بينها تشغيل قطار الحرمين وتطوير الواجهة البحرية
المصدر - تقرير/ وسيلة الحلبي
تقف عدة محافظات في منطقة مكة المكرمة على أعتاب قطف ثمار المشروعات التي تبنتها الاستراتيجية التنموية للمنطقة، المشاريع التي أسس لها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، إذ يجرب غدا الاثنين يرافقه نائبه الأمير عبدالله بن بندر برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة « JW « للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، إضافة إلى أن سيتفقد سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد خلال الفترة المقبلة، وبذلك تنضمّ كوكبة تلك المشاريع إلى مشروعي الفيصلية والطائف الجديد التي باركهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله مؤخراً.
وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أنه امتداداً للدعم الذي تحظى به مشاريع التنمية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – وبإشراف من أمير المنطقة ومتابعة نائبه الأمير عبدالله بن بندر، فإن منطقة مكة المكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشروعات أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الاستراتيجية التنموية للمنطقة»، مبينا أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية.
وعرّج الدوسري على استراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، لافتاً إلى أن استراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي ليستفيد القاطن في القرية والقاطن في المحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفاً أنه فيما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة، إضافة لوضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب التنمية والبناء.
نقلة حضارية
وعما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة تابع الدوسري «قطعت منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها شوطاً كبيراً في التنمية سيما وأن ما تحقق من إنجازات في استراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشاريع أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، ستكون عاملاً رئيساً لإحداث نقلة حضارية في المنطقة وستعمل أيضاً على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له»، مضيفاً «أن العمل لم يتوقف عند ما تحقق من إنجازات فقد وجه أمير منطقة مكة المكرمة بتحديث استراتيجية المنطقة لتتواءم بشكل أكبر مع رؤية 2030».
مشاريع ريادية
وتطرق الدوسري إلى أبرز المشروعات التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة فقال: «سيشهد أهالي جدة نهاية الأسبوع ما بعد المقبل تدشين المرحلتين الرابعة والخامسة من تطوير الواجهة البحرية والذي نفذته أمانة المحافظة، ويأتي امتداداً لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة الهادف لتوفير مساحة تنزه وترفيه لسكان ومرتادي العروس»، مبيناً أن من المشروعات الضخمة التي ستنطلق تجريبياً مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي فيه برمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينتي جدة ورابغ والذي سيتم تدشينه رسمياً في الربع الأول من العام 2018».
دعم القيادة
ولفت الدوسري إلى أن مشروعات كُبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري، والذي رفعه الأمير خالد الفيصل لمقامه الكريم، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي دشنه – أيده الله – مؤخراً، ويشترك في تنفيذه القطاعان الحكومي والخاص تحت إشراف مركز التكامل التنموي بالإمارة، ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية.»
القطاع الخاص
ولفت إلى أن إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي جاء لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهامه الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، والتي تتطلب إسهام القطاع الخاص في المشاريع في ظل توفر العديد من المشاريع الحكومية الجاذبة للاستثمار.
أثر الزيارات
ونوه متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة إلى أن أمير المنطقة خلال الأعوام الماضية دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي والاطلاع على سير المشروعات التنموية والحيوية، والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن سموه يحرص في تلك الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي، ويأتي ذلك في إطار حرص سموه على تحقيق التنمية المتوازنة التي تم التخطيط لها وتَضَمّنتها استراتيجية المنطقة والخطة العشرية، مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة.
باكورة المطالب
وفي لمحة تاريخية وتحديداً في العام 1428هـ الذي صدر الأمر الملكي الكريم فيه بتعيين الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكة المكرمة كانت المطالب تنتظره على صفيح ساخن، إذ وجد سموه الأهالي يحملون همومهم عاقدين آمالهم بعد الله عليه في حلها، فقدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معاناة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول، وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً، وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100 في المائة من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب، وذلك في العام 2011.
مشاريع عاجلة
كانت مشكلات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات أولى المشاريع العاجلة التي تم تنفيذها وإنجازها، وفي الجانب الآخر كان هناك عمل يجري تنفيذه وفق منهجين الأول داخلي والثاني خارجي، ففي المسار الأول بدأ الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة وإضافة وكالة وإدارات جديدة تكون مساندة في إحداث التغيير المنتظر للمنطقة، وتبعاً لذلك استحدث سموه وكالة الإمارة المساعدة للشؤون التنموية، وأضاف إدارات مهمة وحيوية للتواصل مع المجتمع، وإدارة متابعة تنفيذ الأحكام التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم لتصبح أحكاماً نافذة وبنسبة 90 في المائة، فضلاً عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها.
نافذة الغد
طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، وعليه دعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته لوضع استراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع استراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة ما أثمر عنه وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت منطقة مكة المكرمة تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، بفضل الله أولاً ثم بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله من رعاية واهتمام بالمنطقة، إذ تم خلالها إنجاز العديد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة، جميعها تتماشى والخطة الاستراتيجية الهادفة لتحقيق تنمية متوازنة ومتوازية، فيما تمخض عن ورشة العمل عدة مشاريع في جانب تنمية المكان فشملت قطار الحرمين، المطار الجديد، مدينة الملك عبدالله الرياضية، تطوير الكورنيش، تطوير الطرق والأنفاق والجسور، تطوير الأحياء العشوائية، ومشاريع عاجلة ودائمة لدرء أخطار السيول عن محافظة جدة.
العناية بمكة
توزعت مشاريع التنمية على محافظات منطقة مكة المكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشاريع التي أنجز عددٌ منها ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي وتشغيل قطار المشاعر، أما على صعيد بناء الإنسان فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف مناطق المملكة، ذلك العمل الذي كان يندرج تحت مشروع تطوير الأحياء العشوائية أول مشروع يرفعه سموه للملك عبدالله بن عبدالعزيز فباركه – يرحمه الله – ودعم التصحيح، وانطلق العمل وسلّم سموه أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من العام 1434هـ واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف برماوي، وعلى صعيد المكان تم تطوير 7 أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة، وكل تلك المشاريع أنجزت ولله الحمد.
قطار الحرمين
واليوم تقترب العاصمة المقدسة من إنجاز مشروعات كبرى يأتي في مقدمتها مشروع قطار الحرمين الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي شهد نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر أول رحلة تجريبية بين جدة والمدينة المنورة مروراً برابغ مطلع ذي القعدة الماضي، وتم الانتهاء من كامل المسار البالغ طوله 460 كم وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون مسافر سنوياً، فيما سيكون الجزء المتبقي منه والذي يربط مكة بجدة جاهزاً نهاية العام 2017.
النقل العام
ومن أهم مشاريع العاصمة المقدسة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً، موافقة المقام السامي الكريم على تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الحافلات في العاصمة المقدسة، وقد فاز بعقد تشغيل وصيانة مشروع حافلات مكة المكرمة الذي سيتم بدء تشغيله بعد 18 شهراً، التحالف المكون من شركتي نسما السعودية و TCC الإسبانية بقيمة تقدر بـ3.2 مليار ريال، ويشمل العقد بنود التشغيل والصيانة لمدة 10 أعوام تشغيلية، وتوريد وتشغيل وصيانة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية بسعة 40 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 85 شخصًا تقريبًا، و160 حافلة مفصلية بسعة 60 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 125 شخصًا تقريبًا.
تجدر الإشارة إلى أن النقل العام يأتي معززاً لمشروع طريق الملك عبدالعزيز (الموازي) الجاري العمل على تنفيذه ويمتد من الدوار الغربي عند تقاطع الطريق الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، ويتقاطع شرقاً مع الطريق الدائري الأول ويسهم المشروع الذي أزيل لتنفيذه 3626 عقاراً في تفتيت البؤر العشوائية في المناطق التي يخترقها وسيوفر الطريق العديد من الفنادق والممرات والمصليات على درجة عالية من الجودة والتصميم الجديد، وسينتهي العمل فيه أواخر العام 2019م.
وجه العروس
وفي ذات السياق تستعد مدينة جدة لإطلاق حزمة مشاريع ضخمة وريادية، فقد أوشك العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي على الانتهاء، وأصبحت المرحلة الأولى منه على موعد مع التشغيل التجريبي رمضان المقبل في وقت شارفت نسبة إنجاز العمل فيه على نسبة 90%، وحفاظاً على المشروع من التلوث البصري وجه أمير منطقة مكة المكرمة بإزالة صناعية النزهة الواقعة جنوب مطار المؤسس الجديد وتقع على مساحة 2.5 كم2 وبلغ إجمالي الورش المُزالة لصالح التطوير 3129 ورشة، وفي المقابل تم إنشاء صناعية عسفان لتكون بديلة عن صناعية النزهة، فيما يجري حالياً تنفيذ مشروع حدائق بسمة جدة الذي ينتهي العمل فيه خلال 12 شهراً ويهدف لتحويل الواجهة الجنوبية للمطار للوحة فنية من خلال تجميل تقاطع طريق النُزهة مع طريق المدينة المنورة، ويمثل بداية المشاريع التي ستنفذ في المنطقة الممتدة من التقاطع باتجاه طريق الحرمين شرقاً، ويتضمن إنشاء حدائق جمالية تتناسب والمطار الجديد. وتستعد عروس البحر الأحمر أيضاً لتدشين المرحلتين الرابعة والخامسة لتطوير الواجهة البحرية بطول يزيد على أربعة كيلومترات في اللمسات الأخيرة، وكان قد سبق ذلك تطوير الكورنيش الشمالي بمراحله الأولى والثانية والثالثة، ويمتد على طول 3.5 كيلومترات ابتداء من ميدان النورس شمالاً حتى مقر حرس الحدود جنوب، إضافة لتطوير شاطئ السيف الممتد على طول 3 كم على الشاطئ الجنوبي لمحافظة جدة، كذلك متنزه ذهبان البحري على مساحة إجمالية تتجاوز 110 آلاف متر مربع.
وحققت استراتيجية منطقة مكة المكرمة على صعيد الشق الثاني لمرتكز الاستراتيجية ممثلاً في بناء الإنسان إنجازات عدة يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد أحياؤه قبل نحو 11 عاماً بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وظل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة، وبجهود قطاعات حكومية وأهلية تحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها بـ10 ملايين متر مربع، ونفذت عليها مشروعات بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال.
احتواء الشباب
وأولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماماً كبيراً فتبنت إمارة منطقة مكة المكرمة تأسيس مشاريع مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة من خلال اللجنة الشبابية، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة، وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف لإبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة.
وتأتي آخر الخطوات في هذا الجانب إعادة هيكلة مجلس الشباب، فقد اعتمد أمير منطقة مكة المكرمة, الهيكلة الجديدة لقطاع الشباب في المنطقة الهادفة إلى تنظيم العمل والمبادرات وتفعيل مشاركة الشباب في تنمية المنطقة وفق منظومة متكاملة تحقق الاستدامة وتدعم الجهود المقدمة وتعمل على ترسيخ القيم والرؤى، وتضمنت الهيكلة إنشاء مجلس إدارة مبادرات شباب منطقة مكة المكرمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأفرع وزارات: الشؤون البلدية والقروية، الثقافة والإعلام، والتعليم، كذلك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للترفيه، الأمن العام، ومجلس المنطقة.
وترسيخاً لمبدأ الاعتدال والوسطية أسس أمير منطقة مكة المكرمة كرسي الأمير خالد الفيصل والذي تمّ تحويله لمركز بحثي بجامعة الملك عبدالعزيز يعنى بتأصيل ثقافة الاعتدال من خلال البحث العلمي والأنشطة العلمية والمبادرات التوعوية والتثقيفية والمحاضرات العلمية، وقد افتتح سموه المركز أواخر ذي الحجة المنصرم، تلا ذلك الإعلان عن أسماء أول دفعة من الفائزين بجائزة المركز.
يأتي ملتقى مكة الثقافي ضمن المبادرات الجديدة والمشاريع الفكرية، التي تنسجم مع الرؤية الشاملة لمنطقة مكة المكرمة، ويسعى الملتقى إلى دعم الجهود التنموية في المنطقة لبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، عبر إقامة وتنظيم مجموعة متناغمة من البرامج والأنشطة والفعاليات طيلة العام، وفي مختلف محافظات المنطقة ومراكزها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة مكة المكرمة.
وفي الموسم الأول للملتقى والذي انطلقت فعاليات عامه الثاني شهد نحو 238 مبادرة قدمتها ونفذتها 64 جهة حكومية وخاصة و100 مبادرة فردية أخرى، وشهد حراكاً حوّل منطقة مكة المكرمة بمحافظاتها الـ17 إلى ورش عمل هدفت إلى تحقيق أهداف القدوة من خلال المبادرات التي نجحت في توحيد كل الجهات بالمنطقة في الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية تحت مظلة ملتقى مكة الثقافي.
التهيئة لسوق العمل
وفي الحديث عن مسيرة التنمية لابد من التطرق إلى برنامج طموح الذي يستهدف دخول 5 آلاف شاب وفتاة من أبناء محافظة رابغ والمراكز والقرى التابعة لها، سوق العمل بعد أن تلقوا التأهيل والتدريب في برنامج «طموح» الذي دعا إليه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، حيث تشكلت نواة فكرة تدريب أبناء محافظة رابغ عام 1430 هـ، إبان زيارة أمير منطقة مكة المكرمة لرابغ ضمن جولاته التفقدية للمحافظات، إذ وجّه سموه لدى ترؤسه اجتماع المجلس المحلي، بأن يستفيد أبناء المحافظة من وجود مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والميناء، وأن تتخطى هذه المنشآت الأسوار وتنقل تجربتها لأبناء المحافظة بتدريبهم وتوظيفهم ليكونوا سواعد فاعلة تبني الوطن وتسهم في نهضته والارتقاء به، وفي هذا الصدد تم تخريج دفعتين أهَّلتا 2000 شاب وشابة، كما ساهمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بتوجيه من أمير منطقة مكة في وضع خطة تطوير طويلة المدى لثول تلبي احتياجات بنيتها التحتية، وتسهم في إيجاد فرص عمل لأهلها وأبنائها، كما تحافظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية، لتواكب حركة التنمية والتطوير التي تشهدها مختلف مناطق المملكة ضمن العلاقة الطبيعية والوطيدة ما بين مؤسسات التعليم الحديثة وفرص ومراكب التنمية، ويجري حالياً تطبيق التجربة في عدة محافظات بالمنطقة.
أخيراً إن عجلة التنمية في منطقة مكة المكرمة لم تتوقف عند ما تحقق من إنجازات خلال خطة التنمية الاستراتيجية، فالعمل جارٍ على تحديث هذه الاستراتيجية للتوافق ورؤية المملكة 2030 ولتستمر رحلة النماء التي تعود بالنفع على الإنسان والمكان.
تقف عدة محافظات في منطقة مكة المكرمة على أعتاب قطف ثمار المشروعات التي تبنتها الاستراتيجية التنموية للمنطقة، المشاريع التي أسس لها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، إذ يجرب غدا الاثنين يرافقه نائبه الأمير عبدالله بن بندر برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة « JW « للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، إضافة إلى أن سيتفقد سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد خلال الفترة المقبلة، وبذلك تنضمّ كوكبة تلك المشاريع إلى مشروعي الفيصلية والطائف الجديد التي باركهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله مؤخراً.
وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أنه امتداداً للدعم الذي تحظى به مشاريع التنمية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – وبإشراف من أمير المنطقة ومتابعة نائبه الأمير عبدالله بن بندر، فإن منطقة مكة المكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشروعات أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الاستراتيجية التنموية للمنطقة»، مبينا أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية.
وعرّج الدوسري على استراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، لافتاً إلى أن استراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي ليستفيد القاطن في القرية والقاطن في المحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفاً أنه فيما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة، إضافة لوضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب التنمية والبناء.
نقلة حضارية
وعما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة تابع الدوسري «قطعت منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها شوطاً كبيراً في التنمية سيما وأن ما تحقق من إنجازات في استراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشاريع أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، ستكون عاملاً رئيساً لإحداث نقلة حضارية في المنطقة وستعمل أيضاً على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له»، مضيفاً «أن العمل لم يتوقف عند ما تحقق من إنجازات فقد وجه أمير منطقة مكة المكرمة بتحديث استراتيجية المنطقة لتتواءم بشكل أكبر مع رؤية 2030».
مشاريع ريادية
وتطرق الدوسري إلى أبرز المشروعات التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة فقال: «سيشهد أهالي جدة نهاية الأسبوع ما بعد المقبل تدشين المرحلتين الرابعة والخامسة من تطوير الواجهة البحرية والذي نفذته أمانة المحافظة، ويأتي امتداداً لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة الهادف لتوفير مساحة تنزه وترفيه لسكان ومرتادي العروس»، مبيناً أن من المشروعات الضخمة التي ستنطلق تجريبياً مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي فيه برمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينتي جدة ورابغ والذي سيتم تدشينه رسمياً في الربع الأول من العام 2018».
دعم القيادة
ولفت الدوسري إلى أن مشروعات كُبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري، والذي رفعه الأمير خالد الفيصل لمقامه الكريم، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي دشنه – أيده الله – مؤخراً، ويشترك في تنفيذه القطاعان الحكومي والخاص تحت إشراف مركز التكامل التنموي بالإمارة، ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية.»
القطاع الخاص
ولفت إلى أن إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي جاء لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهامه الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، والتي تتطلب إسهام القطاع الخاص في المشاريع في ظل توفر العديد من المشاريع الحكومية الجاذبة للاستثمار.
أثر الزيارات
ونوه متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة إلى أن أمير المنطقة خلال الأعوام الماضية دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي والاطلاع على سير المشروعات التنموية والحيوية، والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن سموه يحرص في تلك الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي، ويأتي ذلك في إطار حرص سموه على تحقيق التنمية المتوازنة التي تم التخطيط لها وتَضَمّنتها استراتيجية المنطقة والخطة العشرية، مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة.
باكورة المطالب
وفي لمحة تاريخية وتحديداً في العام 1428هـ الذي صدر الأمر الملكي الكريم فيه بتعيين الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكة المكرمة كانت المطالب تنتظره على صفيح ساخن، إذ وجد سموه الأهالي يحملون همومهم عاقدين آمالهم بعد الله عليه في حلها، فقدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معاناة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول، وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً، وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100 في المائة من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب، وذلك في العام 2011.
مشاريع عاجلة
كانت مشكلات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات أولى المشاريع العاجلة التي تم تنفيذها وإنجازها، وفي الجانب الآخر كان هناك عمل يجري تنفيذه وفق منهجين الأول داخلي والثاني خارجي، ففي المسار الأول بدأ الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة وإضافة وكالة وإدارات جديدة تكون مساندة في إحداث التغيير المنتظر للمنطقة، وتبعاً لذلك استحدث سموه وكالة الإمارة المساعدة للشؤون التنموية، وأضاف إدارات مهمة وحيوية للتواصل مع المجتمع، وإدارة متابعة تنفيذ الأحكام التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم لتصبح أحكاماً نافذة وبنسبة 90 في المائة، فضلاً عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها.
نافذة الغد
طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، وعليه دعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته لوضع استراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع استراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة ما أثمر عنه وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت منطقة مكة المكرمة تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، بفضل الله أولاً ثم بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله من رعاية واهتمام بالمنطقة، إذ تم خلالها إنجاز العديد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة، جميعها تتماشى والخطة الاستراتيجية الهادفة لتحقيق تنمية متوازنة ومتوازية، فيما تمخض عن ورشة العمل عدة مشاريع في جانب تنمية المكان فشملت قطار الحرمين، المطار الجديد، مدينة الملك عبدالله الرياضية، تطوير الكورنيش، تطوير الطرق والأنفاق والجسور، تطوير الأحياء العشوائية، ومشاريع عاجلة ودائمة لدرء أخطار السيول عن محافظة جدة.
العناية بمكة
توزعت مشاريع التنمية على محافظات منطقة مكة المكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشاريع التي أنجز عددٌ منها ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي وتشغيل قطار المشاعر، أما على صعيد بناء الإنسان فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف مناطق المملكة، ذلك العمل الذي كان يندرج تحت مشروع تطوير الأحياء العشوائية أول مشروع يرفعه سموه للملك عبدالله بن عبدالعزيز فباركه – يرحمه الله – ودعم التصحيح، وانطلق العمل وسلّم سموه أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من العام 1434هـ واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف برماوي، وعلى صعيد المكان تم تطوير 7 أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة، وكل تلك المشاريع أنجزت ولله الحمد.
قطار الحرمين
واليوم تقترب العاصمة المقدسة من إنجاز مشروعات كبرى يأتي في مقدمتها مشروع قطار الحرمين الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي شهد نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر أول رحلة تجريبية بين جدة والمدينة المنورة مروراً برابغ مطلع ذي القعدة الماضي، وتم الانتهاء من كامل المسار البالغ طوله 460 كم وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون مسافر سنوياً، فيما سيكون الجزء المتبقي منه والذي يربط مكة بجدة جاهزاً نهاية العام 2017.
النقل العام
ومن أهم مشاريع العاصمة المقدسة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً، موافقة المقام السامي الكريم على تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الحافلات في العاصمة المقدسة، وقد فاز بعقد تشغيل وصيانة مشروع حافلات مكة المكرمة الذي سيتم بدء تشغيله بعد 18 شهراً، التحالف المكون من شركتي نسما السعودية و TCC الإسبانية بقيمة تقدر بـ3.2 مليار ريال، ويشمل العقد بنود التشغيل والصيانة لمدة 10 أعوام تشغيلية، وتوريد وتشغيل وصيانة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية بسعة 40 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 85 شخصًا تقريبًا، و160 حافلة مفصلية بسعة 60 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 125 شخصًا تقريبًا.
تجدر الإشارة إلى أن النقل العام يأتي معززاً لمشروع طريق الملك عبدالعزيز (الموازي) الجاري العمل على تنفيذه ويمتد من الدوار الغربي عند تقاطع الطريق الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، ويتقاطع شرقاً مع الطريق الدائري الأول ويسهم المشروع الذي أزيل لتنفيذه 3626 عقاراً في تفتيت البؤر العشوائية في المناطق التي يخترقها وسيوفر الطريق العديد من الفنادق والممرات والمصليات على درجة عالية من الجودة والتصميم الجديد، وسينتهي العمل فيه أواخر العام 2019م.
وجه العروس
وفي ذات السياق تستعد مدينة جدة لإطلاق حزمة مشاريع ضخمة وريادية، فقد أوشك العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي على الانتهاء، وأصبحت المرحلة الأولى منه على موعد مع التشغيل التجريبي رمضان المقبل في وقت شارفت نسبة إنجاز العمل فيه على نسبة 90%، وحفاظاً على المشروع من التلوث البصري وجه أمير منطقة مكة المكرمة بإزالة صناعية النزهة الواقعة جنوب مطار المؤسس الجديد وتقع على مساحة 2.5 كم2 وبلغ إجمالي الورش المُزالة لصالح التطوير 3129 ورشة، وفي المقابل تم إنشاء صناعية عسفان لتكون بديلة عن صناعية النزهة، فيما يجري حالياً تنفيذ مشروع حدائق بسمة جدة الذي ينتهي العمل فيه خلال 12 شهراً ويهدف لتحويل الواجهة الجنوبية للمطار للوحة فنية من خلال تجميل تقاطع طريق النُزهة مع طريق المدينة المنورة، ويمثل بداية المشاريع التي ستنفذ في المنطقة الممتدة من التقاطع باتجاه طريق الحرمين شرقاً، ويتضمن إنشاء حدائق جمالية تتناسب والمطار الجديد. وتستعد عروس البحر الأحمر أيضاً لتدشين المرحلتين الرابعة والخامسة لتطوير الواجهة البحرية بطول يزيد على أربعة كيلومترات في اللمسات الأخيرة، وكان قد سبق ذلك تطوير الكورنيش الشمالي بمراحله الأولى والثانية والثالثة، ويمتد على طول 3.5 كيلومترات ابتداء من ميدان النورس شمالاً حتى مقر حرس الحدود جنوب، إضافة لتطوير شاطئ السيف الممتد على طول 3 كم على الشاطئ الجنوبي لمحافظة جدة، كذلك متنزه ذهبان البحري على مساحة إجمالية تتجاوز 110 آلاف متر مربع.
وحققت استراتيجية منطقة مكة المكرمة على صعيد الشق الثاني لمرتكز الاستراتيجية ممثلاً في بناء الإنسان إنجازات عدة يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد أحياؤه قبل نحو 11 عاماً بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وظل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة، وبجهود قطاعات حكومية وأهلية تحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها بـ10 ملايين متر مربع، ونفذت عليها مشروعات بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال.
احتواء الشباب
وأولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماماً كبيراً فتبنت إمارة منطقة مكة المكرمة تأسيس مشاريع مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة من خلال اللجنة الشبابية، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة، وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف لإبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة.
وتأتي آخر الخطوات في هذا الجانب إعادة هيكلة مجلس الشباب، فقد اعتمد أمير منطقة مكة المكرمة, الهيكلة الجديدة لقطاع الشباب في المنطقة الهادفة إلى تنظيم العمل والمبادرات وتفعيل مشاركة الشباب في تنمية المنطقة وفق منظومة متكاملة تحقق الاستدامة وتدعم الجهود المقدمة وتعمل على ترسيخ القيم والرؤى، وتضمنت الهيكلة إنشاء مجلس إدارة مبادرات شباب منطقة مكة المكرمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأفرع وزارات: الشؤون البلدية والقروية، الثقافة والإعلام، والتعليم، كذلك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للترفيه، الأمن العام، ومجلس المنطقة.
وترسيخاً لمبدأ الاعتدال والوسطية أسس أمير منطقة مكة المكرمة كرسي الأمير خالد الفيصل والذي تمّ تحويله لمركز بحثي بجامعة الملك عبدالعزيز يعنى بتأصيل ثقافة الاعتدال من خلال البحث العلمي والأنشطة العلمية والمبادرات التوعوية والتثقيفية والمحاضرات العلمية، وقد افتتح سموه المركز أواخر ذي الحجة المنصرم، تلا ذلك الإعلان عن أسماء أول دفعة من الفائزين بجائزة المركز.
يأتي ملتقى مكة الثقافي ضمن المبادرات الجديدة والمشاريع الفكرية، التي تنسجم مع الرؤية الشاملة لمنطقة مكة المكرمة، ويسعى الملتقى إلى دعم الجهود التنموية في المنطقة لبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، عبر إقامة وتنظيم مجموعة متناغمة من البرامج والأنشطة والفعاليات طيلة العام، وفي مختلف محافظات المنطقة ومراكزها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة مكة المكرمة.
وفي الموسم الأول للملتقى والذي انطلقت فعاليات عامه الثاني شهد نحو 238 مبادرة قدمتها ونفذتها 64 جهة حكومية وخاصة و100 مبادرة فردية أخرى، وشهد حراكاً حوّل منطقة مكة المكرمة بمحافظاتها الـ17 إلى ورش عمل هدفت إلى تحقيق أهداف القدوة من خلال المبادرات التي نجحت في توحيد كل الجهات بالمنطقة في الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية تحت مظلة ملتقى مكة الثقافي.
التهيئة لسوق العمل
وفي الحديث عن مسيرة التنمية لابد من التطرق إلى برنامج طموح الذي يستهدف دخول 5 آلاف شاب وفتاة من أبناء محافظة رابغ والمراكز والقرى التابعة لها، سوق العمل بعد أن تلقوا التأهيل والتدريب في برنامج «طموح» الذي دعا إليه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، حيث تشكلت نواة فكرة تدريب أبناء محافظة رابغ عام 1430 هـ، إبان زيارة أمير منطقة مكة المكرمة لرابغ ضمن جولاته التفقدية للمحافظات، إذ وجّه سموه لدى ترؤسه اجتماع المجلس المحلي، بأن يستفيد أبناء المحافظة من وجود مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والميناء، وأن تتخطى هذه المنشآت الأسوار وتنقل تجربتها لأبناء المحافظة بتدريبهم وتوظيفهم ليكونوا سواعد فاعلة تبني الوطن وتسهم في نهضته والارتقاء به، وفي هذا الصدد تم تخريج دفعتين أهَّلتا 2000 شاب وشابة، كما ساهمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بتوجيه من أمير منطقة مكة في وضع خطة تطوير طويلة المدى لثول تلبي احتياجات بنيتها التحتية، وتسهم في إيجاد فرص عمل لأهلها وأبنائها، كما تحافظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية، لتواكب حركة التنمية والتطوير التي تشهدها مختلف مناطق المملكة ضمن العلاقة الطبيعية والوطيدة ما بين مؤسسات التعليم الحديثة وفرص ومراكب التنمية، ويجري حالياً تطبيق التجربة في عدة محافظات بالمنطقة.
أخيراً إن عجلة التنمية في منطقة مكة المكرمة لم تتوقف عند ما تحقق من إنجازات خلال خطة التنمية الاستراتيجية، فالعمل جارٍ على تحديث هذه الاستراتيجية للتوافق ورؤية المملكة 2030 ولتستمر رحلة النماء التي تعود بالنفع على الإنسان والمكان.