المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
وسيلة الحلبي
بواسطة : وسيلة الحلبي 25-10-2017 02:42 صباحاً 33.5K
المصدر -  نورة الرشيد مؤسسة مبادة تراثنا 2030 والتي تحاول بكل جهدها العمل على تحقيق أهداف المبادرة طرحت سؤالا في ملتقى تراثنا 2030 فقالت: من لديه افادة حول علاقة التراث بالطاقة أو بالمجتمع والتنمية
وجاءت الإجابة الوافية من الرحال وائل الدغفق رحال الخبر صاحب "متحف الرحال "فقال:
*علاقة التراث بالطاقة*
لان التراث وطريقة الأجداد تعتبر طرق مبتكرة في استغلال البيئة التي لديهم في ابتكار طرق بسيطة لتناول الطاقة. فمنها ما تأتي من
*طريقة طبخ القدماء*في توفير حطب الوقود ونوعه في ايقادهم للنار وطريقة عدم استنزاف طاقة النار من الحطب بتوليعها بطرق تبقي على حاجتهم لها وطريقة بناء الوجار او ما تسمى بالدوّة أو المنقل..
*ثم نأتي الى طاقة الإضاءة*
تأتي من خلال ايقاد السراج للإضاءة من شحم الغنم (الودك) أو من الفتيل المغموس في القطران أو الشمع المستخرج من العسل او غيره.
*علاقة التراث بالتبريد والتدفئة*
فتأتي من خلال طريقة البناء بالطين وايجاد التهوية للمنازل بطريقة مبتكرة لتبريد المنازل بابتكار (الباقدير) او ما يسمى عربيا (ملقم الهواء) لتبريد البيت صيفا بإدخال الهواء من سقف المنزل الى وسط الغرف.
كما أن للشتاء له طرقه بالدفء وذلك بإغلاق المنافذ ووجود عزل طبيعي مسبق للبيت متمثل ببيوت وجدران الطين التي تعتبر عازل نظرا لسماكة الجدران.
وتأتي ايضا للتبريد صيفا من خلال اطالة أسقف الغرف لتكون ابرد صيفا فالحرارة تكون في الاعلى نتيجة خفة الهواء الحار عن الهواء البارد ووجود شبابيك اعلى الغرف تطرد الهواء الحار.
هذه مجرد أفكار عن علاقة التراث بالطاقة القديمة وهي (الاضاءة والتبريد والطبخ)..
أما *علاقة التراث بالمجتمع*
فهي لا شك كثيرة ومتنوعة بتنوع اهل التراث ونشر الوعي بالجيل الجديد.. فحين نأتي بأول وأهم نقطة في هذا الأمر فنقول:
إنما هي *نقل القِيَم القيِّمَة من جيل الاجداد الى جيل اليوم بل الى مجتمعنا الحاضر كله...وذلك بنقل تلك الصور العظيمة التي نتشرف باستحضارها للجيل الحديث من
*المراجل والمروءة والكرم والضيافة والشجاعة والبلاغة بالحديث*
وقيم لا تخفى على أحد ولا شك أن الحديث في هذا الأمر سيأخذ منحا كبيرا ولا يسع الواتس لذكرها. لكن هي ومضات ذكرتها مختصرا ربما تنقل وتطرح في مثل تلك المقابلات لعلاقة التراث بالمجتمع.
كما أنه من الممكن أن تكون العلاقة علاقة بالتجسيم التراثي وأثره في ايجاد لغة مشتركة لأبناء الوطن فهو القديم الذي لا ينكره أحد ولا يعيبه أحد وهو المثال المشرف فمن لا أول له لا مستقبل لديه. وقد تخرج افكار اخرى حول هذا الأمر. من خلال مناقشتها معكم. وأضاف فموضوع التراث وعلاقته بالتنمية هو الأهم والأمر الأبرز والذي من خلاله يستقي الساسة والمثقفين افكارهم تجاه التنمية في اي بلد ...وربما حديثي عام بحيث يشمل كل بلاد العالم وربما نفهم منه علاقتنا كتراث خليجي بتنمية بلادنا *علاقة التراث بالتنمية*
التنمية بوجهها الاقتصادي معروفة اما التنمية بوجهها التنظيري والثقافي والتراثي هي التي تهمنا والتي نسعى لفهمها جيدا وخاصة في مسألة تنمية الفكر المجتمعي المتنور لحمل تلك القيم التراثية الفكرية.
بداية نستطيع القول إنه لا يمكن لبرامج التنمية النجاح في مجتمع متخلف...!لان التنمية تتأثر بطبيعة التراث الشعبي (قيم ومبادئ ومعارف)، وما يتضمنه تراث مجتمع ما بعادات الناس فيه ومعتقداتهم ونظرتهم إلى الكون والحياة وطريقة حكمهم على الأشياء.
فخطط التنمية التي لا تراعي مثل هذا البعد ستنتهي لطريق مسدود، أو نتائج محدودة مهما توفر لها من العوامل الاقتصادية والسياسية المناسبة.
فالإيمان بالتراث والاندفاع نحو التقدم امران متجانسان، فمن خلالهما فقط نضمن انتظام التطور الثقافي والاقتصادي المعني بالتنمية المستدامة. فالتراث الشعبي طرف أساسي وهام لا يمكن تجاهله في أي برنامج أو خطة لتنمية البلد والمجتمع، خصوصا إذا فهمنا وعرفنا التالي:
*أن تغيير ظروف المجتمع نحو الأفضل هو الهدف النهائي للتنمية*
فلابد من أن يؤمن المجتمع بعلاقة التراث بالتنمية مشاركا وفاعلا وقبل ذلك مؤمنا به. بالطبع هناك امور تسبق العمل بالتراث بعد (فلترة) إن صح التعبير (التراث) وحل مشكلاته المرضية والاساطير والخزعبلات الخرافية وأن يكون تراثا صافيا صحيحا موافقا لقيم الدين الاسلامي ومبادئه لتستقر النفوس وتهنأ الحياة الاجتماعية، فيصبح مستعدا للنمو الصحي،
*النتيجة النهائية* هي كالتالي:
أن التراث بكل أبعاده ومساراته يشكل قضية مجتمعية أساسية ومعلم مهم يحظر تجاوزه عند دراسة أية قضية أو ظاهرة اجتماعية بما في ذلك عمليات وبرامج التنمية التي نحن بصددها. وهنا أمر آخر وهو أن مضمون التراث قد يكون ذا اتجاهين *الايجابي الدافع للتطور* ...أو *السلبي الذي يقف جدارا امام التقدم* *او خليطا من هذا وذاك*فلا يجوز أن نتجاوزه مما نراه من تلك الظواهر التي فهمناها من التراث....فالمهم أن عناصر التراث الشعبي بكل ما يحويه من (عادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات) سواء محفوظة ام لا وظاهرة أو مخفية ...
فهي ذات معنى سائد بالمجتمع، مع الاعتراف باختلاف الايمان بها من طبقة مجتمعية لأخرى فلا بد من دراستها ووضعها في الاعتبار عند التفكير والعمل على تنمية المجتمع وتغييره، فعلى ضوء التعرف والفهم الحقيقي لموقف التراث يتوقف النجاح الحقيقي والهدف النهائي لأي برنامج انمائي في المجتمع، فالمجتمع بمجموع أفراده هو الوسيلة والأداة الحاسمة لتنفيذ وإنجاح برنامج التنمية، وهو الغاية منها في نفس الوقت..