تسارعت أحداث الحرب على جبهة تعز بوسط اليمن، باتجاه استعادة المحافظة من أيدي ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد أن مثّلت تلك المنطقة على مدار حوالي سنة عقدة مستعصية على السلطات الشرعية والمقاومة اليمنية، في ظل التشبث الكبير لقوى الانقلاب بمواقعها في المحافظة نظرا لطابعها الاستراتيجي حيث تشرف على مضيق باب المندب على مدخل البحر الأحمر.
*
ووصف خبراء الشؤون العسكرية وضع ميليشيات جماعة الحوثي والرئيس السابق على عبدالله صالح في تعز بالانهيار، ما يفسّر التقدم السريع في سيطرة قوى الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
*وتجلّى ذلك التقدم مجدّدا، الجمعة، في استعادة المقاومة الشعبية والجيش الوطني معسكر اللواء 35 مدرع في مدينة تعز مع اشتداد المعارك لفك الحصار عن المدينة التي عانى سكانها أوضاعا بالغة الصعوبة، في ظل سيطرة الميليشيات على مداخلها ومنعهم وصول الإمدادات من أغذية وأدوية وغيرها إلى السكان المحاصرين.
*وكان الحوثيون سيطروا على هذا المعسكر، منتصف العام الماضي. وأشارت المقاومة في بيان إلى أنها والجيش الوطني تقدّما في الجهة الجنوبية الغربية لتعز، حيث وصلا إلى قرب حدائق الضباب، فيما تزحف وحدات أخرى من اتجاه وادي الضباب، في سبيل التحام الجبهتين، وفك الحصار بشكل كامل عن هذه الجهة.
وكان الطرفان سيطرا، في وقت سابق، الجمعة، على أحياء بيرباشا وجامعة تعز ونادي الصقر غربي المدينة، بعد معارك عنيفة تكبّدت الميليشيات خلالها خسائر جسيمة ما اضطرّها للتراجع والانسحاب. ومن شأن استعادة تعز أن توجّه ضربة كبيرة لقوى الانقلاب حيث ستوسّع من دائرة سيطرة قوى الشرعية في وسط البلاد وجنوبها، واتخاذ المناطق المحرّرة منطلقا لاستعادة باقي مناطق البلاد لا سيما العاصمة صنعاء. وتؤكّد مصادر يمنية متعدّدة أن معنويات ميليشيا الحوثي وقوات صالح في حالة انهيار شديد بفعل التقهقر في تعز، فضلا عن تقدم قوات الشرعية في مناطق أخرى أهمها محافظة الجوف بشمال البلاد، والتخوم الشرقية للعاصمة. وبحسب مراقبين، فإن انهيارات جماعة الحوثي تفسّر انصياعهم للتهدئة مع المملكة العربية السعودية ومحاولتهم فتح قنوات اتصال معها لإيجاد مخرج سلمي لهم.