المصدر - طالب جوزيف ليبرمان، سيناتور أمريكي سابق، ورئيس "تجمع متحدين في مواجهة إيران النووية"، الإدارة الأمريكية بعدم التخلي عن تعهد قطعته الإدارة السابقة للشعب الأمريكي، "بعدم نسيان" أحداث 11 سبتمبر( أيلول) 2001.
ويشير الكاتب لعلاقة إيران القديمة مع القاعدة، والتي بدأت في السودان في أوائل التسعينات، عندما كان أسامة بن لادن مقيماً في الخرطوم
ويقول ليبرمان: "في بعض الأوقات، يتناسى زعماؤنا دور إيران في تنفيذ أسوأ هجوم إرهابي تم تنفيذه على الأرض الأمريكية، ومواصلتها دعم منظمات إرهابية، وشن هجمات عبر العالم".
شريك أساسي
ويلفت الكاتب إلى تمكن الجيش الأمريكي بدعم عمليات استخباراتية، من قتل عدد من زعماء القاعدة، وتدمير قدرة التنظيم على التخطيط لتنفيذ هجوم مماثل. ولكن، شريكاً رئيسياً للقاعدة، إيران، لم يحمَّل بعد المسؤولية عن دوره الفعال في ذلك الهجوم، بالرغم من كشف لجنة 11/9 عن وجود "دليل قوي يثبت تسهيل إيران لدخول أعضاء من القاعدة أفغانستان والخروج منه، قبل ذلك الهجوم، وأن بعض هؤلاء كانوا من خاطفي الطائرات التي نفذت تلك العملية الإرهابية".
استعداد
ويلفت ليبرمان إلى اعتبار وزارة الخارجية الأمريكية إيران كأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. ولكن ما هو ليس مفهوماً، يكمن في استعداد النظام الإيراني للتعاون مع متطرفين من الطائفة السنية في العالم العربي، وفي كل مكان، رغم أنها تعتبر نفسها طليعة الطائفة الشيعية في العالم. وتقوم إيران بدعم منظمات إرهابية سنية وشيعية، كداعش وحماس والجهاد الإسلإمي، وميلشيات شيعية عراقية، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.
علاقة قديمة
ويشير الكاتب لعلاقة إيران القديمة مع القاعدة، والتي بدأت في السودان في أوائل التسعينات، عندما كان أسامة بن لادن مقيماً في الخرطوم. فقد جلب الباحث الإسلامي أحمد عبد الرحمن حامادابي الشيخ نعماني، مبعوثاً من إيران، من أجل الاجتماع بابن لادن وقيادة القاعدة. وبحسب شهادة الباحث روحان غارانتا: "كان الشيخ نوعماني على صلة وثيقة بأرفع المسؤولين في طهران".
مشاورات
ونتيجة لها، استنتج الباحثان في معهد واشنطن، ماثيو ليفيت وميشيل جاكوبسون بأن" إيران والقاعدة توصلا لاتفاق غير رسمي للتعاون، بحيث توفر إيران متفجرات ضرورية، ومعلومات استخباراتية، وتدريباً أمنياً لتنظيم ابن لادن". ولأن فيالق الحرس الثوري الإيراني كانت تدعم حزب الله عملياً ومالياً، فقد توفرت آلية أمكن عبرها تقديم الدعم للقاعدة.
حرية هائلة
وبرأي ليبرمان، وفر العمل من خلال حزب الله لإيران، مساحة للتحرك بحرية كبيرة لتسريب الأموال والأسلحة، ولتدريب عناصر القاعدة لتنفيذ هجمات فتاكة، واستخدامهم عبر العالم، بما فيه الولايات المتحدة. وبحسب نتائج تحقيقات وأدلة ثابتة، وجد القاضي الأمريكي جون بيتس، بأن التفجيرات المنسقة في عام 1988، التي استهدفت سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا، كانت نتيجة مباشرة لتدريب إرهابي إيراني.
ملاذ
ويشير الكاتب إلى تحول إيران إلى ملاذ آمن لعناصر القاعدة بعد أحداث 11/9، والذين هربوا من أفغانستان عقب انهيار سلطة طالبان. لكن إيران ادعت أن أولئك الأشخاص يخضعون" لإقامة جبرية".
وبحسب ليبرمان، وفرت إيران، في حقيقة الأمر، للإرهابيين حرية التنقل داخل إيران، وعبر العراق وأفغانستان من أجل تنفيذ هجمات. ومن قاعدتهم الآمنة في إيران، خطط عناصر القاعدة لعمليات إرهابية، ومنها هجوم نفذ في الرياض في عام 2003، وأدى لمقتل 26 شخصاً، منهم 8 أمريكيين، وهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن أدى لمقتل 16 شخصاً، بما فيهم 6 إرهابيين.
اعتراف
ويلفت الكاتب إلى مرور 10 سنوات قبل أن تعترف الحكومة الأمريكية بدور إيران في دعم القاعدة. وكما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال، اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية، في عام 2011، إيران رسمياً "بإقامة تحالف مع القاعدة يسمح بموجبه باستخدام الأراضي الإيرانية كنقطة عبور لنقل أموال وأسلحة ومقاتلين إلى قواعد في باكستان وأفغانستان".
شريان رئيسي
وأخيراً، يقول ليبرمان، وضعت الأدارة الأمريكية، في 20 يوليو( تموز) الماضي، على القائمة السوداء، ثلاثة أعضاء في القاعدة كانوا يقيمون في إيران، واتهمتهم بتسهيل عمليات التنظيم الجهادي، وتمويله بالمال والأسلحة، وبعلاقتهم بالسلطات الإيرانية. كما كشفت رسائل نشرت مؤخراً، وكانت من ضمن ما تم مصادرته في مايو( أيار) 2011، أثناء الغارة التي أودت بأسامة بن لادن، بأن زعيم القاعدة وجَّه بعدم استهداف إيران "لأنها تشكل شرياننا الرئيسي للحصول على أموال ومقاتلين ووسائل اتصال".
توثيق علاقات
ويلفت الكاتب إلى أنه، ورغم شجب الإدارة الأمريكية للدعم الإيراني للإرهاب، مضى صناع السياسة في واشنطن في توثيق العلاقة مع طهران. فقد قادت الولايات المتحدة الدول المعروفة باسم 5+ 1 لعقد صفقة مع إيران لا تفيد، في أحسن الأحوال، سوى في تأجيل تحقيق طموحات إيران النووية، فيما توفر حالياً مليارات الدولارات، ومسار مشروع لتصنيع أسلحة نووية في المستقبل.
ويختم ليبرمان مقاله: "لقد تفاوضنا مع عدونا الذي لا يخفي رغبته في تدمير بلدنا. وفي الذكرى الخامسة عشر لهجمات 11/9، يجب أن لا تكافئ الولايات المتحدة إيران على عملياتها الفتاكة عبر تخفيف العقوبات، ورفع حظر استيراد أسلحة وصواريخ باليستية. لقد آن الأوان لمحاسبة النظام الإيراني على عدوانه ودعمه للإرهاب".