المصدر - هدى الخطيب تنهمك قوات سوريا الديموقراطية غداة سيطرتها على مدينة الرقة بتنفيذ عمليات تمشيط الأربعاء بحثاً عن عناصر متوارية من تنظيم الدولة الاسلامية ولتفكيك الألغام التي زرعها الجهاديون بكثافة وسط أبرز معاقلهم السابقة في سوريا.
وبات التنظيم بعد خسارته الرقة التي جعلها رمزاً للترهيب ومركزاً خطط منه لهجمات دموية حول العالم، "مثيراً للشفقة وقضية خاسرة بعد ان كان يزعم انه شرس" بحسب واشنطن، اثر الهزائم التي مني بها في الأشهر الأخيرة في سوريا والعراق المجاور.
وأكد مدير المكتب الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لوكالة فرانس برس الأربعاء انه بعدما "انتهت المواجهات العسكرية المباشرة، تستمر الثلاثاء عمليات التمشيط والبحث عن احتمال وجود ملاجئ أو مخابئ يمكن أن يكون قد دخلها عناصر التنظيم الارهابي الذين لم يسلموا أنفسهم".
وتمكنت هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن الثلاثاء من "تحرير" مدينة الرقة من تنظيم الدولة الاسلامية، بعد سيطرتها على المشفى الوطني والملعب البلدي، آخر النقاط التي كان مقاتلو التنظيم قد انكفأوا اليها في وسط المدينة.
وقال بالي إن هذه المناطق "بحاجة الى بحث وتأكد من أنه لم يعد فيها خلايا نائمة"، موضحاً أن "عمليات فك الألغام وفتح الشوارع الرئيسية مستمرة".
وفي الملعب البلدي حيث رفعت قوات سوريا الديموقراطية راية ضخمة الأربعاء، شاهدت مراسلة فرانس برس جرافتين، واحدة داخله وأخرى خارجه تعملان على رفع الركام، تزامناً مع استمرار عمليات التمشيط داخل المشفى الذي منع الصحافيون من دخوله.
ونقلت مشاهدتها للعديد من الطرق المغلقة تماماً، فيما يتم العمل على فتح أخرى.
وفي دوار النعيم الذي شهد عمليات اعدام وحشية نفذها التنظيم ما دفع سكان المدينة الى تسميته بدوار "الجحيم"، تجمع عشرات المقاتلين الأكراد الأربعاء وعملوا على رفع علم ضخم لوحدات حماية الشعب الكردية.
وبادر بعضهم الى اطلاق الرصاص في الهواء وتوزيع الفواكه ابتهاجاً كما عقدوا حلقات الدبكة والرقص على ايقاع الموسيقى.
وبانتظار عمليات التمشيط، تقتصر إمكانية دخول المدينة في الوقت الحالي على المقاتلين والآليات العسكرية فقط فيما يمنع المدنيون من ذلك.
- عودة المدنيين "صعبة" -
وقالت مراسلة فرانس برس ان مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية لم يسمحوا لمجموعة رجال توافدوا صباحاً الى مدخل مدينة الرقة الغربي بالدخول للاطمئنان على منازلهم التي قالوا انها قريبة. وبرروا عدم السماح لهم بـ"استمرار الاجراءات الأمنية".
وتزامناً مع السيطرة على الرقة الثلاثاء، دعت القيادة العامة لقوات الأمن الداخلي الكردي (الاسايش) في شمال سوريا في بيان سكان الرقة الى "عدم دخول المدينة إلى حين تطهيرها من مخلفات الإرهاب كالعبوات الناسفة والألغام المتفجرة.. وذلك حرصاً على سلامة الأهالي".
وقالت إن المنع سار حتى خلو المدينة "من كل ما يشكل خطراً على السلم الأهلي".
ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين الى الفرار من الرقة مع تقدم المعارك.
وبحسب بالي، سبق للتنظيم في مدن أخرى خسرها في سوريا أن استخدم أسلوب الخلايا النائمة ما أوقع قتلى مدنيين، مضيفاً "لذلك فإن عودة المدنيين في الفترة الحالية صعبة جداً".
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون لفرانس برس من جهته "نعتقد أن هناك جيوباً صغيرة ما تزال موجودة في المدينة، مع مواصلة قوات سوريا الديموقراطية عمليات التمشيط".
وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم الدولة الاسلامية الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت الى خسارته 87 في المئة من أراضي "الخلافة الاسلامية" التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014، وفق ما اعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الثلاثاء.
- "مثير للشفقة" -
وفي تغريدات على موقع تويتر، قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك الذي زار سوريا في اليومين الأخيرين إن التنظيم الذي "كان يزعم أنه شرس، بات الآن مثيراً للشفقة وقضية خاسرة".
ورغم اعلان قوات سوريا الديموقراطية سيطرتها بالكامل على الرقة، يبقى مصير عشرات المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الذين كانوا موجودين في وسط المدينة مجهولاً. ولم تنشر منذ الثلاثاء أي صور تظهر اعتقالهم او حتى جثثهم في الشوارع.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو، فإن هؤلاء "إما تم استسلام البعض منهم وإما قتل من تبقى" دون الادلاء بأي تفاصيل أخرى.
ورجح المرصد السوري لحقوق الانسان أن يكون معظم المقاتلين الأجانب قد استسلموا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "لم يرهم أحد لأن أجهزة المخابرات تسلمتهم"، مضيفاً "نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم بالتأكيد أجهزة مخابرات بلديهما".
وبحسب التحالف الدولي الداعم لعمليات قوات سوريا الديموقراطية في الرقة، فإن مقاتلي التنظيم الذين استسلموا "سيتم استجوابهم".
وقال ديلون لفرانس برس إن نحو 350 مقاتل من التنظيم استسلموا خلال الأيام الأربعة الأخيرة، بينهم أربعة مقاتلين أجانب، موضحاً أنه "تم أخذ بصماتهم إلكترونياً وبياناتهم البيومترية وصورهم".
وألحقت المعارك منذ اندلاعها في المدينة في حزيران/يونيو دماراً كبيراً بالأبنية والبنى التحتية. وتسببت بمقتل 3250 شخصاً على الأقل بينهم اكثر من 1100 مدني، وفق المرصد السوري.
ومني التنظيم بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور.
ويقدر التحالف أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا ينشطون في البلدين يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف مقاتل.
وبات التنظيم بعد خسارته الرقة التي جعلها رمزاً للترهيب ومركزاً خطط منه لهجمات دموية حول العالم، "مثيراً للشفقة وقضية خاسرة بعد ان كان يزعم انه شرس" بحسب واشنطن، اثر الهزائم التي مني بها في الأشهر الأخيرة في سوريا والعراق المجاور.
وأكد مدير المكتب الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لوكالة فرانس برس الأربعاء انه بعدما "انتهت المواجهات العسكرية المباشرة، تستمر الثلاثاء عمليات التمشيط والبحث عن احتمال وجود ملاجئ أو مخابئ يمكن أن يكون قد دخلها عناصر التنظيم الارهابي الذين لم يسلموا أنفسهم".
وتمكنت هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن الثلاثاء من "تحرير" مدينة الرقة من تنظيم الدولة الاسلامية، بعد سيطرتها على المشفى الوطني والملعب البلدي، آخر النقاط التي كان مقاتلو التنظيم قد انكفأوا اليها في وسط المدينة.
وقال بالي إن هذه المناطق "بحاجة الى بحث وتأكد من أنه لم يعد فيها خلايا نائمة"، موضحاً أن "عمليات فك الألغام وفتح الشوارع الرئيسية مستمرة".
وفي الملعب البلدي حيث رفعت قوات سوريا الديموقراطية راية ضخمة الأربعاء، شاهدت مراسلة فرانس برس جرافتين، واحدة داخله وأخرى خارجه تعملان على رفع الركام، تزامناً مع استمرار عمليات التمشيط داخل المشفى الذي منع الصحافيون من دخوله.
ونقلت مشاهدتها للعديد من الطرق المغلقة تماماً، فيما يتم العمل على فتح أخرى.
وفي دوار النعيم الذي شهد عمليات اعدام وحشية نفذها التنظيم ما دفع سكان المدينة الى تسميته بدوار "الجحيم"، تجمع عشرات المقاتلين الأكراد الأربعاء وعملوا على رفع علم ضخم لوحدات حماية الشعب الكردية.
وبادر بعضهم الى اطلاق الرصاص في الهواء وتوزيع الفواكه ابتهاجاً كما عقدوا حلقات الدبكة والرقص على ايقاع الموسيقى.
وبانتظار عمليات التمشيط، تقتصر إمكانية دخول المدينة في الوقت الحالي على المقاتلين والآليات العسكرية فقط فيما يمنع المدنيون من ذلك.
- عودة المدنيين "صعبة" -
وقالت مراسلة فرانس برس ان مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية لم يسمحوا لمجموعة رجال توافدوا صباحاً الى مدخل مدينة الرقة الغربي بالدخول للاطمئنان على منازلهم التي قالوا انها قريبة. وبرروا عدم السماح لهم بـ"استمرار الاجراءات الأمنية".
وتزامناً مع السيطرة على الرقة الثلاثاء، دعت القيادة العامة لقوات الأمن الداخلي الكردي (الاسايش) في شمال سوريا في بيان سكان الرقة الى "عدم دخول المدينة إلى حين تطهيرها من مخلفات الإرهاب كالعبوات الناسفة والألغام المتفجرة.. وذلك حرصاً على سلامة الأهالي".
وقالت إن المنع سار حتى خلو المدينة "من كل ما يشكل خطراً على السلم الأهلي".
ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين الى الفرار من الرقة مع تقدم المعارك.
وبحسب بالي، سبق للتنظيم في مدن أخرى خسرها في سوريا أن استخدم أسلوب الخلايا النائمة ما أوقع قتلى مدنيين، مضيفاً "لذلك فإن عودة المدنيين في الفترة الحالية صعبة جداً".
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون لفرانس برس من جهته "نعتقد أن هناك جيوباً صغيرة ما تزال موجودة في المدينة، مع مواصلة قوات سوريا الديموقراطية عمليات التمشيط".
وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم الدولة الاسلامية الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت الى خسارته 87 في المئة من أراضي "الخلافة الاسلامية" التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014، وفق ما اعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الثلاثاء.
- "مثير للشفقة" -
وفي تغريدات على موقع تويتر، قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك الذي زار سوريا في اليومين الأخيرين إن التنظيم الذي "كان يزعم أنه شرس، بات الآن مثيراً للشفقة وقضية خاسرة".
ورغم اعلان قوات سوريا الديموقراطية سيطرتها بالكامل على الرقة، يبقى مصير عشرات المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الذين كانوا موجودين في وسط المدينة مجهولاً. ولم تنشر منذ الثلاثاء أي صور تظهر اعتقالهم او حتى جثثهم في الشوارع.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو، فإن هؤلاء "إما تم استسلام البعض منهم وإما قتل من تبقى" دون الادلاء بأي تفاصيل أخرى.
ورجح المرصد السوري لحقوق الانسان أن يكون معظم المقاتلين الأجانب قد استسلموا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "لم يرهم أحد لأن أجهزة المخابرات تسلمتهم"، مضيفاً "نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم بالتأكيد أجهزة مخابرات بلديهما".
وبحسب التحالف الدولي الداعم لعمليات قوات سوريا الديموقراطية في الرقة، فإن مقاتلي التنظيم الذين استسلموا "سيتم استجوابهم".
وقال ديلون لفرانس برس إن نحو 350 مقاتل من التنظيم استسلموا خلال الأيام الأربعة الأخيرة، بينهم أربعة مقاتلين أجانب، موضحاً أنه "تم أخذ بصماتهم إلكترونياً وبياناتهم البيومترية وصورهم".
وألحقت المعارك منذ اندلاعها في المدينة في حزيران/يونيو دماراً كبيراً بالأبنية والبنى التحتية. وتسببت بمقتل 3250 شخصاً على الأقل بينهم اكثر من 1100 مدني، وفق المرصد السوري.
ومني التنظيم بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور.
ويقدر التحالف أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا ينشطون في البلدين يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف مقاتل.