المصدر - صحيـــفة غـــرب
مســعود مريزيق.. وهو أحد الحرفيين ويعمل على طحن الدقيق من خلال أداة «الرحى»، المعروفة قديما لدى أغلب مناطق المملكة الثرية بمثل هذه الأدوات الشــعبية القديمة التي كانت تســاعد على العمل، وكان النساء يستخدمنها في الغالب، يقول: “تتكون من حجرتين مستديرتين من الحجر الخشن الثقيل الذي يكون غالبا من حجر البازلت - صخور بركانية ســطحية ناتجة عن تجمد الحمــم البركانية المتصاعدة من باطــن الأرض- يختلف طول قطرهمــا من يد صانع لأخــرى، ولكن غالبا ما يكون بين 100 و 50 ســم، وإحدى هاتين وإحدى هاتين الخرزتين تكون ثابتة وهي الخرزة الســفلية يثبت في محورها ما يسمى بالقطب، الذي كان في بدايات صنع الرحى من الخشب وجريد النخل ثم أصبح يستبدل بعصا من المعدن الصلب، أما بالنسبة للخرزة العلوية فهي تأخذ نفس حجم وشكل السفلية إلا انه يتم ثقبها بفتحة نافذة في المحور ليســمح بمرور قطب الرحى وتطابق الخرزة الســفلية الثابتة مع العلوية المتحركة بشكل دائري عن طريق مقبض خشبي يتم تثبيته في طرفها ويسمى اليد».واســتطرد مريزيق: “كان الرحى يســتخدم في طحن الحبوب بجميع أنواعها وتحويلها إلى دقيق، وذلك بسحقها جيدا أو جرشها حســب الحاجة، ونظرالاعتماد الإنسان قديما في مأكله على ما تنتجه الأرض من قمح وشعير ودخن وغيره من أنواع الحبوب، فقد كان لهذه الأداة أهمية بالغة في حياة الإنســان، إلا أنه في بداية النصف الثاني من القرن الماضي وبسبب التكنولوجيا الحديثة بدأ الاستغناء عنها واستخدام الطواحين الكهربائية لسد الحاجة».يذكر أن المرأة كانت تعاني بعض المشقة وتبذل الكثير من الجهد في طحن وجرش الحبوب لتحضير الطعام ورغم ذلك إلا أنها كانت تســلي نفسها ببعض الأهازيج التي تمتزج عذوبة كلماتها بصوت الرحى، حيث كانت تلك الأهازيج وسيلة عن التعبير عن مشاغلها ومشاعرها وتحمل الكثير من قيم وتقاليد مجتمعه