المصدر -
ياسر ادريس
من شاهد التلفزيون الروسي الأسبوع الماضي قد يعتقد أن نهاية العالم باتت وشيكة، وأنها ستأتي في شكل حرب عظمى ضد الولايات المتحدة، تبلغ ذروتها بتبادل الهجوم بالأسلحة النووية مع روسيا».
هكذا استهلت مجلة «نيويوركر» الأميركية تقريرا لها، مشيرة إلى أنه في يوم واحد فقط بثت وسائل الإعلام الروسية الحكومية 3 تجارب منفصلة لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، اثنان من غواصة، وواحد من منصة إطلاق في الشرق الأقصى. كما حذر ديمتري كيسيليف، أحد أهم الأصوات الدعائية للكرملين، في برنامجه الأسبوعي من أن «السلوك الوقح» تجاه روسيا قد يكون له عواقب «نووية».
تشير المجلة إلى أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في الأزمة السورية انهار الشهر الماضي مع انهيار وقف إطلاق النار وما تلاه من تصريحات هجومية متبادلة، وقال ديمتري ترينين مدير مركز موسكو كارنيجي، في مقال بصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: إن سوريا «يمكن أن تتحول بسهولة إلى ساحة حرب بين موسكو وواشنطن».
وتلفت المجلة الأميركية إلى أن انهيار اتفاق كيري-لافروف جعل بوتن مقتنعا بعدم جدوى التعامل مع الولايات المتحدة، ودفعه لمزيد من الدعوات المناهضة لأميركا، مشيرة إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي، وفي خطوة استفزازية سلمت روسيا صواريخ اسكندر M ذات القدرة النووية إلى كالينينجراد، الجيب الروسي في بحر البلطيق، وهذه الصواريخ يمكن أن تكون قادرة على الوصول إلى برلين.
وتابعت «نيويوركر»: في يوم الاثنين الماضي، وقع محافظ سان بطرسبورج أمرا يكفل لسكان المدينة ثلاثمائة جرام من الخبز يوميا في حالة الحرب، كما نشرت تقارير حول نصائح وجهت لمسؤولين في الدولة بإعادة أقاربهم بالخارج إلى روسيا.
وتساءلت المجلة: لماذا أصيبت موسكو بجنون الحرب؟ وتشير إلى أن هناك الكثير من التقارير التي تتحدث عن «بارانويا بوتن» ورؤيته التآمرية للعالم، لكن ما يحدث -في رأي المجلة- هي عملية تغطية من موسكو لإحداث مزيد من الضوضاء، بينما يواصل الكرملين إحراز مزيد من التقدم على الأرض سواء في سوريا أو دول البلطيق.
توضح المجلة أن بوتن يعتقد أن الرئيس الأميركي بارك أوباما لن يخاطر بتصعيد ضد روسيا في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض، مضيفة أن بوتن يريد أن تكون حلب في أيدي النظام السوري لتعزيز موقف الأسد حين يتم استئناف المحادثات الدبلوماسية في أي وقت. لذلك فالطائرات الحربية الروسية والقوات البرية السورية التي تقاتل مع الميليشيات الإيرانية وحزب الله، ستواصل قصف المدينة حتى سقوطها، مهما كانت الخسائر البشرية المروعة.
هناك أيضا جهود مزعومة من الكرملين للتدخل في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، بسرقة بيانات ورسائل البريد الإلكتروني لشخصيات سياسية أميركية وتسريبها للجمهور.
من الواضح -والقول للمجلة- أن روسيا ترى أنها تقاتل ضد الهيمنة الأميركية، لكن ما الذي تقاتل من أجله؟ وما هي رؤيتها الاستراتيجية لنفسها وللعالم؟
العرب