وتبدت خيبة الأمل الأمريكية إزاء معارضة طوكيو لفرض حظر وعقوبات موجهة أخرى أول أمس الإثنين، عندما تساءلت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية سمانثا باور علناً عن تردد اليابان التي نشرت الشهر الماضي قوات ضمن مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان. وقالت باور للصحفيين: "إنه لمنطق يثير كثيراً من التساؤلات أن تعتقد أن السبيل للحفاظ على سلامة جنودكم لحفظ السلام لا يكمن في دعم حظر للسلاح"، وأضافت: "لماذا سيكون من الجيد لجنودكم لحفظ السلام وجود حكومة يعاني شعبها من الجوع وتنفق المال القليل الذي بحوزتها على السلاح (نظم أسلحة كبيرة) بدلاً من إنفاقه على الطعام؟ من مصلحة الجميع بمن فيهم جنود حفظ السلام تقليل الأسلحة الثقيلة". وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة اشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن "اليابان عبرت في مناقشات خاصة عن استيائها ووصفت تصريحات باور بأنها غير مفيدة وغير بناءة". وتسببت الخصومة السياسية بين رئيس جنوب السودان سلفا كير الذي ينتمي إلى عرق الدينكا ونائبه السابق ريك مشار الذي ينتمي إلى النوير في نشوب حرب أهلية في 2013، جرت عادة على أساس عرقي، ووقع الاثنان اتفاق سلام هشاً العام الماضي لكن القتال استمر، وفر مشار في يوليو(تموز) وهو موجود حالياً في جنوب أفريقيا. وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منتشرة بجنوب السودان منذ استقلاله عن السودان في 2011، حيث يوجد حالياً هناك 13700 جندي من القوات والشرطة التابعين للمنظمة الدولية. وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن أول أمس الإثنين أنه يخشى من اقتراب حدوث عملية إبادة جماعية في جنوب السودان ما لم يُتخذ إجراء فوري مجدداً مناشدته للمجلس فرض حظر للسلاح على البلاد، ولكن وزيرة الدفاع اليابانية تومومي إينادا لمحت أمس الثلاثاء إلى أن الوقت غير مناسب الآن لفرض حظر للسلاح ومزيد من العقوبات. ويحتاج صدور أي قرار للمجلس إلى موافقة 9 أعضاء على الأقل مع عدم استخدام حق النقض (الفيتو)، ويقول دبلوماسيون إن 7 أعضاء فقط حتى الآن يؤيدون القرار بينما سيمتنع الـ8 الباقون عن التصويت أو سيصوتون بلا. وتشكك كل من الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض في أن يحقق حظر السلاح الكثير في بلد يموج بالسلاح بالفعل لكن دبلوماسيين لا يتوقعون أن يعرقلا القرار. وأضاف الدبلوماسيون أن الجهود الأمريكية تتركز على حشد دعم اليابان والعضوين الأفريقيين السنغال وأنجولا، وتريد باور طرح مشروع القرار للتصويت بنهاية العام وناشدت زملاءها بالاستعداد للتصويت بما تمليه عليهم ضمائرهم. وأبلغ سفير أنجولا لدى الأمم المتحدة إسماعيل أبراو جاسبر مارتنز الصحفيين "ربما لا يكون حظر السلاح هو الحل المناسب، نريد حلولاً للوضع في جنوب السودان، وربما لا يتم احترام الحظر ونخلق مزيداً من المشكلات".