المصدر -
الموضوع الأصلي : اضغط هنا
السعودية مرت بتجارب مريرة في السنين الأخيرة , ما إن تعافت من آثار حرب الكويت حتى جاءت أحداث 11\9 فتزايدت الأصوات ضدها و أنها هي المسؤولة فأضطرت للدفاع بشراسة ضد عدة جبهات "الإعلام الصهيوني، الأمريكي القطري، و الإيراني " ..
نعم كانت صدمتها في قطر أكبر من غيرها حيث سارعت الجزيرة لإلصاق التهمة بها وقامت بجهود حثيثة لإقناع المسؤول و المواطن الأمريكي أن الإيديلوجية السعودية هي المسؤول الأول فضعف الموقف السعودي لدرجة أغلقت لنا جمعيات وتطاول علينا الصغير قبل الكبير ..
ثم فرضت علينا شروط وحروب مثل العراق , أكتفينا فيها بتصريحات الرفض فقط إذ لم يكن لدينا القوة الكافية للضغط والمواجهة كنا كالأسد الجريح طريح الأرض و"الفأر القطري" ينهش أطرافه.
تحسنت الظروف قليلاً رغم التمدد الإيراني , لكن تحسنت بإنتعاش الإقتصاد السعودي و إرتفاع النفط لمستويات تاريخية و ما إن بدأنا نتعافى حتى جاء الربيع العبري بقيادة أمريكا وبتخطيط إسرائيلي وتنفيذ تركي/قطري، هذه المرة العدو غير تقليدي , إنما هو عدو منا وفينا ..
"الشعوب والمفكرين والدعاة والنخب الفكرية"، أضطررنا لإمتصاص الصدمة ومداراتها وأزداد الفأر القطري نهشاً بأطرافنا حتى وصل مرحلة من النشوة وطمع في كبد الأسد ..
تعالت الأصوات بالثورة في السعودية وهنا وقفت السعودية وحيدة (حرفياً) , ليس معها إلا الله ثم شعبها، جاءتنا الموجة , من الذي وقف بجانب السعودية تتوقعون؟ دعاة؟ تجار؟ نخب فكرية؟ جيران؟ حلفاء؟ شعوب كنا ندعمها؟ ماذا عن المقيمين بالداخل؟ أبداً لم يقف مع السعودية أحد الكل نفض يديه منها ومن لم يكن مهاجماً بقي صامتاً خائفاً من سلطة الجماهير ..
فقط وفقط ثم فقط من وقف معها شعبها الأبي الذي سجل موقفاً تاريخياً في الولاء لقيادته و إستقرار أمنه
"الفأر القطري مستمراً في النهش" ..
بعد هدوء الموجة بدأت السعودية في صنع موجة مضادة ووقفت في وجه مشروع أوباما وتحركت في سوريا واليمن ومصر والبحرين ثم قامت بإعلان عن التحالف الإسلامي و أقامت أكبر تدريبات عسكرية على أراضيها في تاريخها "سيف عبدالله" و"درع الشمال" الذي أستعرضت فيه صواريخها عابرة القارات لأول مرة في العلن وأرادت بذلك إيصال رسالة للعالم أن الأسد بدأ بالتعافي ..
الفأر القطري بدأ سياسة جديدة ، يقّبل أنف الأسد ثم يعود للنهش في أطرافه"، إنخفض سعر النفط وبدأت تتأثر خطوات الأسد خوفاً من الجوع وتوقفت بعض المشاريع التنموية فأرسل الله لنا هدية مباركة إسمها "محمد بن سلمان" ..
هنا وقفة:
البعض لا زالت لديه ترسبات الربيع العبري فيصعب عليه أن يستسيغ المدح والثناء على الحاكم تحرجاً أن يقال عنه مطبل أو مستفيد، أقول لكم أثنوا وأمدحوا وأدعموا وأدعو الله له تضرعاً ورغبة، هذا زمن إنكشفت فيه الأقنعة وعرفنا فيه من المطبل والمرتزق والخائن.
أقول فأرسل الله لنا بن سلمان بدعم من والده ليعيد نثر بذور أشجار الغابة من جديد برؤية 2030 الإصلاحية و تصحيح أخطاء وهفوات مضت ويعيد فتح ملفات ما كانت لتفتح لولا الله ثم هو، قام بضخ الدماء الشابة في الدولة وقضى على "شبح شيخوخة الدولة" الذي ظل يهددنا و يهدد حلفائنا و يخوف راغبي الإستثمار في بلادنا ..
بدأت خطوات حثيثة برغبة جامحة نحو تحقيق برامج الرؤية منها برنامج التوازن المالي 2030 تحت تحديات صارخة منها النفط الصخري والطاقة البديلة و الإتجاه نحو وسائل المواصالت الكهربائية في ظل غياب مصادر دخل بديلة , و شعب يزداد يوماً وراء يوم , ومتطلبات بنية تحتية توسعية لا تقبل التأجيل , و مناطق صراع مليئة بالإضطرابات , وحرب في اليمن ..
الأسد تعافى من جراحه لكنه جائع "ومع ذلك لا زال الفأر القطري مستمراً في النهش" وكانت أولى وجبات الأسد هي الفأر، تم إلتهامه وأيضاً تم القضاء على فروخه خلاياه في الغابة , حتى نستطيع الإنطلاق نحو أهدافنا
بدون شوشرة ..
من أدوات الفأر السابقة هي الأحزاب الدينية في الداخل وأيضاً الأحزاب "العلمانية" وكلها سيتم القضاء عليها، حسناً ماهو القادم؟ كيف سننطلق؟
الإنطلاقة تحتاج إلى التجرد من العاطفة لأننا في منطقة خطر "إما أن نكون أو لا نكون" وبذلك لابد من إطفاء مصادر التهديد الداخلية والخارجية بالتزامن , وهذا ماحصل من تحركاتنا في العراق وإستضافة الصدر وأيضاً نقل المعركة للداخل الإيراني ..
أيضاً تحركاتنا في لبنان وسوريا وتحركات مصر في سيناء والمصالحة الفلسطينية , وأيضاً خطوات التكامل السعودي/الإماراتي/البحريني، كل هذه تحركات خارجية نحو فرض السيطرة وإدارة المحيط.
أما داخلياً فبالترتيب حسب الأولوية :
1 )الأمن والقضاء:
تمت إعادة هيكلة وخلخلة المنظومة الأمنية في السعودية عبر توزيع صلاحيات وزارة الداخلية مع أمن الدولة ,
و قضائياً عبر إلغاء مسمى هيئة التحقيق و الإدعاء العام وتغيير إسمها إلى النيابة العامة وربطها بالملك
مباشرة "سابقاً مرتبطة بوزارة الداخلية وهذا خلل
قانوني وتداخل في الصلاحيات بين جهات الضبط
وجهات القضاء" ..
2) المقيمين:
تم البدء في تعديل أوضاع المقيمين وفرض الضرائب على الأسر المقيمة الغير عاملة التي هي عبارة عن "مجاميع
مليونية تشاركنا الطاقة والسكن والغذاء و الأمن والصحة وتحصل على نفس الدعم الحكومي الذي تحصل عليه
الأسر السعودية في الغذاء والمحروقات والكهرباء والماء وفوق ذلك تنافس في التجارة من البيوت والحارات
والمصانع الغير مرخصة فضلاً عن البطالة والجهل
والسطو والسرقات" ..
٣)خلايا التجسس
لطالما كانت الخلايا الناعمة والنائمة بالداخل قضية "لوي ذراع" لا أحد يعلم متى وأين ستنشط لذلك كان البد من مواجهتها والقبض على رموزها. فتم القضاء على خلايا العوامية والقطيف وتم القضاء على خلايا قطر وتحييد جزء كبير من خطر الخيانة والزعزعة.
4 )الضرائب ورفع الدعم وحساب المواطن:
كلمة "ضريبة" دائماً ماتثير القلق لدى أي مواطن في العالم لكن حتى تتفهم مايجري , لابد أن تتجرد من العواطف وتخرج من الصندوق وتضع نفسك مكان صانع القرار، الحكومة تدعم المحروقات والطاقة بأسعار مرهقة على الدولة، هل تعتقد أنك مستفيد؟ أبداً , فمجموع المواطنين لا يمثل إلا 30%من الإستفادة والـ70%يمثلها المقيم وكبار الشركات "شركات النقليات، شركات السيارات، شركات التوزيع، وشركات أخرى...إلخ" وكبار التجار والميسورين هؤلاء هم من يمتص الدعم الحكومي لذلك
البد من "إعادة توزيع للثروة" من خلال رفع الدعم عن الكل وفرض الضرائب ثم التقليل من حدته عبر الدعم المباشر للمواطن بمبلغ مقطوع شهرياً عن طريق حساب , المواطن وبذلك لم يتضرر المواطن الذي يمثل 30%وخزينة الدولة وفرت 70%وكسبت قيمة الضرائب ..
5 ) قيادة المرأة للسيارة وتمكين عمل المرأة:
هذه القضية لطالما تم إبتزازنا بها دولياً وفي كل مرة نواجه الضغوطات بالتبرير و"الطبطبة" وإقرارها حالياً ليس له علاقة لا بأزمة قطر و لا بضغوطات دولية ولاغيره , إنما هو قرار إقتصادي/مجتمعي بحت والدليل كما تعلمون أنني توقعت تاريخه قبل الأزمة مع قطر وبالفعل تم إقراره بنفس التاريخ المتوقع ..
لماذا إذاً هو قرار إقتصادي؟
خروج المقيمين من السوق وفرض أنظمة والضرائب سيصنع فجوة كبيرة في الأيدي العاملة بالسوق ستكون كالتالي:
بدأت الدورة الإقتصادية بإنخفاض ملحوظ على الطلب كما هو حالياً ثم نزول الأسعار بالتزامن مع ترحيل الأسر المقيمة لإرتفاع الكلفة المعيشية بعدها خروج صغار التجار وتجار الشنطة من السوق سيؤثر ذلك على كبار الموزعين الذين سيضطرون للتقليل من تكاليف التشغيل لقلة عمليات البيع ثم بعد ذلك البدء في تطبيق الضرائب وسيبدأ الوكيل والموزع في التسريح أو تخفيض الرواتب مما سيضطر المقيم للرحيل ..
وهذا من شأنه أن يصنع فجوة في سوق الأيدي العاملة مما سيضطر كبار التجار للتنازل عن جزء من أرباحهم وتوظيف السعوديين , كما أن التاجر الذي لن يرضخ سيتفاجئ بدخول تجار جدد ينافسونه في بيع منتجات منافسة بأسعار أقل ونسبة ربح أكثر منه بل وسيتفاجئ أيضاً أن بعضهم مدعوم من الحكومة "حتى لا يتبجح التاجر بأنه سيخرج بأمواله خارج السعودية" أخرج وسنعوض السوق ببدائل أفضل منك.
لكن هل توظيف الشباب السعودي كافي لسد الفجوة؟ لا .. نحن في دولة شبه قارة وسوقها كبير جداً ولديها مشاريع كبرى مثل مشروع البحر الأحمر والموانئ والمدن الجديدة وستسقطب مستثمرين جدد "سكس
فلاقز كمثال" ومشروع القدية ولن يسد حاجة السوق من الأيدي العاملة إلا بتنشيط النصف المعطل في المجتمع "المرأة" ..
البيوت مليئة بالعاطلات الذين خسرت عليهم الدولة تعليم ونقل وصحة وإبتعاث حتى تخرجن وأخذن أفضل الشهادات ولكن بقين عاطلات لعدة أسباب أهمها:
عدم توفير البيئة المناسبة لعمل المرأة السعودية / غياب الأنظمة التي تمكن المرأة العاملة وتحفظ حقوقها الذي يتمسك بجزء من الأحكام الفقهية "المرأة مكانها بيتها" ويترك بقية الأجزاء التي تبيح ..
إذاً كما قلت لابد من تحريك وتنشيط نصف المجتمع ليكون عاملاً بدلاً ويشارك في تنمية ومستقبل وطنه وأبناءه وبذلك يتم سد الفجوة وتحريك عجلة الإقتصاد. ولن يتم ذلك بوجود معضلة "المواصلات" والتي حاولت الدولة حلها عن طريق تخصيص شركات النقل وفرض خدمة المواصلات على الشركات في القرار الملكي وأيضاً تفعيل المترو لكن لن تحل المشكلة وستبقى مشكلة السائق المقيم الذي يكلف مايعادل 23 مليار سنوياً كلها تذهب للخارج و لا يبقى منها إلا أقل من مليار وأيضاً بسبب ضعف فقه الواقع الإجتهاد من الأبراج العاجية دون النزول للميدان .
إذ أن هناك سيدات عاملات وطالبات يومياً يضطرون للذهاب مع اوبر وكريم والليموزين و"بخلوة غير شرعية" كرهاً وطلباً للرزق , هؤلاء يمثلون شريحة كبرى تم تجاهلهن ونشاهد مآسيهم يومياً وقصصهم التي تذيب وجه من كان فيه ذرة مرؤة ورجولة , وإن طالب أن تقود سيارتها لوحدها يتم إتهامه في مروءته وغيرته؟
6 ) تفعيل وتطوير السياحة الداخلية:
كما ذكرنا سابقا أن الإقتصاد أبو السياسة لذلك لابد أن نفهم جميعاً أن كثير من التحركات السياسية ماهي إلا بدوافع إقتصادية ومن ذلك مافعلته قطر وتركيا من ضرب السياحة في مصر وسوريا وتدفقت عليهم جحافل السياح ومستثمري الشقق الفلل،و تم ضرب السياحة في مصر عن طريق تأجيج الإضطرابات ودعم لإخوان تحت شعارات "حرية الشعب المصري"
حقوق الشعب، حرية التعبير، دعم الحكم الإسلامي ...الى آخره من الشعارات الواهية" وحتى تمتلك الأدوات السهلة في تحليل أي موقف سياسي أقفز مباشرة للنتائج وأبحث عن المستفيد.
كذلك قطر ليس في صالحها أبداً أن يتم تفعيل السياحة في السعودية إذ ستخسر أكبر شريحة سياح لديها "السعوديين" لذلك حاربت السياحة السعودية عبر تكريس شعارات "نشر العلمانية..تمييع الدين..نشر المعازف..الخ"
ومن المهازل أن نستمع الى إبليس واقفاً يأمرنا بالصلاة ! قطر فيها أكبر كنيسة مسيحية في المنطقة و فيها ما لا يقل عن 94 بار ومنفذ بيع للمشروبات الكحولية وفيها حفلات غنائية بسوق واقف على مدارالسنة كل نهائية أسبوع , وفيها أكبر قاعدة أمريكية ولها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل..وغيرها من التناقضات ومع ذلك "تستشرف علينا" بدعوى حرمة المعازف وصناعة الترفيه.
كما قلت لك أقفز مباشرة للنتائج وشاهد من المستفيد ومن الخاسر حينها ستظهر لك ترجمة المواقف أسفل الشاشة.
بالعودة لما سبق يتبادر لنا سؤال: ماهي الأثار المتوقعة من السياسة السعودية الجديدة؟
- كثرة الشواغر السكنية - إنخفاض أسعار الوحدات التجارية والسكنية – أرض خصبة وجاذبة لأي شابـ/ـة يرغب الدخول في التجارة – إنخفاض العنوسة "لوجود طرفين يتحملون تكاليف المعيشة وليس طرف واحد" – إنخفاض الأسعار وذلك لإنخفاض التضخم وإنخفاض أسعار الإيجارات التجارية– غياب ثقافة الإحتكار – تخفيف العبء على الحكومة في التوظيف العلاج. – إندفاع الحكومة لتنفيذ مشاريع جديدة...إلخ"
. يتسائل البعض كم المدة المتوقعة لتتحرك الألة ككل؟
بإذن لله وبتوفيقه سنحتفل كلنا برؤية الألة السعودية تبدأ العمل في 2019 وتؤتي ثمارها في 2020 وحتى عام 2025 سنكون مهيأين لتحقيق طموحاتنا في رؤية 2030 بل أننا في 2025 سنشاهدها رأي العين بإذن الله كما أشاهدها الأن وأنا أكتب لكم هذه السطور.
يتخوف البعض من المستقبل ومن خطط الأعداء ومن تمييع الدين، إطمئنوا سنمضي قدماً بقوة عسكرية فارضة على الأرض , وقوة إقتصادية عالمية إذ سيكون لنا في كل شركة عالمية كبرى عضو مجلس إدارة سعودي كما قال لأمير محمد بن سلمان , وأعلم جيداً ماذا يقصد , ( وسنستثمر النفط والذهب والفوسفات واليورانيوم والغاز وسنتبرع للمحتاجين وسنبني المساجد وصروح العلم وننشر الدين وسنفتتح جمعيات الدعوة الإسلامية مرة أخرى وسنبقى محافظين على عقيدتنا الصافية "عقيدة التوحيد" خداماً للحرمين وضيوفها..
نعم سنواجه معوقات وأزمات لكن هذه سنة الله في كونه , بل على العكس قد تخبئ لنا بعض الأزمات فرص أكبر ..
ماهو المطلوب منا؟
المطلوب منا هو ذاته مافعله أجدادنا وآبائنا..جالدوا الدنيا وكافحوا ووحدوا وبنوا هذه الأرض بثقتهم بربهم ثم ثقتهم بولاة أمرهم , نحن فقط ينقصنا الصبر على الشدة التي لن تطول أكثر من سنتين بحول الله , ونحتاج تعزيز ثقتنا بأنفسنا وقادتنا ..
مررنا بتجربة مريرة في الربيع العبري إهتزت فيها ثقتنا بأنفسنا وحكامنا وخسرنا الأموال و الأرواح في الحروب والتفجيرات الداخلية وقتل الأبناء لأبائهم وأمهاتهم , لا نريد لهذا الكابوس أن يتكرر و لا لكابوس الأحزاب الدينية/العلمانية التي آذتنا أربعين سنة في حروب فكرية مريرة وإستقطابات مرهقة، نريد أن نصنع التاريخ فطموحنا عنان السماء.
نعم كانت صدمتها في قطر أكبر من غيرها حيث سارعت الجزيرة لإلصاق التهمة بها وقامت بجهود حثيثة لإقناع المسؤول و المواطن الأمريكي أن الإيديلوجية السعودية هي المسؤول الأول فضعف الموقف السعودي لدرجة أغلقت لنا جمعيات وتطاول علينا الصغير قبل الكبير ..
ثم فرضت علينا شروط وحروب مثل العراق , أكتفينا فيها بتصريحات الرفض فقط إذ لم يكن لدينا القوة الكافية للضغط والمواجهة كنا كالأسد الجريح طريح الأرض و"الفأر القطري" ينهش أطرافه.
تحسنت الظروف قليلاً رغم التمدد الإيراني , لكن تحسنت بإنتعاش الإقتصاد السعودي و إرتفاع النفط لمستويات تاريخية و ما إن بدأنا نتعافى حتى جاء الربيع العبري بقيادة أمريكا وبتخطيط إسرائيلي وتنفيذ تركي/قطري، هذه المرة العدو غير تقليدي , إنما هو عدو منا وفينا ..
"الشعوب والمفكرين والدعاة والنخب الفكرية"، أضطررنا لإمتصاص الصدمة ومداراتها وأزداد الفأر القطري نهشاً بأطرافنا حتى وصل مرحلة من النشوة وطمع في كبد الأسد ..
تعالت الأصوات بالثورة في السعودية وهنا وقفت السعودية وحيدة (حرفياً) , ليس معها إلا الله ثم شعبها، جاءتنا الموجة , من الذي وقف بجانب السعودية تتوقعون؟ دعاة؟ تجار؟ نخب فكرية؟ جيران؟ حلفاء؟ شعوب كنا ندعمها؟ ماذا عن المقيمين بالداخل؟ أبداً لم يقف مع السعودية أحد الكل نفض يديه منها ومن لم يكن مهاجماً بقي صامتاً خائفاً من سلطة الجماهير ..
فقط وفقط ثم فقط من وقف معها شعبها الأبي الذي سجل موقفاً تاريخياً في الولاء لقيادته و إستقرار أمنه
"الفأر القطري مستمراً في النهش" ..
بعد هدوء الموجة بدأت السعودية في صنع موجة مضادة ووقفت في وجه مشروع أوباما وتحركت في سوريا واليمن ومصر والبحرين ثم قامت بإعلان عن التحالف الإسلامي و أقامت أكبر تدريبات عسكرية على أراضيها في تاريخها "سيف عبدالله" و"درع الشمال" الذي أستعرضت فيه صواريخها عابرة القارات لأول مرة في العلن وأرادت بذلك إيصال رسالة للعالم أن الأسد بدأ بالتعافي ..
الفأر القطري بدأ سياسة جديدة ، يقّبل أنف الأسد ثم يعود للنهش في أطرافه"، إنخفض سعر النفط وبدأت تتأثر خطوات الأسد خوفاً من الجوع وتوقفت بعض المشاريع التنموية فأرسل الله لنا هدية مباركة إسمها "محمد بن سلمان" ..
هنا وقفة:
البعض لا زالت لديه ترسبات الربيع العبري فيصعب عليه أن يستسيغ المدح والثناء على الحاكم تحرجاً أن يقال عنه مطبل أو مستفيد، أقول لكم أثنوا وأمدحوا وأدعموا وأدعو الله له تضرعاً ورغبة، هذا زمن إنكشفت فيه الأقنعة وعرفنا فيه من المطبل والمرتزق والخائن.
أقول فأرسل الله لنا بن سلمان بدعم من والده ليعيد نثر بذور أشجار الغابة من جديد برؤية 2030 الإصلاحية و تصحيح أخطاء وهفوات مضت ويعيد فتح ملفات ما كانت لتفتح لولا الله ثم هو، قام بضخ الدماء الشابة في الدولة وقضى على "شبح شيخوخة الدولة" الذي ظل يهددنا و يهدد حلفائنا و يخوف راغبي الإستثمار في بلادنا ..
بدأت خطوات حثيثة برغبة جامحة نحو تحقيق برامج الرؤية منها برنامج التوازن المالي 2030 تحت تحديات صارخة منها النفط الصخري والطاقة البديلة و الإتجاه نحو وسائل المواصالت الكهربائية في ظل غياب مصادر دخل بديلة , و شعب يزداد يوماً وراء يوم , ومتطلبات بنية تحتية توسعية لا تقبل التأجيل , و مناطق صراع مليئة بالإضطرابات , وحرب في اليمن ..
الأسد تعافى من جراحه لكنه جائع "ومع ذلك لا زال الفأر القطري مستمراً في النهش" وكانت أولى وجبات الأسد هي الفأر، تم إلتهامه وأيضاً تم القضاء على فروخه خلاياه في الغابة , حتى نستطيع الإنطلاق نحو أهدافنا
بدون شوشرة ..
من أدوات الفأر السابقة هي الأحزاب الدينية في الداخل وأيضاً الأحزاب "العلمانية" وكلها سيتم القضاء عليها، حسناً ماهو القادم؟ كيف سننطلق؟
الإنطلاقة تحتاج إلى التجرد من العاطفة لأننا في منطقة خطر "إما أن نكون أو لا نكون" وبذلك لابد من إطفاء مصادر التهديد الداخلية والخارجية بالتزامن , وهذا ماحصل من تحركاتنا في العراق وإستضافة الصدر وأيضاً نقل المعركة للداخل الإيراني ..
أيضاً تحركاتنا في لبنان وسوريا وتحركات مصر في سيناء والمصالحة الفلسطينية , وأيضاً خطوات التكامل السعودي/الإماراتي/البحريني، كل هذه تحركات خارجية نحو فرض السيطرة وإدارة المحيط.
أما داخلياً فبالترتيب حسب الأولوية :
1 )الأمن والقضاء:
تمت إعادة هيكلة وخلخلة المنظومة الأمنية في السعودية عبر توزيع صلاحيات وزارة الداخلية مع أمن الدولة ,
و قضائياً عبر إلغاء مسمى هيئة التحقيق و الإدعاء العام وتغيير إسمها إلى النيابة العامة وربطها بالملك
مباشرة "سابقاً مرتبطة بوزارة الداخلية وهذا خلل
قانوني وتداخل في الصلاحيات بين جهات الضبط
وجهات القضاء" ..
2) المقيمين:
تم البدء في تعديل أوضاع المقيمين وفرض الضرائب على الأسر المقيمة الغير عاملة التي هي عبارة عن "مجاميع
مليونية تشاركنا الطاقة والسكن والغذاء و الأمن والصحة وتحصل على نفس الدعم الحكومي الذي تحصل عليه
الأسر السعودية في الغذاء والمحروقات والكهرباء والماء وفوق ذلك تنافس في التجارة من البيوت والحارات
والمصانع الغير مرخصة فضلاً عن البطالة والجهل
والسطو والسرقات" ..
٣)خلايا التجسس
لطالما كانت الخلايا الناعمة والنائمة بالداخل قضية "لوي ذراع" لا أحد يعلم متى وأين ستنشط لذلك كان البد من مواجهتها والقبض على رموزها. فتم القضاء على خلايا العوامية والقطيف وتم القضاء على خلايا قطر وتحييد جزء كبير من خطر الخيانة والزعزعة.
4 )الضرائب ورفع الدعم وحساب المواطن:
كلمة "ضريبة" دائماً ماتثير القلق لدى أي مواطن في العالم لكن حتى تتفهم مايجري , لابد أن تتجرد من العواطف وتخرج من الصندوق وتضع نفسك مكان صانع القرار، الحكومة تدعم المحروقات والطاقة بأسعار مرهقة على الدولة، هل تعتقد أنك مستفيد؟ أبداً , فمجموع المواطنين لا يمثل إلا 30%من الإستفادة والـ70%يمثلها المقيم وكبار الشركات "شركات النقليات، شركات السيارات، شركات التوزيع، وشركات أخرى...إلخ" وكبار التجار والميسورين هؤلاء هم من يمتص الدعم الحكومي لذلك
البد من "إعادة توزيع للثروة" من خلال رفع الدعم عن الكل وفرض الضرائب ثم التقليل من حدته عبر الدعم المباشر للمواطن بمبلغ مقطوع شهرياً عن طريق حساب , المواطن وبذلك لم يتضرر المواطن الذي يمثل 30%وخزينة الدولة وفرت 70%وكسبت قيمة الضرائب ..
5 ) قيادة المرأة للسيارة وتمكين عمل المرأة:
هذه القضية لطالما تم إبتزازنا بها دولياً وفي كل مرة نواجه الضغوطات بالتبرير و"الطبطبة" وإقرارها حالياً ليس له علاقة لا بأزمة قطر و لا بضغوطات دولية ولاغيره , إنما هو قرار إقتصادي/مجتمعي بحت والدليل كما تعلمون أنني توقعت تاريخه قبل الأزمة مع قطر وبالفعل تم إقراره بنفس التاريخ المتوقع ..
لماذا إذاً هو قرار إقتصادي؟
خروج المقيمين من السوق وفرض أنظمة والضرائب سيصنع فجوة كبيرة في الأيدي العاملة بالسوق ستكون كالتالي:
بدأت الدورة الإقتصادية بإنخفاض ملحوظ على الطلب كما هو حالياً ثم نزول الأسعار بالتزامن مع ترحيل الأسر المقيمة لإرتفاع الكلفة المعيشية بعدها خروج صغار التجار وتجار الشنطة من السوق سيؤثر ذلك على كبار الموزعين الذين سيضطرون للتقليل من تكاليف التشغيل لقلة عمليات البيع ثم بعد ذلك البدء في تطبيق الضرائب وسيبدأ الوكيل والموزع في التسريح أو تخفيض الرواتب مما سيضطر المقيم للرحيل ..
وهذا من شأنه أن يصنع فجوة في سوق الأيدي العاملة مما سيضطر كبار التجار للتنازل عن جزء من أرباحهم وتوظيف السعوديين , كما أن التاجر الذي لن يرضخ سيتفاجئ بدخول تجار جدد ينافسونه في بيع منتجات منافسة بأسعار أقل ونسبة ربح أكثر منه بل وسيتفاجئ أيضاً أن بعضهم مدعوم من الحكومة "حتى لا يتبجح التاجر بأنه سيخرج بأمواله خارج السعودية" أخرج وسنعوض السوق ببدائل أفضل منك.
لكن هل توظيف الشباب السعودي كافي لسد الفجوة؟ لا .. نحن في دولة شبه قارة وسوقها كبير جداً ولديها مشاريع كبرى مثل مشروع البحر الأحمر والموانئ والمدن الجديدة وستسقطب مستثمرين جدد "سكس
فلاقز كمثال" ومشروع القدية ولن يسد حاجة السوق من الأيدي العاملة إلا بتنشيط النصف المعطل في المجتمع "المرأة" ..
البيوت مليئة بالعاطلات الذين خسرت عليهم الدولة تعليم ونقل وصحة وإبتعاث حتى تخرجن وأخذن أفضل الشهادات ولكن بقين عاطلات لعدة أسباب أهمها:
عدم توفير البيئة المناسبة لعمل المرأة السعودية / غياب الأنظمة التي تمكن المرأة العاملة وتحفظ حقوقها الذي يتمسك بجزء من الأحكام الفقهية "المرأة مكانها بيتها" ويترك بقية الأجزاء التي تبيح ..
إذاً كما قلت لابد من تحريك وتنشيط نصف المجتمع ليكون عاملاً بدلاً ويشارك في تنمية ومستقبل وطنه وأبناءه وبذلك يتم سد الفجوة وتحريك عجلة الإقتصاد. ولن يتم ذلك بوجود معضلة "المواصلات" والتي حاولت الدولة حلها عن طريق تخصيص شركات النقل وفرض خدمة المواصلات على الشركات في القرار الملكي وأيضاً تفعيل المترو لكن لن تحل المشكلة وستبقى مشكلة السائق المقيم الذي يكلف مايعادل 23 مليار سنوياً كلها تذهب للخارج و لا يبقى منها إلا أقل من مليار وأيضاً بسبب ضعف فقه الواقع الإجتهاد من الأبراج العاجية دون النزول للميدان .
إذ أن هناك سيدات عاملات وطالبات يومياً يضطرون للذهاب مع اوبر وكريم والليموزين و"بخلوة غير شرعية" كرهاً وطلباً للرزق , هؤلاء يمثلون شريحة كبرى تم تجاهلهن ونشاهد مآسيهم يومياً وقصصهم التي تذيب وجه من كان فيه ذرة مرؤة ورجولة , وإن طالب أن تقود سيارتها لوحدها يتم إتهامه في مروءته وغيرته؟
6 ) تفعيل وتطوير السياحة الداخلية:
كما ذكرنا سابقا أن الإقتصاد أبو السياسة لذلك لابد أن نفهم جميعاً أن كثير من التحركات السياسية ماهي إلا بدوافع إقتصادية ومن ذلك مافعلته قطر وتركيا من ضرب السياحة في مصر وسوريا وتدفقت عليهم جحافل السياح ومستثمري الشقق الفلل،و تم ضرب السياحة في مصر عن طريق تأجيج الإضطرابات ودعم لإخوان تحت شعارات "حرية الشعب المصري"
حقوق الشعب، حرية التعبير، دعم الحكم الإسلامي ...الى آخره من الشعارات الواهية" وحتى تمتلك الأدوات السهلة في تحليل أي موقف سياسي أقفز مباشرة للنتائج وأبحث عن المستفيد.
كذلك قطر ليس في صالحها أبداً أن يتم تفعيل السياحة في السعودية إذ ستخسر أكبر شريحة سياح لديها "السعوديين" لذلك حاربت السياحة السعودية عبر تكريس شعارات "نشر العلمانية..تمييع الدين..نشر المعازف..الخ"
ومن المهازل أن نستمع الى إبليس واقفاً يأمرنا بالصلاة ! قطر فيها أكبر كنيسة مسيحية في المنطقة و فيها ما لا يقل عن 94 بار ومنفذ بيع للمشروبات الكحولية وفيها حفلات غنائية بسوق واقف على مدارالسنة كل نهائية أسبوع , وفيها أكبر قاعدة أمريكية ولها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل..وغيرها من التناقضات ومع ذلك "تستشرف علينا" بدعوى حرمة المعازف وصناعة الترفيه.
كما قلت لك أقفز مباشرة للنتائج وشاهد من المستفيد ومن الخاسر حينها ستظهر لك ترجمة المواقف أسفل الشاشة.
بالعودة لما سبق يتبادر لنا سؤال: ماهي الأثار المتوقعة من السياسة السعودية الجديدة؟
- كثرة الشواغر السكنية - إنخفاض أسعار الوحدات التجارية والسكنية – أرض خصبة وجاذبة لأي شابـ/ـة يرغب الدخول في التجارة – إنخفاض العنوسة "لوجود طرفين يتحملون تكاليف المعيشة وليس طرف واحد" – إنخفاض الأسعار وذلك لإنخفاض التضخم وإنخفاض أسعار الإيجارات التجارية– غياب ثقافة الإحتكار – تخفيف العبء على الحكومة في التوظيف العلاج. – إندفاع الحكومة لتنفيذ مشاريع جديدة...إلخ"
. يتسائل البعض كم المدة المتوقعة لتتحرك الألة ككل؟
بإذن لله وبتوفيقه سنحتفل كلنا برؤية الألة السعودية تبدأ العمل في 2019 وتؤتي ثمارها في 2020 وحتى عام 2025 سنكون مهيأين لتحقيق طموحاتنا في رؤية 2030 بل أننا في 2025 سنشاهدها رأي العين بإذن الله كما أشاهدها الأن وأنا أكتب لكم هذه السطور.
يتخوف البعض من المستقبل ومن خطط الأعداء ومن تمييع الدين، إطمئنوا سنمضي قدماً بقوة عسكرية فارضة على الأرض , وقوة إقتصادية عالمية إذ سيكون لنا في كل شركة عالمية كبرى عضو مجلس إدارة سعودي كما قال لأمير محمد بن سلمان , وأعلم جيداً ماذا يقصد , ( وسنستثمر النفط والذهب والفوسفات واليورانيوم والغاز وسنتبرع للمحتاجين وسنبني المساجد وصروح العلم وننشر الدين وسنفتتح جمعيات الدعوة الإسلامية مرة أخرى وسنبقى محافظين على عقيدتنا الصافية "عقيدة التوحيد" خداماً للحرمين وضيوفها..
نعم سنواجه معوقات وأزمات لكن هذه سنة الله في كونه , بل على العكس قد تخبئ لنا بعض الأزمات فرص أكبر ..
ماهو المطلوب منا؟
المطلوب منا هو ذاته مافعله أجدادنا وآبائنا..جالدوا الدنيا وكافحوا ووحدوا وبنوا هذه الأرض بثقتهم بربهم ثم ثقتهم بولاة أمرهم , نحن فقط ينقصنا الصبر على الشدة التي لن تطول أكثر من سنتين بحول الله , ونحتاج تعزيز ثقتنا بأنفسنا وقادتنا ..
مررنا بتجربة مريرة في الربيع العبري إهتزت فيها ثقتنا بأنفسنا وحكامنا وخسرنا الأموال و الأرواح في الحروب والتفجيرات الداخلية وقتل الأبناء لأبائهم وأمهاتهم , لا نريد لهذا الكابوس أن يتكرر و لا لكابوس الأحزاب الدينية/العلمانية التي آذتنا أربعين سنة في حروب فكرية مريرة وإستقطابات مرهقة، نريد أن نصنع التاريخ فطموحنا عنان السماء.
الموضوع الأصلي : اضغط هنا