المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
حمدان المالكي
بواسطة : حمدان المالكي 01-09-2017 04:46 مساءً 8.8K
المصدر -  أدى جموع المسلمين صلاة عيد الأضحى المبارك بجنبات المسجد الحرام وسطحه وساحاته وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لحجاج بيت الله الحرام والتي استعدت لها من الصباح الباكر لتأمين أفضل الخدمات كي يؤدوا عبادتهم بكل يسر وسهولة في أجواء تملؤها الروحانية والطاعة والأمن والأمان , واستمع حجاج بيت الله إلى خطبة العيد التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي التي استهلها بالحمد والثناء على الله عز وجل وشكره على ما منَّ على المسلمين من منن عظيمة وقال:
الحمدلله الذي بِنعمته تتم الصالحات ، وبعفوه تغفر الذنوب والسيئات، وبكرمه تقبل العطايا والقربات، الحمدلله الذي أماتا وأحيا ، ومنع وأعطى ، وأرشد وهدى ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾
وأوصى فضيلته بتقوى الله تعالى حق التّقوى ، وحفظ أوامره ، وتعظّيم حرماته وشعائره ، (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )).
وأضاف فضيلته أيها المؤمنون : العِيد شعيرة عظيمة من شعائر اللهِ ، نلهج فيه بذكره وشكره ، ونظهر الفرح بنعمته ، إنه تعاطف ومحبَة ، وتواد ورحمة ، ونفوس متسامحة , وأيدي مبسوطَة ، ورحم موصولة.
وبيّن فضيلته أن كل العبادات ، من صلاة وصيام وزكاة ، مدارها على التوحيد ، ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )).
وإن أعظم الشرور والبلايا، التي أصابت أمةَ محمد صلى الله عليه وسلم، إنما كانت بسبب ضعف التوحيد في النفوسوانتشار البدع والضلالات في المجتمعات، وصرف العبادة لغير الله، واتخاذ الوسطاء والشفعاء، والإحداث في الدين بما ليس منه، (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ))، وفي الصحيحين من حديث الصديقة رضي الله عنها وأرضاها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )).
وأوضح فضيلته أن الإسلام هو دين السلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم نبي السلام ، والله جل جلاله وتقدست أسماؤه هو السلام، ويدعو إلى دار السلام. (( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )).
لذلك حرص صلى الله عليه وسلم طيلة حياته، على ترسيخ هذا المبدأ العظيم في قلوب أمته، لأن فيه وحدتهم وتآلفهم، وعزهم وقوتهم..
وذكر فضيلته أمة الإسلام: ها هم ضيوف الرحمن، في مشهد مهيب، تضيء بهم المشاعر المقدسة، فمنهم من يرمي جمرة العقبة، ومنهم من يحلق أو يقصر رأسه، ومنهم من يذبح هديه، في يسر وسهولة واطمئنان، وأمن وأمان، وذلك بفضل الله تبارك وتعالى أولا وآخرا، ثم بجهود هذه الدولة المباركة، المملكة العربية السعودية، التي جعلت من أهم أولوياتها، خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ليكون البيت المعظم، كما أراد الله تعالى، مثابة للناس وأمنا، فمن منبَر الكعبة المُشرَّفة، وفي يوم النحر والجمعة، أحب أيام الله إلى الله، نرفع أكفنا بدعوات لكل من عمل في خدمة ضيوف الرحمن، ولرجال أمنِنا المرابطين على ثغورنا، ولمن هم في داخل بلادنا، جزاكم الله عن حجاج بيته خير الجزاء، ونسأل الله تعالى أن يُلحِقَكم ثوابَ كل من أدى مناسِك الحج والعُمرة، وكل من قصد مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، فعملُكم بإذن الله مأجور، وسعيُكم مشكور، (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ )).
واختتم فضيلته خطبته قائلاً: حُجَّاج بيت الله الحرام: اشكُرُوا اللهَ تعالى على ما هيَّأ لكم ويسَّر ،من أداء هذا الركن المعظم، بأمنٍ وطُمأنينةٍ وسلامٍ، واحرِصُوا على أداء ما تبقَّى من مناسِك حجِّكم، كما شرَعَ لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، واستشعِرُوا ما أنتُم فيه من عبادة، والتزَمُوا بالوقار والسَّكينةَ، وسدِّدُوا وقارِبُوا، وأبشِروا وأمِّلُوا؛ فإن ربّكم رحيم كريم، جعلَ الله حجَّكم مبرورًا، وسعيَكم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا.