المصدر -
قالت صحيفة فيننشيال تايمز، إن دول الشرق الأوسط كبقية دول العالم أصيبت بذهول جراء انتخاب سياسي مبتدئ رئيسا لأميركا، وهو الذي لا يملك خبرة في السياسة الخارجية، وليس له صلات بالمؤسسة السياسية الحاكمة التي اعتاد حكام المنطقة كسب ودها لعقود.
وأضافت الصحيفة، في مقال للكاتبة رولا خلف، أن مسؤولي المنطقة كانوا شديدي الثقة بفوز هيلاري كلينتون، لدرجة أن بعض مستشاري المرشحة الديمقراطية عقدوا محادثات قبل نتيجة الانتخابات مع مسؤولي دول عربية لمناقشة استراتيجيتها المقبلة في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أنه بدلا من فوز كلينتون، فإن الشرق الأوسط، الذي ألف مخاطر الشعوبية والاستقطاب ونشر أنصاف الحقائق، شاهد بقلق انتخاب الأميركيين لزعيم جديد صاغ نهجه في الشرق الأوسط على عدة شعارات، أبرزها التشدد مع إيران وتشدد أكثر مع المتطرفين.
تقول الصحيفة إن المرحلة الأولى من فوز ترامب برئاسة أميركا، أظهرت بزوغ اثنين من الفائزين في الإقليم، هما اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي هلل لفوزه متوقعا أن يهجر ترامب فكرة إقامة دولة للفلسطينيين.
بينما الفائز الثاني هو الرئيس المصري السيسي الذي جعل من استئصال الإسلاميين هدفا له، ومدحه ترامب بأنه «رجل رائع».
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الخليجيين لا يعرفون حتى الآن كيفية تفسير سلوك الرئيس الأميركي الجديد، أو كيفية الإفادة منه، لكن بالنظر إلى استيائهم الكبير من تقارب إدارة أوباما تجاه إيران، فإن الدول السنية بالشرق الأوسط تأمل أن يعيد الرئيس القادم إحياء العلاقة الودية التي جمعت تلك الدول مع أميركا ذات مرة، إذ يؤكد مسؤولو تلك الدول أن ثمة فرصاً كبيرة جيدة، إذا تخلت أميركا عن مغازلة إيران.
لكن اندفاع ترامب قد لا يعجب أشد المعارضين لاتفاق إيران النووي، فترامب يرفض اتفاق إيران كلية، لكن رغم كُره دول سنية للاتفاق، فإنها لا تدعو إلى إلغائه، بل يريد زعماء تلك الدول من ترامب أن يركز على الإنفاذ القوي لبنود الاتفاق وتحدي الخروقات، بل ومعاقبة طهران على تدخلها في دول عربية كسوريا والعراق واليمن.
وتشير فيننشيال تايمز إلى أن أحد التحديات التي تواجه إدارة ترامب أن ممارسة ضغوط على إيران قد يستحثها على الانسحاب من الاتفاق النووي، وتسريع سعيها لامتلاك سلاح نووي، وفي الوقت ذاته فإن الدول العربية الحليفة لأميركا ستترك وحدها لمواجهة الانفجار الناجم عن هذه التوترات.
وأشارت إلى أن الرئيس ترامب سيدرك أن كل خطوة له في الشرق الأوسط سيكون لها رد فعل، فتعاون الإدارة الأميركية مع روسيا بشأن سوريا سيعزز من قبضة نظام الأسد وحليفه إيران، وهي خطوة ستغضب حلفاء أميركا في المنطقة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى خطر آخر قد تسببه إدارة ترامب للشرق الأوسط، فبينما قد يعدِّل الرئيس الجديد من مواقفه المتطرفة، فإن خطابه وفريقه يمكن أن يسببا ضررا لا يقاس، متمثلا في ردكلة مزيد من المسلمين وتغذية صفوف المتطرفين.