المصدر -
في مينيسوتا حيث شكل استيعاب عدد كبير من اللاجئين الصوماليين رهاناً انتخابياً، فازت مسلمة من أصل صومالي بمقعد في مجلس نواب الولاية، لأول مرة في الولايات المتحدة.
وستدخل اللاجئة السابقة إلهان عمر في الثالث من يناير إلى مجلس نواب الولاية القريبة من كندا والتي باتت المكان المفضل للاجئين الصوماليين القادمين إلى أميركا.
تستقبل مينيسوتا ثلث الصوماليين الوافدين إلى الولايات المتحدة والذين بلغ عددهم 25 ألفاً وفق آخر إحصاءات تعود إلى 2010.
وجاء فوز إلهان المحجبة البالغة من العمر 33 عاماً بعد الحملة التي خاضها الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب ضد المسلمين بشكل خاصّ.
وقالت إلهان لوكالة فرانس برس: «حتى وإن كان يفترض أن تشكل رسالته تهديداً لنا لكي لا نشارك في التصويت ولكي لا نعتبر أنفسنا جزءاً من النظام الأميركي، فقد كان لذلك مفعول عكسي».
وأضافت: «أعتقد أن فوزنا هو مصدر إلهام لكثير من الشباب والملونين والمهاجرين وللجميع، حتى وإن لم يكن النظام ملائماً لنا جميعا يمكننا مع ذلك أن نشق طريقنا ويمكننا أن نضمن أن نخلق فرصاً لأناس مثلنا».
ترامب هاجم الصوماليين المقيمين في الولاية في الأسبوع الأخير من حملته واعتبرهم مسؤولين عن الاضطرابات التي تشهدها الولاية، وقال حينها: «هنا في مينيسوتا عشتم بشكل مباشر المشكلات الناجمة عن سوء إدارة ملف اللاجئين مع وصول عدد كبير من اللاجئين الصوماليين إلى ولايتكم من دون علمكم بذلك حتى».
وأقرت إلهان عمر بأن فوز ترامب سيجعل الأمور «صعبة جدا». وقالت: «سيتعين علينا العمل على تنظيم الجالية استعداداً لما يمكن أن يحدث، سيتعين علينا مضاعفة خطابات المحبة أمام خطابات الكراهية».
وقال مدير مركز دراسات السياسة والحوكمة في جامعة مينيسوتا لورانس جيكوبس: «شهدنا تحولات مهمة جداً في الولايات المتحدة مع وصول الألمان والإيرلنديين الكاثوليك واليهود وغيرهم إلى البلاد، السياسة تكون في البداية ذات صبغة عرقية تماماً ثم تتطور مع تشكل ائتلاف» من أعراق متعددة.
واعتبر أنه «تطور إيجابي جدا» أن نرى إلهان عمر تتطور بهذه الطريقة».
وصلت إلهان إلى الولايات المتحدة وهي في الحادية عشرة من عمرها مع عائلتها بعد أن أمضت أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا لجأت إليه العائلة هرباً من الحرب في الصومال.
واعتبرت ميمونة غان (35 عاماً) فوزها صفعة لترامب ومصدر إلهام للمسلمين.
وقالت المرأة المقيمة في قرية ميبل جروف في شمال غرب مينيسوتا: «رؤيتها تبهج قلوبنا وقلوب الشباب، وصول إلهان إلى هنا وفوزها مصدر فخر لكل المسلمين وليس فقط للصوماليين».