المصدر -
لا يمكن الجمع بين الحديث عن تنظيم داعش وحقوق الإنسان في نسق واحد، فقد أثبت التنظيم وحشيته وتفنن في القتل والتعذيب وابتكر وسائل لا تخطر ببال، ولا يقتصر ذلك على عمليات القتل التي صورها وبثها في وقت سابق من حرق وإغراق وتفخيخ، بل تجاوزها إلى معاملته اليومية مع السكان المدنيين الأسرى في مناطق احتلاله.
وفي سجون داعش، خارج الزمن، نسمع عن تهم لم يسبق لقانون في العالم القديم أو الحديث أن عاقب أو حاسب عليها، فحتى العمل الإنساني هو جريمة في نظر قانونهم الذي يحكم بالبطش والجبروت وتصفية كل من يخالف معتقداتهم المشوهة.
سجناء الإنسانية
يستحق العاملون في الشأن الإغاثي والإنساني زمن الحرب التكريم والاحتفاء، وكذلك الإعلاميون الذين يغامرون بحياتهم في سبيل نقل الحقيقة، إلا أنهم الفئات الأكثر خطرا والمستهدفون بالدرجة الأولى عند داعش.
يقول "علي"*المفرج عنه مؤخرا من سجون داعش في منبج في ريف حلب، قضيت أربعة أشهر وأسبوعا في سجونهم، وكل ذنبي أنني كنت ناشطا في المجال الإغاثي، يريدون ربط كل شيء بهم، وقد قضى زملاء لي خمسة أشهر بعدي، وهناك في ظلام معتقلاتهم رأينا وسمعنا أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات.
وعن أكثر التهم رواجا يقول علي لأخبار الآن إن هناك تصنيفات تشمل الإعلاميين وهم المستهدفون بالدرجة الأولى، مؤكدا أنه سمع عن تصفية عدد منهم، وكذلك العاملين*في الشأن الإغاثي وهؤلاء يوجهون لهم تهمة "التخابر مع جهات أجنبية" وهي التهمة نفسها التي كان يوجهها نظام الأسد للناشطين السياسيين ضده، وقد كان علي من ضمن هؤلاء مع عدد من رفاقه، وتحضر تهمة الانتماء للجيش الحر على رأس القائمة، وكذلك التعاون أو التخابر معه، وهؤلاء غالبا يكون مصيرهم القتل.
ويضيف علي أن هؤلاء الذين يزعمون الحكم بشرع الله، يمارسون أقسى أنواع التعذيب على السجناء المدنيين، فالتعذيب الجسدي يكون بحسب التهمة ويشمل كل ما يمكن تخيله، أما التعذيب النفسي فيشمل الجميع، وأسوأ ما فيه أنهم لا يخبرون أحدا بمصيره، فلا أحد يعرف متى سيخرج أو يقتل أو يعذب.
سجناء "واتس أب"
أما أغرب التهم وأكثر ما لا يمكن تخيله، هو أن ترى عشرات السجناء يحرمون من حريتهم وحياتهم جراء استخدامهم تطبيق "واتس أب" أو محادثات المسنجر!
يؤكد علي أن سجناء "المحادثات" يشكلون الجزء الأكبر والفئة الأكثر استهدافا، وكل جريمتهم أنهم أجروا محادثة مع صديق أو قريب في مناطق خارج البلاد أو خارج قبضة داعش، حتى لو كانت محادثة عادية أو تحتوي صورة لشارع ما أو سوق أو ذكرى. ويلفت علي إلى أن عناصر داعش ودورياته يمكن أن يقتحموا أي مكان أو تجمع في أي وقت ويأخذوا الهواتف النقالة ويقوموا بتفتيشها، كما أنهم يستهدفون المتعلمين والمثقفين أكثر من غيرهم في هذا الخصوص، فحتى حذف الملفات لم يعد مجديا، حيث إنهم يقومون باسترجاع الملفات وكأنهم يبحثون عن أي ذريعة لوضع أكبر عدد ممكن من المدنيين في غياهب سجونهم.
ويختم علي حديثه لأخبار الآن بالقول: "لو حدثتكم أسبوعا كاملا لما كفى لشرح الألم والمعاناة"، لافتا إلى جو من الدعابة والمرح أدخله عليهم سجين من نوع مختلف، فقد كان مختلا عقليا، وكان يتردد على أحد مراكز التنظيم للحصول على صدقة أو معونة، فما كان منهم إلا أن سجنوه بتهمة العمالة. حيث إن السجن هو "المرفق الخدمي" الوحيد لدى داعش، وكل صنوف الناس هم متهمون وأسرى.
شكرا لمتابعتكم خبر عن الان وراء جدران داعش..
ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الان ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الصحيفة*وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الان مع اطيب التحيات.