المصدر -
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن النصر المفاجئ للرئيس المنتخب دونالد ترامب صدم كثيرا حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط المعقدة، التي قد يعيد ساكن البيت الأبيض الجديد تنظيم الوجود العسكري لبلاده فيها.
أضافت الصحيفة أن ترامب بصفته القائد الأعلى القادم للقوات المسلحة الأميركية، سيكون مضطرا لخوض غمار المشاكل نفسها التي عانى منها أوباما، بَدءا من انهيار بعض أنظمة الشرق الأوسط إلى الحروب الأهلية المستعرة إلى خطر المجموعات المتطرفة التي أحدثت عنفا مهولا.
ولفتت نيويورك تايمز النظر إلى أن فوضى المنطقة، جعلت بعض زعماء المنطقة الأقوياء يأملون أن يغير الرئيس المنتخب ترامب سياسته، لتكون في صالحهم.
لكن الصحيفة تقول إن بعض خطط ترامب المعدَّة للشرق الأوسط تناقض بعضها، فهو يقترح إنشاء منطقة آمنة للمدنيين في سوريا، ويتعهد في الوقت ذاته بالتعاون مع روسيا التي تقصف المدنيين في حلب وغيرها.
وأضافت أن ترامب فيما يبدو عازم على إجراء تغييرين أساسيين في السياسية الأميركية تجاه المنطقة: الأول هو العمل مع روسيا ضد تنظيم الدولة والمجموعات المتطرفة، والآخر التراجع عن الاتفاق النووي مع إيران.
وتابعت القول إن الخطوتين ستمثلان تغير كبيرا عن السياسيات التي اتبعها أوباما، الذي تميزت ولايته بتصاعد التوتر بين أميركا وبعض أبرز حلفائها كإسرائيل ومصر والسعودية، لكن من غير الواضح ما إذا كانت مبادراته الجديدة ستُصلِح ما خلفه أوباما من أضرار أم لا.
كان ترامب قد طالب بعض دول المنطقة بدفع أموال نظير الحماية الأمنية التي توفرها أميركا لهم، وردا على ذلك نقلت الصحيفة عن صحافي عربي، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في الخليج، قوله إن ترامب يمكن أن يضع المصالح أولا ومِن ثَمَّ يتعاون اقتصاديا مع تلك الدول.
تشير الصحيفة إلى أن كثيرين في منطقة الشرق الأوسط، التي ما تزال متأثرة بما حدث عقب الغزو الأميركي للعراق في 2003، يخشون من أن تمهد لغة ترامب العدوانية الطريق أمام تدخل عسكري آخر أو احتلال لبعض الدول العربية، فضلا عن ثنائه على طرق التعذيب الوحشية التي يتبعها المحققون الأميركيون في سجن جوانتانامو سيئ السمعة.
كان ترامب قد اقترح قصف المتطرفين في العراق كخطة لهزيمتهم، ثم الاستيلاء على شبكة النفط التي يستخدمونها.
باسل صلوخ أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية ببيروت، يرى أن العرب لديهم صورتان لأميركا، الأولى باعتبارها حاملة شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، والأخرى بصفتها قوة تدخلية متغطرسة.
ورأى صلوخ أن فوز ترامب سيعزز صورة الولايات المتحدة بوصفها دولة معتدية.
غير أن بعض القادة في المنطقة رحبوا بهذا التغير في أميركا، منهم الرئيس المصري السيسي الذي تباهى كأول زعيم من خارج أميركا يتصل بترامب ليقدم له التهاني، بل دعاه لزيارة مصر. وتقول الصحيفة إن اتصال السيسي بترامب يمثل تغيرا، مقارنة بعلاقته بأوباما الذي نأي بنفسه عن الرئيس المصري بسبب نهجه القمعي.
ويتوقع قليل من الخبراء أن يمارس ترامب ضغوطا على أنظمة الشرق الأوسط، من أجل حقوق الإنسان أو أنه سيرسل قوات عسكرية لحماية المدنيين.