً، فتبرع هذا التاجر (لم يذكر اسمه) بـ2500 زوج حذاء إلى الهلال الأحمر التركي لإرسالها إلى سكان حلب».
وعندما علم حرفيو الأحذية في المنطقة الصناعية، بخبر تبرع طفل صغير بزوج حذائه الشتوي الوحيد لأطفال حلب، بحسب باطي، انتابهم شعور عاطفي كبير، وقاموا بجمع 2500 زوج حذاء في قونيا، وأرسلوها إلى سكان حلب.
ووفق باطي: «أصبح تصرف هذا الطفل الصغير الذي لم يتسنَّ لنا معرفة اسمه، أملاً لآلاف المظلومين، حيث يتصل بنا المتبرعون عبر الهاتف، ويسألون عن الطفل، بحثنا عنه ولم نجده، تبرع وذهب، ونأمل أن يأتينا مرة أخرى لنتعرف عليه».
وأشار المتحدث إلى أن سكان ولاية قونيا تبرعوا بكرم يليق بهم لحملات جمع التبرعات للمظلومين السوريين، مبيناً أن المنطقة الصناعية فيها 1350 شركة، شاركت بمختلف المساهمات لحملات المساعدات الإنسانية التي تطلقها منظمات المجتمع المدني في الولاية.