المصدر -
الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ علىٰ عَبْدِ اللهِ ورسوله الأَمِين ، وعلى آلِـهِ وصحبه أجمعين ، أمَّـا بَــعْــدُ :
فَلَقَدْ أخَـذَ اللهُ – عَــزَّ وَجَــلَّ – علىٰ العلماءِ العَهْدَ والمِيثَاقَ بِـالـبَـيَانِ ؛ قال سبحانه فِي كتابه الكريم :﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ .
وقال جَـلَّ وَعَـلَا :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ .
وَيَتَأَكَّـدُ البَيَانُ علىٰ العُلَمَاءِ فِي أوْقَـاتِ الفِتَنِ وَالأَزَمَاتِ ؛ إِذْ لا يَخْفَىٰ ما يَجْرِي في هَـذِهِ الأَيَّامِ ، مِنْ أحْـدَاثٍ واضطِّـرَابَاتٍ وَفِتَنٍ ، في أنحَاء مُتَفَرِّقَةٍ مِنَ العَالَمِ ، وإنَّ هيئة كبار العلماء إذ تَسْأَل اللهَ – عَــزَّ وَجَــلَّ – لِـعُـمُـومِ المسلمين العَافِيَة والاسْتِقْـرَار ، والاجتماع علىٰ الحَقِّ حُـكَّـامًـا وَمَحْكُـومِينَ ، لـتَـحْـمَـد اللهَ سبحانه علىٰ ما مَنَّ بِهِ علىٰ المملكة العربية السعودية من اجْتِمَاعِ كَـلِـمَتِهَا ، وَتَوَحُّدِ صَفِّهَا علىٰ كِـتَـابِ اللهِ عَــزَ وَجَــلَّ ، وَسُنَّةِ رسولِ اللهِ ﷺ ، في ظِـلِّ قِيَادَةٍ حَكِيمَةٍ ، لها بَيْعَتها الـشَّـرعِـيَّـة ،
*أَدَامَ اللهُ تَوْفِيقَهَا وَتَسْدِيدَهَا ، وَحَفِظَ اللهُ لَنَا هَـذِهِ النِّعمَة وَأَتَمَّهَا .*
وإنَّ المُحَافَظَةَ علىٰ الجَمَاعَةِ ؛ مِنْ أعْـظَـمِ أُصُولِ الإسلامِ ، وهو مِمَّا عظمت وَصِيَّة الله تعالىٰ به في كتابه العزيز ، وعَظَّم ذَمَّ مَن تركه ، إِذْ يقول جَـلَّ وَعَـلَا :﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ وقال سبحانه :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ وقال جَـلَّ ذِكْــرُهُ :﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَىٰ اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ .
وهذا الأَصْلُ الَّـذِي هُـوَ المحافظة علىٰ الجماعة ؛ مِمَّا عظمت وَصِيَّة النَّبِيِّ ﷺ به في مَوَاطِن عَـامَّـة وَخَـاصَّـة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام :« يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ »
رواه الترمذي .
قوله عليه الصلاة والسلام :« مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ؛ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ ،
وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ؛
مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً » رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام :« إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَّاتٌ وَهَنَّاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ ؛ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ ،
كَائِنًا مَنْ كَانَ » رواه مسلم .
وما عظمت الوَصِيَّة باجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْـدَةِ الصَّفِّ ؛ إلَّا لِمَا يَتَرَتَّبُ علىٰ ذلك من مَصَالِحَ كُـبْـرَىٰ ، وفي مقابل ذلك لِمَا يَتَرَتَّبُ علىٰ فَقْدِهَا من مَفَاسِدَ عُـظْـمَىٰ ، يعرفها العُقَلاء ، ولها شواهدها في القَدِيمِ والحَدِيثِ .
*ولقد أَنْـعَـمَ اللهُ علىٰ أهْـلِ هذه البِلَاد ؛ باجْتِمَاعِهِم حَوْلَ قَادَتِهِم علىٰ هَـدْي الـكِـتَـابِ والسُّنَّةِ ، لا يُفَرِّقُ بينهم ، أو يُشَتِّتُ أمرهم تَيَّارَات وَافِدَة ، أو أحْـزَاب لها منطلقاتها المُتَغَايِرَة ؛ امْتِثَالًا لقوله سبحانه :﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ .*
*وقد حَافَظَتِ المملكةُ علىٰ هذه الهَوِيَّة الإسلامية ، فَمَعَ تقدُّمِهَا وَتَطَوُّرِهَا ، وأخْذِهَا بالأسْبَابِ الدُّنْيَوِيَّةِ المُبَاحَةِ ، فإنَّهَا لَـمْ وَلَـنْ تَسْمَحَ – بِحَوْلِ اللهِ وَقُـدْرَتَـهِ – بِأَفْـكَـارٍ وَافِـدَةٍ من الـغَـربِ أو الـشَّـرقِ ؛ تَنْتَقِص من هَـذِهِ الهَوِيَّة ، أو تُـفَـرِّق هذه الجَمَاعَة .*
وإنَّ من نِـعَـمِ اللهِ عَــزَّ وَجَــلَّ علىٰ أهْـلِ هذه البلاد حُـكَّـامًـا ومحكومين ؛ أَنْ شَـرَّفَـهُـم بِخِدْمَةِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ – اللَّـذَيْـنِ وَلَـهُ الحَمْدُ والفَضْلُ سُبْحَانَهُ – يَنَالَانِ الـرِّعَـايَة التَّامَّة من حكومة المملكة العربية السعودية ؛ عَمَلًا بقوله سبحانه :﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىٰ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ .
وقد نَـالَتِ المملكةُ بهذه الخِدْمَةِ ، مَـزِيَّة خَـاصَّـة في العَالَمِ الإِسْلَامي ، فهي قِبْلَةُ المسلمين ، وبلاد الحرمين ،
والمسلمون يَؤُمُّونَهَا من كُـلِّ حَـدْبٍ وَصَوْبٍ ، في مَـوْسِـمِ الحَجِّ حُـجَّـاجًّـا ،
وعلىٰ مَـدَارِ الـعَـامِ عُــمَّـارًا وَزوَّارًا .
*وَهَيْئَةُ كِــبَــارِ الـعُـلَـمَـاءِ إذْ تَسْتَشْعِـر نِـعْـمَـة اجْـتِـمَـاعِ الـكَـلِـمَـة ، علىٰ هَـدْيٍ من الـكِـتَـابِ والسُّنَّةِ ، في ظِلِّ قِيَادَةٍ حَـكِـيمَـة ، فَـإِنَّهَا تَـدْعُـو الجميع إلىٰ بَـذْلِ كُـلِّ الأسْبَابِ الَّتِي تَـزِيـدُ من اللُّحْـمَـةِ ، وَتُوَثِّقُ الْأُلْـفَـةَ ، وَتُـحَـذِّر من كُـلِّ الأَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي إلىٰ ضِـدِّ ذلك ، وهي بهذه المناسبة ؛ تُـؤَكِّـدُ علىٰ وُجُـوبِ التَّنَاصُحِ والتَّفَاهُمِ والتَّعَاوُنِ علىٰ الــبِــرِّ وَالـتَّـقْـوَىٰ ، والتَّنَاهِي عن الإِثْـمِ والـعُـدْوَانِ ، وَتُـحَـذِّر من ضِـدِّ ذَلِكَ من الجَـوْرِ والـبَــغْـي ، وَغَـمْـطِ الـحَـقِّ .*
*كَـمَـا تُـحَـذِّر من الارتِبَاطَاتِ الـفِـكْـرِيَّةِ والـحِـزْبِـيَّـةِ المُـنْـحَـرِفَـةِ ، إِذِ الأُمَّة في هذه البلاد جَمَاعَة واحِـدَة ؛ مُتَمَسِّكَـة بِـمَـا عليه السَّلَف الصَّالِح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قَدِيمًا وَحَدِيثًا من لُـزُومِ الجَمَاعَةِ ، والمُنَاصَحَةِ الصَّادِقَةِ ، وَعَـدَمِ اخْتِلَاف العُيُوبِ وَإِشَـاعَـتِـهَـا ، مَـعَ الاعْـتِـرَافِ بِـعَـدَمِ الـكَـمَـالِ ، وَوُجُـودِ الخَطَأِ ، وأَهَـمِّـيَّـة الإصلَاحِ علىٰ كُـلِّ حَـالٍ وَفِي كُـلِّ وَقْتٍ .*
*وَإِنَّ الهَيْئَة إذْ تُـقَــرِّر مَـا للنَّصِيحَة مِـن مَـقَـامٍ عَـالٍ فِي الـدِّيـنِ ، حَيْثُ قَـالَ النَّبِيُّ ﷺ :« الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :« لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » رواه مسلم .*
*وَمَـعَ أَنَّـهُ مِـنْ آكَـدِ مَنْ يُـنَـاصَـح ؛ وَلِيّ الأَمْــرِ ، حَيْثُ قالَ عليه الصلاة والسلام : « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَىٰ لَكُمْ ثَلَاثًا : أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ » رواه الإمام أحمد .*
فَـإِنَّ الهَيْئَةَ تُـؤَكِّـدُ أنَّ لِلْإِصَلَاحِ والنَّصِيحَةِ ؛ أسلوبها الشَّرعِي ، الَّـذِي يَـجْـلِب المَصْلَحَةَ ، وَيَدرَأ المَفْسَدَة ، وليس بإصْـدَارِ بَـيَـانَـاتٍ فِيهَا تَـهْـوِيـل ، وَإِثَـارَة فِتَنٍ ، وأخذ التواقيع عليها ، لِـمُـخَـالَـفَـةِ ذلك مَـا أمَـرَ اللهُ عَــزَّ وَجَــلَّ به في قوله جَــلَّ وَعَــلَا :﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَىٰ الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ .
*وَبِـمَـا أنَّ المملكة العربية السعودية ؛ قَـائِـمَـة علىٰ الـكِـتَـابِ وَالسُّنَّةِ ، والبَيْعَةِ وَلُـزُومِ الجَمَاعَةِ والطَّاعَةِ ، فَإِنَّ الإصْلَاحَ والنَّصِيحَة فِيهَا ؛ لا تكون بالمُظَاهَرَات ، والوَسَائل والأسَالِيب ، الَّتِي تُـثيـرُ الفِتَن ، وَتُفَرِّق الجَمَاعَة ، وهذا مَا قَـرَّرَهُ علماء هذه البلاد ؛ قَـدِيـمًـا وحَـدِيـثًـا من تحريمها ، والتحذير منها .*
*وَالـهَـيْـئَـةُ إذْ تُـؤَكِّـدُ علىٰ حُـرمَـةِ المُظَاهَـرَات في هَـذِهِ الـبِـلَادِ ، فَـإِنَّ الْأُسْـلُـوبَ الـشَّـرعِـي الَّـذِي يُحَقِّـق المَصْلَحَة ، ولا يكون معه مَفْسَدَة ، هُـوَ : الـمُـنَـاصَحَة ، وهي الَّتِي سَنَّهَا النَّبِيُّ ﷺ ، وَسَـارَ عليها صَحَابَتُهُ الكرام ، وأتباعهم بِـإِحْسَانٍ .*
وَتُـؤَكِّـدُ الهيئة علىٰ أهمية اضطلاع الجِهَات الشرعية والرَّقَابِيَّة والتنفيذية ؛ بِوَاجِبِهَا كما قَضَتْ بذلك أنظمة الـدَّوْلَـة ، وتوجيهات وُلَاةِ أَمْـرِهَـا ، وَمُحَاسَبَة كُـلِّ مُـقَـصِّـرٍ .
*وَاللهَ تَعَالَىٰ نَسْأَلُ ؛ أن يَحْفَظَ بِـلَادَنَـا وَبِـلَادَ المسلمين من كُـلِّ سُـوءٍ وَمَـكْـرُوهٍ ، وأن يَجْمَعَ كَلِمَتَنَا علىٰ الـحَـقِّ ، وأن يُصْلِحَ ذَاتَ بَيْنِنَا ، وَيَـهْـدِيَـنَـا سُـبُـلَ السَّلَامِ ، وأن يُـرِيَـنَـا الحَـقَّ حَـقًّـا ، وَيَـرْزُقَـنَـا اتِّـبَـاعَـهُ ، وَيُـرِيَـنَـا الـبَـاطِـلَ بَـاطِـلًا ، وَيَـرْزُقَـنَـا اجْـتِـنَـابَـهُ ، وَأنْ يَـهْـدِيَ ضَـالَّ المُسْلِمِينَ ، وَهُـوَ المَسْؤُولُ سُبْحَانَهُ ؛ أنْ يُـوَفِّـقَ وُلَاةَ الأَمْــرِ لِـمَـا فِيهِ صَـلَاح الـعِـبَـادِ وَالـبِـلَادِ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ ،*
*وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْـمَـعِـيـنَ .*
_هَـيْـئَـةُ كِــبَــارِ الــعُــلَــمَــاءِ بِـالْـمَـمْـلَـكَـةِ الـعَـرَبِـيَّـةِ الـسّـعُـودِيَّةحَــرَسَـهَـا اللهُ سُـبْـحَـانَـه_ _المَصْدَرُ : مَـوْقِـِع الـرِّئَـاسَـةِ الـعَـامَّـةِ لِلْـبُـحُـوثِ الْــعِــلْــمِـــيَّــــةِ وَالْإِفْــتَــاءِالخميس ٢٣\ ذو الحِجَّةِ \١٤٣٨ هــ _
الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ علىٰ عَبْدِ اللهِ ورسوله الأَمِين ، وعلى آلِـهِ وصحبه أجمعين ، أمَّـا بَــعْــدُ :
فَلَقَدْ أخَـذَ اللهُ – عَــزَّ وَجَــلَّ – علىٰ العلماءِ العَهْدَ والمِيثَاقَ بِـالـبَـيَانِ ؛ قال سبحانه فِي كتابه الكريم :﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ .
وقال جَـلَّ وَعَـلَا :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ .
وَيَتَأَكَّـدُ البَيَانُ علىٰ العُلَمَاءِ فِي أوْقَـاتِ الفِتَنِ وَالأَزَمَاتِ ؛ إِذْ لا يَخْفَىٰ ما يَجْرِي في هَـذِهِ الأَيَّامِ ، مِنْ أحْـدَاثٍ واضطِّـرَابَاتٍ وَفِتَنٍ ، في أنحَاء مُتَفَرِّقَةٍ مِنَ العَالَمِ ، وإنَّ هيئة كبار العلماء إذ تَسْأَل اللهَ – عَــزَّ وَجَــلَّ – لِـعُـمُـومِ المسلمين العَافِيَة والاسْتِقْـرَار ، والاجتماع علىٰ الحَقِّ حُـكَّـامًـا وَمَحْكُـومِينَ ، لـتَـحْـمَـد اللهَ سبحانه علىٰ ما مَنَّ بِهِ علىٰ المملكة العربية السعودية من اجْتِمَاعِ كَـلِـمَتِهَا ، وَتَوَحُّدِ صَفِّهَا علىٰ كِـتَـابِ اللهِ عَــزَ وَجَــلَّ ، وَسُنَّةِ رسولِ اللهِ ﷺ ، في ظِـلِّ قِيَادَةٍ حَكِيمَةٍ ، لها بَيْعَتها الـشَّـرعِـيَّـة ،
*أَدَامَ اللهُ تَوْفِيقَهَا وَتَسْدِيدَهَا ، وَحَفِظَ اللهُ لَنَا هَـذِهِ النِّعمَة وَأَتَمَّهَا .*
وإنَّ المُحَافَظَةَ علىٰ الجَمَاعَةِ ؛ مِنْ أعْـظَـمِ أُصُولِ الإسلامِ ، وهو مِمَّا عظمت وَصِيَّة الله تعالىٰ به في كتابه العزيز ، وعَظَّم ذَمَّ مَن تركه ، إِذْ يقول جَـلَّ وَعَـلَا :﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ وقال سبحانه :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ وقال جَـلَّ ذِكْــرُهُ :﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَىٰ اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ .
وهذا الأَصْلُ الَّـذِي هُـوَ المحافظة علىٰ الجماعة ؛ مِمَّا عظمت وَصِيَّة النَّبِيِّ ﷺ به في مَوَاطِن عَـامَّـة وَخَـاصَّـة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام :« يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ »
رواه الترمذي .
قوله عليه الصلاة والسلام :« مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ؛ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ ،
وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ؛
مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً » رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام :« إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَّاتٌ وَهَنَّاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ ؛ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ ،
كَائِنًا مَنْ كَانَ » رواه مسلم .
وما عظمت الوَصِيَّة باجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْـدَةِ الصَّفِّ ؛ إلَّا لِمَا يَتَرَتَّبُ علىٰ ذلك من مَصَالِحَ كُـبْـرَىٰ ، وفي مقابل ذلك لِمَا يَتَرَتَّبُ علىٰ فَقْدِهَا من مَفَاسِدَ عُـظْـمَىٰ ، يعرفها العُقَلاء ، ولها شواهدها في القَدِيمِ والحَدِيثِ .
*ولقد أَنْـعَـمَ اللهُ علىٰ أهْـلِ هذه البِلَاد ؛ باجْتِمَاعِهِم حَوْلَ قَادَتِهِم علىٰ هَـدْي الـكِـتَـابِ والسُّنَّةِ ، لا يُفَرِّقُ بينهم ، أو يُشَتِّتُ أمرهم تَيَّارَات وَافِدَة ، أو أحْـزَاب لها منطلقاتها المُتَغَايِرَة ؛ امْتِثَالًا لقوله سبحانه :﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ .*
*وقد حَافَظَتِ المملكةُ علىٰ هذه الهَوِيَّة الإسلامية ، فَمَعَ تقدُّمِهَا وَتَطَوُّرِهَا ، وأخْذِهَا بالأسْبَابِ الدُّنْيَوِيَّةِ المُبَاحَةِ ، فإنَّهَا لَـمْ وَلَـنْ تَسْمَحَ – بِحَوْلِ اللهِ وَقُـدْرَتَـهِ – بِأَفْـكَـارٍ وَافِـدَةٍ من الـغَـربِ أو الـشَّـرقِ ؛ تَنْتَقِص من هَـذِهِ الهَوِيَّة ، أو تُـفَـرِّق هذه الجَمَاعَة .*
وإنَّ من نِـعَـمِ اللهِ عَــزَّ وَجَــلَّ علىٰ أهْـلِ هذه البلاد حُـكَّـامًـا ومحكومين ؛ أَنْ شَـرَّفَـهُـم بِخِدْمَةِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ – اللَّـذَيْـنِ وَلَـهُ الحَمْدُ والفَضْلُ سُبْحَانَهُ – يَنَالَانِ الـرِّعَـايَة التَّامَّة من حكومة المملكة العربية السعودية ؛ عَمَلًا بقوله سبحانه :﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىٰ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ .
وقد نَـالَتِ المملكةُ بهذه الخِدْمَةِ ، مَـزِيَّة خَـاصَّـة في العَالَمِ الإِسْلَامي ، فهي قِبْلَةُ المسلمين ، وبلاد الحرمين ،
والمسلمون يَؤُمُّونَهَا من كُـلِّ حَـدْبٍ وَصَوْبٍ ، في مَـوْسِـمِ الحَجِّ حُـجَّـاجًّـا ،
وعلىٰ مَـدَارِ الـعَـامِ عُــمَّـارًا وَزوَّارًا .
*وَهَيْئَةُ كِــبَــارِ الـعُـلَـمَـاءِ إذْ تَسْتَشْعِـر نِـعْـمَـة اجْـتِـمَـاعِ الـكَـلِـمَـة ، علىٰ هَـدْيٍ من الـكِـتَـابِ والسُّنَّةِ ، في ظِلِّ قِيَادَةٍ حَـكِـيمَـة ، فَـإِنَّهَا تَـدْعُـو الجميع إلىٰ بَـذْلِ كُـلِّ الأسْبَابِ الَّتِي تَـزِيـدُ من اللُّحْـمَـةِ ، وَتُوَثِّقُ الْأُلْـفَـةَ ، وَتُـحَـذِّر من كُـلِّ الأَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي إلىٰ ضِـدِّ ذلك ، وهي بهذه المناسبة ؛ تُـؤَكِّـدُ علىٰ وُجُـوبِ التَّنَاصُحِ والتَّفَاهُمِ والتَّعَاوُنِ علىٰ الــبِــرِّ وَالـتَّـقْـوَىٰ ، والتَّنَاهِي عن الإِثْـمِ والـعُـدْوَانِ ، وَتُـحَـذِّر من ضِـدِّ ذَلِكَ من الجَـوْرِ والـبَــغْـي ، وَغَـمْـطِ الـحَـقِّ .*
*كَـمَـا تُـحَـذِّر من الارتِبَاطَاتِ الـفِـكْـرِيَّةِ والـحِـزْبِـيَّـةِ المُـنْـحَـرِفَـةِ ، إِذِ الأُمَّة في هذه البلاد جَمَاعَة واحِـدَة ؛ مُتَمَسِّكَـة بِـمَـا عليه السَّلَف الصَّالِح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قَدِيمًا وَحَدِيثًا من لُـزُومِ الجَمَاعَةِ ، والمُنَاصَحَةِ الصَّادِقَةِ ، وَعَـدَمِ اخْتِلَاف العُيُوبِ وَإِشَـاعَـتِـهَـا ، مَـعَ الاعْـتِـرَافِ بِـعَـدَمِ الـكَـمَـالِ ، وَوُجُـودِ الخَطَأِ ، وأَهَـمِّـيَّـة الإصلَاحِ علىٰ كُـلِّ حَـالٍ وَفِي كُـلِّ وَقْتٍ .*
*وَإِنَّ الهَيْئَة إذْ تُـقَــرِّر مَـا للنَّصِيحَة مِـن مَـقَـامٍ عَـالٍ فِي الـدِّيـنِ ، حَيْثُ قَـالَ النَّبِيُّ ﷺ :« الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :« لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » رواه مسلم .*
*وَمَـعَ أَنَّـهُ مِـنْ آكَـدِ مَنْ يُـنَـاصَـح ؛ وَلِيّ الأَمْــرِ ، حَيْثُ قالَ عليه الصلاة والسلام : « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَىٰ لَكُمْ ثَلَاثًا : أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ » رواه الإمام أحمد .*
فَـإِنَّ الهَيْئَةَ تُـؤَكِّـدُ أنَّ لِلْإِصَلَاحِ والنَّصِيحَةِ ؛ أسلوبها الشَّرعِي ، الَّـذِي يَـجْـلِب المَصْلَحَةَ ، وَيَدرَأ المَفْسَدَة ، وليس بإصْـدَارِ بَـيَـانَـاتٍ فِيهَا تَـهْـوِيـل ، وَإِثَـارَة فِتَنٍ ، وأخذ التواقيع عليها ، لِـمُـخَـالَـفَـةِ ذلك مَـا أمَـرَ اللهُ عَــزَّ وَجَــلَّ به في قوله جَــلَّ وَعَــلَا :﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَىٰ الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ .
*وَبِـمَـا أنَّ المملكة العربية السعودية ؛ قَـائِـمَـة علىٰ الـكِـتَـابِ وَالسُّنَّةِ ، والبَيْعَةِ وَلُـزُومِ الجَمَاعَةِ والطَّاعَةِ ، فَإِنَّ الإصْلَاحَ والنَّصِيحَة فِيهَا ؛ لا تكون بالمُظَاهَرَات ، والوَسَائل والأسَالِيب ، الَّتِي تُـثيـرُ الفِتَن ، وَتُفَرِّق الجَمَاعَة ، وهذا مَا قَـرَّرَهُ علماء هذه البلاد ؛ قَـدِيـمًـا وحَـدِيـثًـا من تحريمها ، والتحذير منها .*
*وَالـهَـيْـئَـةُ إذْ تُـؤَكِّـدُ علىٰ حُـرمَـةِ المُظَاهَـرَات في هَـذِهِ الـبِـلَادِ ، فَـإِنَّ الْأُسْـلُـوبَ الـشَّـرعِـي الَّـذِي يُحَقِّـق المَصْلَحَة ، ولا يكون معه مَفْسَدَة ، هُـوَ : الـمُـنَـاصَحَة ، وهي الَّتِي سَنَّهَا النَّبِيُّ ﷺ ، وَسَـارَ عليها صَحَابَتُهُ الكرام ، وأتباعهم بِـإِحْسَانٍ .*
وَتُـؤَكِّـدُ الهيئة علىٰ أهمية اضطلاع الجِهَات الشرعية والرَّقَابِيَّة والتنفيذية ؛ بِوَاجِبِهَا كما قَضَتْ بذلك أنظمة الـدَّوْلَـة ، وتوجيهات وُلَاةِ أَمْـرِهَـا ، وَمُحَاسَبَة كُـلِّ مُـقَـصِّـرٍ .
*وَاللهَ تَعَالَىٰ نَسْأَلُ ؛ أن يَحْفَظَ بِـلَادَنَـا وَبِـلَادَ المسلمين من كُـلِّ سُـوءٍ وَمَـكْـرُوهٍ ، وأن يَجْمَعَ كَلِمَتَنَا علىٰ الـحَـقِّ ، وأن يُصْلِحَ ذَاتَ بَيْنِنَا ، وَيَـهْـدِيَـنَـا سُـبُـلَ السَّلَامِ ، وأن يُـرِيَـنَـا الحَـقَّ حَـقًّـا ، وَيَـرْزُقَـنَـا اتِّـبَـاعَـهُ ، وَيُـرِيَـنَـا الـبَـاطِـلَ بَـاطِـلًا ، وَيَـرْزُقَـنَـا اجْـتِـنَـابَـهُ ، وَأنْ يَـهْـدِيَ ضَـالَّ المُسْلِمِينَ ، وَهُـوَ المَسْؤُولُ سُبْحَانَهُ ؛ أنْ يُـوَفِّـقَ وُلَاةَ الأَمْــرِ لِـمَـا فِيهِ صَـلَاح الـعِـبَـادِ وَالـبِـلَادِ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ ،*
*وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْـمَـعِـيـنَ .*
_هَـيْـئَـةُ كِــبَــارِ الــعُــلَــمَــاءِ بِـالْـمَـمْـلَـكَـةِ الـعَـرَبِـيَّـةِ الـسّـعُـودِيَّةحَــرَسَـهَـا اللهُ سُـبْـحَـانَـه_ _المَصْدَرُ : مَـوْقِـِع الـرِّئَـاسَـةِ الـعَـامَّـةِ لِلْـبُـحُـوثِ الْــعِــلْــمِـــيَّــــةِ وَالْإِفْــتَــاءِالخميس ٢٣\ ذو الحِجَّةِ \١٤٣٨ هــ _