المصدر -
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن طائرات أميركية قتلت على الأرجح أحد أهم عملاء تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، الشهر الجاري، مما يبرز مستوى جديدا من التعاون بين فرنسا والولايات المتحدة لاستهداف الحركات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تعتقد فيها السلطات الأميركية مقتل بملختار في غارة جوية، وهو زعيم حركة تمرد يتمتع بقدرة عالية على المراوغة ويعرف بالإرهابي الأعور، فقد ثبت أن التقارير التي أفادت بمقتله سابقا عبر السنوات خاطئة.
لكن المسؤولين الأميركيين يجزمون هذه المرة أن بملختار قد قتل بناء على معلومات استخبارية موثوقة، وأن طائرات فرنسية استهدفته في جنوب ليبيا استنادا على معلومات حصلت عليها باريس من واشنطن، مطلع هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جهودا تجري حاليا لتحديد نتيجة هذه العملية، خاصة أن بلمختار حشد ملايين الدولارات لأفرع القاعدة في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، عبر عمليات تهريب وخطف أوروبيين وبيع بضائع مهربة، وتعد الولايات المتحدة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن مقتل 3 أميركيين على الأقل.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا صحت الأنباء عن نجاح الغارة الجوية الفرنسية، فسيمثل ذلك ذروة جهود تعاونت فيها أميركا وفرنسا وحلفاء آخرين لأسر أو قتل أهم زعماء تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا والساحل.
أيضا فإن مقتل بلمختار سيؤكد للمرة الأولى أن فرنسا نفذت غارات في ليبيا، بعد أن حاولت باريس التستر على عمليات تجريها هناك لأشهر، خوفا من أن تظهر بمظهر المنحاز في الصراع الليبي الداخلي.
وتتابع الصحيفة أن وجود آلاف من المسلحين في ليبيا بايعوا تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، مما حث فرنسا على شن عمليات سرية هناك طوال العام الماضي على الأقل، حسبما يقول مسؤولون غربيون، واشتملت المهمات الفرنسية على دعم فصائل ليبية تحارب ما يسمى الإرهاب، وشملت أيضا مطاردة مباشرة لمتطرفين.
وكانت فرنسا قد أجبرت على إعلان وجودها العسكري بليبيا في يوليو الماضي، بعد أن تحطمت طائرات عسكرية لباريس كانت تقل 3 ضباط استخبارات بالقرب من مدينة بنغازي.
هذا التعزيز في التعاون الاستخباري بين باريس وواشنطن، جاء بعد هجمات باريس العام الماضي، التي قُتل وجُرح فيها المئات على يد مسلحي تنظيم الدولة، إذ وجه الرئيس المنتهية ولايته، أوباما، مسؤوليه لزيادة مشاركة المعلومات مع نظرائهم الفرنسيين.
ويقول خبراء إن هجمات باريس في نوفمبر 2015 دفعت لتعاون أوثق بين فرنسا وأميركا، إلى جانب الدور الحاسم والمحوري الذي تضطلع به فرنسا في شمال إفريقيا.