المصدر - القاهرة ـ أكرم علي
اجتماع يبدو استثنائياً في ظل ظروف صعبة ومتطورة للغاية تخيم المنطقة ككل، وتترقب الأوساط السياسية نتائج الاجتماع الخليجي التركي، المقرر عقده اليوم في العاصمة السعودية الرياض على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لبحث الأوضاع الأخيرة في المنطقة وتعزيز التعاون بين الخليج وتركيا والعمل على مكافحة الإرهاب الذي يهدد تلك الدول جميعاً.
ويأتي هذا الاجتماع الهام بعد 12 قمة تركية خليجية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قادة الخليج حيث عقد 6 قمم مع قادة سعوديين و4 آخرين مع أمير قطر تميم بن حمد، وقمة أخرى من ملك البحرين حمد بن عيسى، وقمة أخيرة مع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر، ويضع مراقبون احتمالات عدة لنتائج الاجتماع الخليجي التركي بعد ما شهدته العراق وسوريا مؤخراً من تطورات في الأحداث.
وتوقع سفير مصر الأسبق في الإمارات فخري عثمان، تطرق الاجتماع الخليج التركي إلى الوضع في العراق، وأن دول الخليج ستطالب بضرورة احترام سيادة العراق رغم بعض الخلافات بين العراق وبعض دول الخليج وعلى رأسها السعودية بسبب التدخل الإيراني في الأراضي العراقية.
وأوضح السفير فخري عثمان لـ 24، أن الاجتماع سيضع نقاطاً رئيسية فيما يخص الوضع المتعلق بوجود القوات التركية على الأراضي العراقية وأنه سيؤكد ضرورة احترام سيادة الدول وإنهاء تلك الأزمة بدلاً من التصعيد في ظل ما تتعرض له المنطقة حيث لا تحتمل نشوب أزمة جديدة.
وفيما يخص الوضع السوري قال سفير مصر الأسبق في الإمارات إن الأزمة في سوريا مؤخراً سوف تشغل حيز كبير من الاجتماع وسيكون هناك إعادة تنسيق للوضع في سوريا في ظل التطورات هناك والتصعيد من قبل الجانب الروسي الذي يتمسك باستمرار الضربات الجوية فوق حلب وغيرها من المدن الأخرى، وما يؤثر على وضع المدنيين هناك.
وأشار السفير عثمان، إلى أن الاجتماع الخليجي التركي قد يخرج بمبادرة جديدة واستراتيجية مختلفة للتعامل مع الوضع في سوريا في ظل التصعيد الروسي لدعم النظام السوري ولكن في إطار احترام السيادة وتخفيف الأعباء عن الشعب السوري أولاً وأخيراً.
وحول تطورات الوضع بين السعودية ومصر وتركيا، قال السفير فخري عثمان إنه لا يتوقع أن يتم إثارة العلاقات بين مصر والسعودية وتركيا خلال الاجتماع وقد يركز على القضية العراقية والسورية والعلاقات الثنائية بين دول الخليج وأنقرة وخاصة على المستوى الاقتصادي، وذلك بعد استضافة تركيا لاجتماع دول الأوبك.
وتشهد العلاقات بين تركيا ودول الخليج تعاوناً اقتصادياً وعسكرياً وهو ما تم بلورته استراتيجياً بتوقيع أنقرة والرياض يوم 14 أبريل (نيسان) الماضي في مدينة إسطنبول، على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.
وواصلت الشراكة الاستراتيجية التركية القطرية طريقها في التقدم، وتوّجت بدخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيّز النفاذ منذ 28 مايو (آيار)، وتوقيع اتفاقية أمنية واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة.
وشهدت العلاقات مع الإمارات تطورات إيجابية بإعادة أبوظبي سفيرها إلى تركيا، في يونيو(حزيران)، ذلك بعد فترة فتور في العلاقة بين البلدين، كذلك حافظت العلاقات الكويتية التركية على وتيرتها المتنامية، وسط سعي متواصل لزيادة التعاون بين الجانبين.
وتدعم تركيا التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، وتشارك فيه 5 من دول الخليج الست، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
وكانت دول الخليج على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطياً، في مواجهة المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي شهدتها البلاد منتصف يوليو (تموز) الماضي، وباءت بالفشل.