المصدر -
قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية إن مصر أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان تواجه أزمة اقتصادية حادة تمثل تهديدا كبيرا لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى أن المصريين واجهوا قائمة كبيرة من الأزمات والمشاكل خلال الأسابيع الأخيرة.
ورأت الصحيفة أن أزمة السكر هي مثال قوي للعديد من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر، مشيرة إلى أن تدهور قيمة الجنيه المصري أمام الدولار له تأثير استراتيجي في هذه الأزمة.
وتلفت الصحيفة إلى أن انخفاض قيمة الجنيه المصري أجبر العديد من الشركات والمصانع على التوقف، حيث أعلن مسؤولو اثنين من أكبر مصانع السجائر والمشروبات الغازية في مصر هذا الأسبوع أنهم يدرسون الإغلاق بسبب الصعوبات في الميزانية.
كل هذا خلق شعورا من الذعر في شوارع مصر. وقال التجار في القاهرة لرويترز هذا الأسبوع إن هناك خوفا رهيبا من انهيار الاقتصاد. وقالوا إنهم توقفوا عن كل الأنشطة المالية، الشراء أو البيع، ويرجع ذلك أساسا إلى حالة الذعر العام حيال مستقبل مجهول.
المشكلة هنا -والقول للصحيفة- أن صندوق النقد الدولي جعل القرض مشروطا بالعديد من التدابير التي يمكن أن يكون ثمنها منصب الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتشمل المطالبة بالإصلاح في سوق العملات، بعبارة أخرى، أن تتوقف مصر عن تحديد سعر الجنيه المصري والسماح بأن يتم تحديد سعره من قبل السوق الحرة.
أضافت الصحيفة: هذا، يمكن أن يسبب مزيدا من تراجع قيمة الجنيه ودفع المزيد من الأعمال والشركات إلى حافة الهاوية، كما يطلب صندوق النقد الدولي تخفيضات واسعة في الدعم يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار المنتجات الأساسية، واحتجاج شعبي على نطاق واسع. وإدراكا منهم لخطورة وضعهم، قررت الحكومة المصرية والسيسي عدم المجازفة.
وأضافت: من الصعب القول متى أو هل ستخرج مصر من هذه الأزمة؟ هي في حاجة ماسة إلى هذا القرض من صندوق النقد الدولي وإحياء الثقة العامة في الاقتصاد.
واعتبرت الصحيفة أن نقص السكر، ومشاكل المياه، والإرهاب، وتدهور صناعة السياحة المعاناة، والمعدل المذهل للزيادة السكانية في مصر (ولادة طفل كل 15 ثانية ويبلغ عدد السكان 93 مليون نسمة) كلها أزمات تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار حكم السيسي.
تقول الصحيفة الإسرائيلية إن الرئيس يبذل كل ما في وسعه لعلاج مشاكل مصر، ولكن من دون مساعدة دولية كبيرة سواء من صندوق النقد الدولي أو من دول الخليج، فإن الأزمة سوف تزداد سوءا، لتحمل معها إمكانية الإفلاس، والهياج والشغب.
وأشارت إلى أن السيسي قال في لقاء مع الشباب المصري الأسبوع الماضي: إن ثلاجة بيته كانت فارغة، وتسبب هذا في موجة من التعليقات على وسائل الإعلام الاجتماعية، وقال أحدهم «ليس لدينا حتى ثلاجة».
تتابع الصحيفة: في الوقت نفسه، على السيسي مواجهة تهديد الإرهاب المتطرف، الذي حرم مصر من عائدات السياحة. مشيرة إلى وجود هجمات إرهابية واعتداءات أخرى ضد أهداف عسكرية أو مدنية بشكل يومي. وفي حين أن معظم الهجمات تحدث في شبه جزيرة سيناء، تم القضاء على خلية إرهابية في القاهرة الأسبوع الماضي. هذا الوضع منع المستثمرين الأجانب من القدوم، وهو ما يؤدي إلى نفاد النقد من خزينة مصر.
يقول البروفيسور ميتال: «رغم أنني لا أعرف إلى أين تتجه الأمور فإنني على يقين أن هذه الأزمة تهز الحكومة».
وأضاف: «هذه عملية شديدة التقلب. هناك انتقادات لاذعة ضد السيسي في الشارع. المجتمع المصري منقسم. تم سجن الآلاف من الناس. لم يكن هناك سكر أو أرز على الرفوف لعدة أسابيع.
الجيش يوزع المواد الغذائية عند مداخل الأسواق من أجل محاربة ارتفاع الأسعار، لدرجة أنه وزع بديلا لحليب للأطفال الرضع بسبب النقص.
وتابع ميتال: «في مصر ما يقرب من 94 مليون نسمة، منهم أكثر من 40 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر. وينمو السكان بنسبة %2.5 سنويا. هذا يعني 2.5 مليون شخص سنويا في بلد لا يوجد لديه بنية تحتية مناسبة للتعامل مع هذه الزيادة. لا عجب إذا من وجود أزمة اقتصادية حادة.