المصدر -
بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عمر السيف, ومدير عام الجمعية الدكتور نايف خلف, ومدير فرع الجمعية بالرياض بندر الجريان وعدد من المثقفين والإعلاميين, انطلق مساء يوم الأربعاء الماضي نشاط الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض في عامه الخامس هذا العام بورقة عنوانها "صفحات مطوية من حياة الشاعر حمد الحجي" قدمها الشاعر والباحث سعد الغريبي وبإدارة الدكتور سعد البازعي و قد بدأت بالتعريف بالشاعر منذ ولادته عام 1357 في بلدة مرات من إقليم الوشم وكيف عاش بعد وفاة والدته وهو ابن التاسعة ثم فقد أخوين له ثم فقد والده لينتقل للعيش تحت كنف شقيقته, ومراحل تعليمه التي بدأها بالتحاقه بالكتاتيب قبل افتتاح المدرسة الابتدائية بمرات التي التحق بها وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1372ـ 1373, لينتقل بعدها للعيش في الرياض ويدرس في المعهد العلمي إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم التحاقه بكلية الشريعة والتي درس بها سنتين لينتقل إلى كلية اللغة العربية بناء على رغبته وميوله ولإصابته بمرض الفصام لم يكمل تعليمة, فبدأ مرحلة جديدة من حياته وهي مرحلة العلاج حيث سافر إلى لبنان والكويت وبريطانيا ومصر ثم عاد ليدخل مستشفى الأمراض النفسية بالطائف ثم استقر به المقام في دار الرعاية الاجتماعية بالرياض حيث توفي عام 1409هـ .
وبين الباحث الغريبي أن الشاعر الحجي كان في طفولته سويا متفوقاً في دراسته ولم يؤثر الفقر واليتم فيه كثيراً حيث بدأ شبابه في الكليتين اجتماعياً محباً لوطنه ومكباً على القراءة والتفكير واستفاد كثيرا من التقنيات التي ظهرت في تلك الفترة مثل كثرة المدارس وانتشار الصحف والمجلات ودخول المذياع للبيوت حيث بدأ في نشر ما ينظم من قصائد وما يكتب من مقالات في الصحف المحلية والعربية.
وبين الباحث سعد الغريبي في محاضرته أن الشاعر حمد الحجي فقد الكثير من قصائده وذلك لأسباب عدة منها إنه كان شاعراً مطبوعاً سريع الانتشار، حالته النفسية ومزاجه, لم يستقر في مكان واحد فقد قضى عمره متنقلاً بين المصحات, الشاعر نفسه اتلف بعض ما لديه من شعر, عدم احتفاء أسرته به كشاعر أو عدم رغبتهم في الاحتفاظ بأشعاره المتشائمة, رغم إن لم يتناول في قصائده ما يدعو لذلك حيث كان يتناول التأمل المشوب بالتشاؤم وحب الوطنية والغزل ووصف الطبيعة والعاطفة الدينية.
أما عن مكانته الشعرية فأوضح الغريبي أن بداية الحجي كانت ضعيفة وخاصة قصائد المناسبات، ولكنه مع قراءته وتمرسه في النظم والإلقاء في الجامعة بدأ شعره يتخذ طابع القوة والجزالة ولا سيما بعد أن أودت به كثرة القراءة والغربة عن المجتمع إلى شعر التأمل, وكان هناك تفاوت واضح في شعره بين قصائد التأمل وقصائده الأخرى فقد برع في الشعر التأملي بصورة ملفته يستحق معها أن يكون في مقدمة شعراء هذا المجال في الوطن العربي فقد كان متأثرا بالمعري وأبي القاسم الشابي قديماً وفهد العسكر حديثاً.
كما تناول الباحث بعض المؤلفات التي تناولت شعره مثل (شعراء نجد المعاصرين) للأديب عبد الله بن إدريس 1960, (الشاعر حمد الحجي) للدكتور عبد الله بن محمد بن حسين 1981, (عذب السنين) ديوان الشاعر والذي جمعه محمد بن أحمد الشدي بعد وفاته سنة 1989, (حمد الحجي شاعر الألم) للدكتور خالد بن عبد العزيز الدخيل عام 2017.
وأختتم الباحث محاضرته بعدد من التوصيات أهمها:
الاجتهاد في جمع ما غاب من أخباره وأشعاره عن طريق أسرته وأصدقائه الذين ما زالوا على قيد الحياة. وإعادة طباعة ديوانه سواء وجدت إضافات له أم لم توجد في طبعة حديثة مضبوطة بالشكل ومخرجة إخراجاً يليق بالشاعر.
التعليقات:
وتعليقا على الورقة قال الدكتور سعد البازعي لا شك أن الحديث تضمن الكثير من النقاط التي يمكن التوقف عندها، وأن المعلومات حول الشاعر كثيرة وكأن الباحث تحدث عن مرحلة بأكملها لا سيما وقد تعرض شعر الحجي إلى تلك الأحداث الكبيرة في تاريخ تنمية هذا البلد كافتتاح جامعة الملك سعود، أو المطبعة لكن حتى الآراء المذكورة تؤكد الحاجة للمزيد من النظر النقدي في شعر حمد الحجي وربما لكونه صوتا منفردا في تلك المرحلة أو غيرها سبب في ذلك.
وكانت من مداخلة الدكتور صالح الغامدي أنه أشاد بأن الباحث انطلق من النصوص بعكس غيره ممن درسوا الحجي ولكن كان يجب أن يخرج أيضا للخارج وضرب المثال بنصوص الحب من شعره.
الأستاذ سعود اليوسف أشار لأهمية إعادة النظر في إنتاج كل شاعر وما قيل عنه، وأن ديوان الحجي ضمن بيتا لمجنون ليلى فكيف تضمنه على أنه بيت له؟ وأن النقاد تأثروا بحالة الشاعر وتعاطفوا معه، ولو أخضعناه لميزان النقد الحديث لما وجدنا تلك الشعرية التي يمكن أن نباهي بها.
وكان من مداخلة الدكتور محمد الهدلق أنه بين اهتمامه بالشاعر لأسباب منها أن شعره يأسر قارئه وأنه جاء بحثا عن الصفحات المطوية من حياته وتساءل ألم تكن هناك حادثة هي التي ساهمت في هذا الاعتلال؟
وقد رحب الدكتور عمر السيف بالحضور النوعي لأسماء مميزة جدا أسعده حضورها شاكرا لما قدم وللحضور والتفاعل معتبرا أن حمد الحجي وجبة دسمة للباحثين ولذلك لا يزال ينتظر المزيد من الدراسة والبحث متمنيا أن تضطلع أقسام اللغة والأدب مع أقسام الطب النفسي لدراسة ظاهرة مثل ظاهرة حمد الحجي.
وبين الباحث الغريبي أن الشاعر الحجي كان في طفولته سويا متفوقاً في دراسته ولم يؤثر الفقر واليتم فيه كثيراً حيث بدأ شبابه في الكليتين اجتماعياً محباً لوطنه ومكباً على القراءة والتفكير واستفاد كثيرا من التقنيات التي ظهرت في تلك الفترة مثل كثرة المدارس وانتشار الصحف والمجلات ودخول المذياع للبيوت حيث بدأ في نشر ما ينظم من قصائد وما يكتب من مقالات في الصحف المحلية والعربية.
وبين الباحث سعد الغريبي في محاضرته أن الشاعر حمد الحجي فقد الكثير من قصائده وذلك لأسباب عدة منها إنه كان شاعراً مطبوعاً سريع الانتشار، حالته النفسية ومزاجه, لم يستقر في مكان واحد فقد قضى عمره متنقلاً بين المصحات, الشاعر نفسه اتلف بعض ما لديه من شعر, عدم احتفاء أسرته به كشاعر أو عدم رغبتهم في الاحتفاظ بأشعاره المتشائمة, رغم إن لم يتناول في قصائده ما يدعو لذلك حيث كان يتناول التأمل المشوب بالتشاؤم وحب الوطنية والغزل ووصف الطبيعة والعاطفة الدينية.
أما عن مكانته الشعرية فأوضح الغريبي أن بداية الحجي كانت ضعيفة وخاصة قصائد المناسبات، ولكنه مع قراءته وتمرسه في النظم والإلقاء في الجامعة بدأ شعره يتخذ طابع القوة والجزالة ولا سيما بعد أن أودت به كثرة القراءة والغربة عن المجتمع إلى شعر التأمل, وكان هناك تفاوت واضح في شعره بين قصائد التأمل وقصائده الأخرى فقد برع في الشعر التأملي بصورة ملفته يستحق معها أن يكون في مقدمة شعراء هذا المجال في الوطن العربي فقد كان متأثرا بالمعري وأبي القاسم الشابي قديماً وفهد العسكر حديثاً.
كما تناول الباحث بعض المؤلفات التي تناولت شعره مثل (شعراء نجد المعاصرين) للأديب عبد الله بن إدريس 1960, (الشاعر حمد الحجي) للدكتور عبد الله بن محمد بن حسين 1981, (عذب السنين) ديوان الشاعر والذي جمعه محمد بن أحمد الشدي بعد وفاته سنة 1989, (حمد الحجي شاعر الألم) للدكتور خالد بن عبد العزيز الدخيل عام 2017.
وأختتم الباحث محاضرته بعدد من التوصيات أهمها:
الاجتهاد في جمع ما غاب من أخباره وأشعاره عن طريق أسرته وأصدقائه الذين ما زالوا على قيد الحياة. وإعادة طباعة ديوانه سواء وجدت إضافات له أم لم توجد في طبعة حديثة مضبوطة بالشكل ومخرجة إخراجاً يليق بالشاعر.
التعليقات:
وتعليقا على الورقة قال الدكتور سعد البازعي لا شك أن الحديث تضمن الكثير من النقاط التي يمكن التوقف عندها، وأن المعلومات حول الشاعر كثيرة وكأن الباحث تحدث عن مرحلة بأكملها لا سيما وقد تعرض شعر الحجي إلى تلك الأحداث الكبيرة في تاريخ تنمية هذا البلد كافتتاح جامعة الملك سعود، أو المطبعة لكن حتى الآراء المذكورة تؤكد الحاجة للمزيد من النظر النقدي في شعر حمد الحجي وربما لكونه صوتا منفردا في تلك المرحلة أو غيرها سبب في ذلك.
وكانت من مداخلة الدكتور صالح الغامدي أنه أشاد بأن الباحث انطلق من النصوص بعكس غيره ممن درسوا الحجي ولكن كان يجب أن يخرج أيضا للخارج وضرب المثال بنصوص الحب من شعره.
الأستاذ سعود اليوسف أشار لأهمية إعادة النظر في إنتاج كل شاعر وما قيل عنه، وأن ديوان الحجي ضمن بيتا لمجنون ليلى فكيف تضمنه على أنه بيت له؟ وأن النقاد تأثروا بحالة الشاعر وتعاطفوا معه، ولو أخضعناه لميزان النقد الحديث لما وجدنا تلك الشعرية التي يمكن أن نباهي بها.
وكان من مداخلة الدكتور محمد الهدلق أنه بين اهتمامه بالشاعر لأسباب منها أن شعره يأسر قارئه وأنه جاء بحثا عن الصفحات المطوية من حياته وتساءل ألم تكن هناك حادثة هي التي ساهمت في هذا الاعتلال؟
وقد رحب الدكتور عمر السيف بالحضور النوعي لأسماء مميزة جدا أسعده حضورها شاكرا لما قدم وللحضور والتفاعل معتبرا أن حمد الحجي وجبة دسمة للباحثين ولذلك لا يزال ينتظر المزيد من الدراسة والبحث متمنيا أن تضطلع أقسام اللغة والأدب مع أقسام الطب النفسي لدراسة ظاهرة مثل ظاهرة حمد الحجي.