المصدر -
نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مقالا للكاتب تشارلز ليستر حول تأثير استراتيجية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على الصراع السوري، مشيرا إلى أن ترامب صرح منذ فوزه بالرئاسة عن أن هدفه القضاء على تنظيم الدولة ووقف الدعم لمن يقاتلون النظام السوري.
يقول الكاتب إن ترامب يرغب في التركيز على تدمير التنظيم المتشدد، لكن السياسات التي أفصح عنها سيكون لها آثار كارثية ستؤدي إلى القضاء على المعارضة المعتدلة لنظام بشار الأسد، وتعزز التطرف.
اتهم الكاتب المخابرات الأميركي ببناء تنظيم القاعدة بالعراق ثم تنظيم الدولة، مضيفا أن مئات الجنود الأميركيين كان من الممكن إبقائهم على قيد الحياة اليوم لو لم يدعم نظام بشار الأسد أسلاف تنظيم الدولة.
يشير الكاتب إلى أن ترامب اقترح التحالف مع روسيا لسحق تنظيم الدولة، لكن روسيا تركز بصورة متواصلة على محاربة المعارضة السورية الرئيسة وليس محاربة هذا التنظيم.
ولفت إلى أن ترامب يفضل مكافحة الإرهاب رغم أنه من أعراض الأزمة التي نتجت عن ديكتاتورية بشار الأسد ورفضه التفاوض محذرا من أن سحب الدعم الأميركي للمعارضة المعتدلة سيقوض مصالح أميركا في سوريا.
وذهب الكاتب للقول إن وصف المعارضة السورية الرئيسية بأنهم متطرفون سيؤدي إلى تهديد أكبر بكثير من الذي شكله تنظيم الدولة في عام 2014.
وأوضح أن الاعتقاد بأن واشنطن لا تلقي بالا بمعاناة المدنيين في سوريا دفع كثيرا من أفراد المعارضة السورية إلى اعتبار أن تنظيم القاعدة أكثر استعدادا وفاعلية من أميركا التي يفترض أنها تحمي أرواحهم ومصالحهم.
ورأى أن تخلي دونالد ترامب عن تقديم الدعم للمعارضة السورية المعتدلة سيرسخ هذا التصور بشكل دائم وسيجعل من سوريا أفغانستان أخرى.
وتابع: تبرؤ أميركا من المعارضة السورية سيقوض حلفاءها في أوروبا ويغضب شركاءها الإقليميين، ويثير احتمال الفوضى والاقتتال الداخلي مثلما حدث في بداية الأزمة السورية، وسيستغل المتطرفون هذه الفوضى بأقصى سرعة.
رغم أن التحالف الروسي الأميركي قد يهدد الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا، لكن على المدى الطويل سيكون نعمة لدعاية هذه الجماعة. كما سيضمن التنظيم من تكتيكات القصف الروسي المكثف الحصول على رواية جاهزة حول وجود قدر من القبول والدعم الشعبي.
ومضى الكاتب للقول: إن السياسات التي اقترحها ترامب في سوريا من شأنها أن توفر الحماية لإيران من الهزيمة وستعزز نفوذها الإقليمي. وتخلي الرئيس المنتخب عن الإصرار الأميركي في فقدان الأسد لشرعيته ووجوب رحيله لن يؤدي إلا إلى زيادة مكاسب إيران بقدر كبير.