المصدر -
تُقبل البنوك والفنادق وشركات الأغذية في البوسنة على تبني المعايير الإسلامية للمنتجات "الحلال" سعيا للاستفادة من سوق آخذة في النمو بفضل العدد الكبير للسكان المسلمين في هذا البلد وتدفق
السياح الخليجيين فضلا عن التجارة المتنامية مع العالم العربي.
ويوجد في البوسنة أحد أكبر تجمعات السكان المسلمين من أصل أوروبي في أوروبا وهم تقليديا يعتمدون تفسيرا ليبراليا للإسلام لكن مع وصول المقاتلين العرب خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995 وتدفق الأموال السعودية نشأت صحوة إسلامية هناك.
وأصبحت هذه البلاد التي يمثل المسلمون نصف سكانها مركزا إقليميا للمنتجات الحلال منذ إنشاء أول وكالة أوروبية لشهادات "المنتجات الحلال" في 2006.
وقال أمير ساكيتش مدير الوكالة "نحن في وضع بحيث يمثل مستهلكو المنتجات الحلال بين 27 و28 في المئة من العدد الإجمالي و(لا) يحمل (سوى) ما بين 17 و18 في المئة من الإنتاج الغذائي العالمي شهادات الحلال".
وأضاف أن سوق منتجات الحلال في البلقان نما بنحو 17 في المئة سنويا على مدى السنوات العشر الماضية.
واعتمدت وكالة شهادات جودة الحلال منذ إنشائها آلاف المنتجات من البوسنة وصربيا والجبل الأسود وليتوانيا كما ساعدت كرواتيا وصربيا ومقدونيا على إنشاء وكالات محلية لضمان المنتجات الحلال.
وقدرت ديلويت توهماتسو للاستشارات قيمة سوق المنتجات الحلال بما يزيد عن تريليون دولار في 2015 وقالت إن السوق تنمو بنحو 15 في المئة سنويا.
وتؤكد شهادات الحلال أن هذه المنتجات تم تصنيعها طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية وأنها خالية من أي آثار للحم الخنزير أو الكحول أو الدم وأن تصنيعها يتم في مصانع خالية من الدنس (النجاسة).
وقال فاسفيجا بوليو مدير الجودة في شركة كلاس للمنتجات الغذائية ومقرها سراييفو إن كل منتجات الشركة حلال مشيرا إلى أن الناس يخلطون بين المنتجات الحلال وتلك الخالية من لحم الخنزير.
وأضاف "إنها أكثر من ذلك. يجب أن تتضمن أيضا خلو جميع المواد الخام (المستخدمة في صناعتها) من المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والمنتجات المعدلة وراثيا والمضادات الحيوية وغيرها من العناصر التي لها تأثير سلبي على صحتنا."
ويساعد بنك البوسنة الدولي المملوك من قبل خليجيين وهو المصرف الوحيد الذي يعمل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية في البلاد على تصدير المنتجات الحلال بمحفظة قوية قدرها 550 مليون مارك (300 مليون دولار).
وقال أمير بوكفيتش مدير بنك البوسنة الدولي الذي أطلق بالتعاون مع بورصة سراييفو أول مؤشر أسهم إسلامي في البلقان للشركات المدرجة في أكتوبر تشرين الأول "إنها بدايتنا مع العالم والممر للعالم
الإسلامي أيضا."
واشترى مستثمرون خليجيون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وشركات منتجات غذائية في صربيا والبوسنة لمعالجة الضعف في سلسلة توريد المكونات الحلال.
وقال سايو ماركوليتش وهو مالك لفندقين كبيرين في سراييفو إن "عدد الزوار زاد بسبب شهادة الحلال التي حصلنا عليها وأنا أعرف أن فنادق أخرى تقدمت بطلب لنيل شهادة الحلال أيضا."
وأضاف "البوسنة لديها إمكانيات سياحية وهذه (شهادة الحلال) سوف تسعد في نموها بشكل أكبر."