المصدر -
تناولت مجلة ذا إيكونومست البريطانية وضع حكومة الوفاق الوطني بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج، ومحاولة حلها لنزاع من المتوقع أن يتصاعد بفعل حملة عسكرية، يقودها الجنرال المارق خليفة حفتر، خاصة في استيلائه على منشآت نفطية عدة، في سبتمبر الماضي.
أضافت المجلة أن اتفاق الصخيرات الذي وقع في المغرب لم يفعل أي شيء، سوى أنه أعاد ترتيب النزاع العسكري والسياسي، مشيرة إلى أن الخلاف الليبي كان قبل عام بين برلمانين غريمين والحكومتين الملحقتين بهما، أما اليوم فإن الصراع صار بين أنصار الاتفاق وخصومه، وفي كلا الفريقين منشقون من المعسكرات القديمة شديدة التسليح.
وأوضحت إيكونومست أن طرفي الصراع الليبي لم يرضيا باتفاق الصخيرات، مما ترك أسئلة حول الأمن غير مجابة، فموقف حكومة طبرق وبرلمانها نابع في جزء كبير منه إلى تخوفها من أن يهمش الاتفاق دور حفتر، المسؤول عما يسمى الجيش الوطني الليبي أكبر المجموعات المسلحة في الشرق.
أما وزارة الدفاع في طرابلس، التابعة لحكومة الوفاق، فتشير تقارير إلى أنها تنسق مع القوات المناهضة لحفتر في الشرق، لكن الميليشيات التابعة لها - وغالبيتها تنحدر من مدينة مصراتة - فتخطط للاشتراك بقواتها ضد حفتر، لكن ما يمنعهم هو الانشغال بقتال تنظيم الدولة في سرت.
أشارت المجلة إلى أن المجتمع الدولي يأمل أن تسهم الحرب ضد تنظيم الدولة في ليبيا إلى تشجيع الوحدة، لكن منطقة غرب ليبيا التي تؤوي حكومة الوفاق تعاني انقساما، ولفتت النظر إلى محاولة انقلاب نفذها عدد من المجموعات المسلحة في طرابلس ضد فايز السراج.
وتصف المجلة الدعم الذي يلقاه المؤتمر الوطني العام بأنه متغير، ويرتكز على المصلحة الشخصية، إذ تسيطر قوات المؤتمر فقط على طرابلس العاصمة، بل إن بعض القوات غيرت ولاءها له وشاركت في المحاولة الانقلابية، وهي أعمال تمنع السراج من ممارسة مهامه من مقر رئاسة الوزراء.
كما حمَّلت ذا إيكونومست بعض الدول الأجنبية، التي ضغطت من أجل اتفاق الصخيرات، بعضا من اللوم على الخلاف القائم بين الأطراف الليبية، إذ يشعر الليبيون أن الغرب، المساند لحكومة السراج، لا يهتم فقط سوى بمصالحه الأمنية وقضية اللاجئين. لكن في الوقت ذاته، تدعم دول غربية الجنرال حفتر، وتمده بعض الدول العربية بالسلاح، وتقدم روسيا له المشورة. وأشارت إيكونومست إلى أن حكومة السراج من جانبها لم تقدم الكثير للفوز برضا الليبيين، فالخدمات متقطعة في أحسن الأحوال، والاقتصاد يتداعى.
حول مسألة حفتر، تقول المجلة إن مصيره ربما يكون أكبر سؤال مقلق بشأن ليبيا، فشعبيته في الشرق وبعض مناطق الغرب قد تدفعه لسلوك نهج الجنرال السيسي في مصر، الذي سحق المعارضة ثم اعتلى السلطة.
وذكرت المجلة أن كثيرا من مؤيدي اتفاق الصخيرات على قناعة بأن حفتر لن يدخل تسوية معهم أو سيلقي سلاحه، لكنهم ما زال يعتقدون أنه من الأفضل المضي قدما باتفاق متاح، وإن كان معيبا.
العرب