المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
بواسطة : 09-04-2016 07:54 مساءً 7.9K
المصدر -  

متابعة - هدى الخطيب*

 

ترحيب رسمي وتفاؤل شعبي. هكذا يبدو المشهد في القاهرة في اليوم الثالث من زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأولى للعاصمة المصرية ملكاً، في ظل مشهد إقليمي ودولي تخطى مرحلة الارتباك إلى مربع التشابك، ولم يعد سهلاُ على أعتى المحللين تبين الخيط الأبيض من الخيوط السوداء العديدة. الزيارة تنفي بشكل حاسم ونهائي كل ما أشيع مؤخراً عن خلافات بين القاهرة والرياض، وتقطع الطريق على محاولات افتعال أزمة، أو الصيد في المياه العكرة، كما ترسم ــ في المقام الأول ــ ملامح مرحلة سياسية وإقليمية قادمة. ويرى أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في العلاقات المصرية الخليجية الدكتور طارق فهمي أن الزيارة ستشهد مباحثات سياسية واستراتيجية تشمل عدة ملفات، ليس من بينها المصالحة المصرية التركية كما روج البعض. وأضاف فهمي :*"الملفان الأهم علي جدول الزيارة هما إنشاء قوة عربية مشتركة، وآليات الحد من التحركات الإيرانية في المنطقة، كما سيبحث الزعيمان الدعم الاقتصادي السعودي لمصر". واستطرد "عقب الزيارة ستتبلور مواقف أكثر تقارباً تجاه ملف الأزمات في اليمن وسوريا وليبيا، وسيوقع الطرفان ما يفوق العشرة بروتوكولات اقتصادية بقيمة إجمالية ستة مليارات دولار". واعتبر حزب المحافظين ــفي بيان له ــ أن الزيارة تأتي في وقتها، لتكون عنصراً حاسماW في مواجهة الحالة الميلشياوية في المنطقة، ولتضع النقاط علي الحروف في عدد من القضايا والملفات المهمة. بينما اعتبر رئيس حزب الأحرار مدحت نجيب، زيارة خادم الحرمين للقاهرة صفعة لجماعة الإخوان، التي حاولت إشعال أزمة بين البلدين وروجت لعشرات السيناريوهات الخيالية عن خلافات بين الرياض والقاهرة. وقال الكاتب الصحافي محمد يوسف إن الزيارة، في تقديره، ستسفر عن تحالف مصري سعودي إماراتي ذي مفهوم ومهمة شاملة، تتمثل في مواجهة المخطط الإيراني لنشر الفوضى في المنطقة، واستثارة الاقتتال المذهبي بغرض الهيمنة وفرض النفوذ، علي حد تعبيره. وأضاف يوسف :الملفات المطروحة على مائدة الزعيمين بالغة الأهمية، وتشمل إزالة الخلاف حول ملف الأزمة السورية، والمساهمة في إنجاح السياسات العربية وتوحيد العمل العربي المشترك من حيث الرؤى والسياسات، والاتفاق حول حل مشترك لأزمتي اليمن وليبيا، واعتبر أن الزيارة رسالة لها أبعادها الاستراتيجية، مشيراً إلى أن المباحثات ستتطرق إلى الملف العراقي، ودعم الجهود الرامية لوحدة أراضي العراق. كما أن الزيارة، بحسب يوسف، تأكيد جديد على بقاء القاهرة في موقع متقدم، كعمود فقري للأمة العربية، والبحث عن اجتهاد مشترك يخص الفترة الانتقالية في سوريا، والتي ترى الرياض ضرورة خروج الأسد من معادلتها، بينما تعتبر القاهرة أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية هو الهدف الأهم، ولا تمانع في وجود الرئيس الأسد ضمن المرحلة الانتقالية. وقد تسفر نتائج الزيارة أيضاً، يقول يوسف، عن تفعيل واضح لدور التحالف العربي، يتحول إلى واقع على الأرض خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأيام. وينهي الكاتب الصحفي محمد يوسف تحليله قائلاً: "أبرز ملفات الزيارة، بحث ملف تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين مصر والسعودية، وهذا ما تؤكده كافة مواقف المملكة الداعمة لمصر، وقبل الزيارة وجَّه العاهل السعودي بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر عن 30 مليار ريال، والإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة 5 سنوات".