(رويترز) - سارعت الفلبين لنزع فتيل خلاف مع الولايات المتحدة يوم الثلاثاء وأبدى الرئيس الفلبيني الجديد أسفه لوصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "ابن عاهرة" في تصريحات دفعت واشنطن لإلغاء اجتماع ثنائي.
وطغى الخلاف بين الدولتين المتحالفتين على افتتاح قمة لدول شرق وجنوب شرق اسيا في لاوس.
ويصعب الشجار كذلك آخر مسعى لأوباما كرئيس في منطقة كان يحاول أن يجعلها مركز اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية وهي استراتيجية ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها تأتي في إطار الرد على استعراض العضلات الاقتصادية والسياسية الذي تمارسه الصين.
وقال أوباما في كلمة ألقاها خلال القمة إن مسعاه لجعل الولايات المتحدة لاعبا أساسيا في منطقة اسيا والمحيط الهادي ليست مجرد "بدعة عابرة".
لكن الدبلوماسيين يقولون إن التوترات مع الفلبين حليفة واشنطن منذ فترة طويلة قد تزيد من الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في تشكيل جبهة موحدة مع شركائها في جنوب شرق اسيا في التناحر الاستراتيجي مع بكين في بحر الصين الجنوبي.
ورد ديتورتي مرارا بخشونة على انتقادات "لحربه على تجارة المخدرات" التي قتل فيها نحو 2400 شخص منذ توليه السلطة قبل شهرين وقال الاثنين إنه سيكون من "الوقاحة" أن يثير أوباما قضية حقوق الإنسان عندما يلتقيان.
وقال للصحفيين إن مثل هذا الحديث من شأنه أن يدفعه إلى لعن أوباما واستخدم عبارة فلبينية تعني "ابن العاهرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يلعن فيها دوتيرتي أحد قادة العالم. ففي مايو أيار قال إن البابا فرنسيس "ابن عاهرة" وقال إن السفير الأمريكي فيليب جولدبرج "شاذ ابن عاهرة".
وبعد أن ألغت واشنطن اجتماعا مقررا يوم الثلاثاء بين أوباما وديتورتي أصدرت الفلبين بيانين أعربت فيهما عن أسفها.
وقالت الحكومة الفلبينية في بيان "الرئيس دوتيرتي فسر أن التقارير الصحفية التي قالت إن الرئيس أوباما "سيلقنه درسا" بشأن عمليات القتل خارج القانون دفعته إلى هذه التصريحات القوية التي أثارت بدورها قلقا.
وأضافت "أنه يأسف على تصريحاته للصحف والتي سببت ضجة كثيرة." وتابع البيان "أعرب عن أسفه الشديد وتقديره للرئيس أوباما وللعلاقات الثابتة بين البلدين."
وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إن أوباما لن يخفف من التعبير عن مخاوفه بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الفلبين عند الاجتماع مع دوتيرتي.
وبدلا من لقاء ديتورتي قال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن أوباما يعتزم الاجتماع في وقت لاحق يوم الثلاثاء مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي وسيتناول الاجتماع الرد على أحدث التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية.
وقال مسؤول فلبيني طلب عدم الكشف عن هويته إنه لم يجر ترتيب عقد اجتماع رسمي آخر في لاوس لكن حديثا جانبيا قصيرا بين الرئيسين مازال ممكنا.
ووصل أوباما إلى فينتيان قبل منتصف ليل الاثنين في أول زيارة لرئيس أمريكي إلى لاوس حيث يريد معالجة إرث القصف الذي قامت به الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام.
وأعلن يوم الثلاثاء أن واشنطن ستقدم 90 مليون دولار إضافية على مدى ثلاث سنوات لمساعدة لاوس -التي تعرضت لقصف شديد خلال حرب فيتنام - على إزالة ألغام لم تنفجر قتلت أو أصابت أكثر من 20 ألف شخص.