ندوة حوارية حول الاوضاع الراهنة وأهم المستجدات الدولية وأخرها (الأزمة العربية مع قطر ) لسمو السفير وسعادة سفيري دولة الامارات وجمهورية مصر الشقيقتين في جمعية الشؤون الدولية في الاردن*
عقدت جمعية الشؤون الدولية، مساء الأمس الثلاثاء، لقاءً حواريا جمع سفراء كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات لدى الأردن مع أعضاء الجمعية، للحديث عن عدد من القضايا ولا سيما الأزمة العربية والمقاطعة لقطر.
حيث قال سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن فيصل بن تركي ال سعود ، إن أزمة قطر ليست أزمة خليجية لكنها أزمة عربية قطرية، مستبعدًا اللجوء إلى الحل العسكري في حل الأزمة.
وأكد أن سياسة المملكة ليست ضد سيادة الدول وتنتهج نهجًا بعدم التدخل في شؤون الآخرين، مشيرًا إلى أن الصبر على قطر تجاوز 21 عامًا.
وأضاف سمو السفير بأنا "جلسنا مع القطريين وهمسنا في أذنهم حتى لا يسمع البقية وجلسنا في الغرف المغلقة كي لا نحرجهم والآن صرخنا بصوت مدوٍ" لتجاوزهم الكبير في الاساءه والأذى ، مشيرًا إلى توجيه قطر عدد من وسائل الإعلام للإساءة ونشر الفوضى.
وأشار إلى أن هنالك دور قطري ليبي أبان حكم القذافي تم الحديث عنه في محكمة أمريكية في مخطط اغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، منوهًا إلى أن هذه ليست اتهامات نحن نوجهها لكنها تحقيقات في المحكمة.
وحول علاقات المملكة مع الأردن، قال إن الأردن بلد استراتيجي بالنسبة للسعودية، مشيرًا إلى مجلس التنسيق السعودي الأردني والشركة السعودية الأردنية التي يبلغ رأسمالها 3 مليارات كمؤشرين على الرغبة بتقوية العلاقات بين البلدين.
كما أشاد سموه بالعقول والكوادر الأردنية البشرية التي أثبتت كفاءتها في مجالات العمل جميعها، معتبرًا أنها أكبر استثمارات الأردن.
من جهته، أعرب السفير الإماراتي بلال ربيع البدور عن أمله أن يقف المتلقي بعين البصيرة أمام الأزمة مع قطر، ووعي وإنصاف وخاصة المثقفون وأصحاب الأقلام الذين عليهم أن يظهروا الصورة الحقيقية، مشددًا أيضًا على أن القضية ليست قضية خليجية بل هي قضية عربية وعلينا أن ننظر إليها من هذا الباب.
وقال السفير الإماراتي إن بلاده قدمت نموذجًا عربيًا داخليًا في التنمية والتطوير أسعد الأمة العربية، لأنه يساهم في نجاح التجربة العربية، مشيرًا إلى أن الأمة بحاجة إلى مشروع نهضوي حضاري يستعاد به مجدها وعلى كل جزء في الوطن العربي أن يقوم بدوره لإعادة تلك الأمجاد.
بدوره، شدد السفير المصري الدكتور طارق عادل على أن موقف الأردن كان واضحًا منذ بداية أزمة قطر، وهو موقف نقدره ونثمنه عاليًا منذ اليوم الأول، لذلك كانت قرارات الأردن بتخفيض التمثيل الدبلوماسي وإغلاق مكتب قناة الجزيرة صائبة وتنم عن وعي لمجريات الأمور والحقائق.
وأشار إلى أهمية وضع الأزمة العربية مع قطر في إطارها السليم لمعرفة أسبابها ومعالجتها، مبينًا أن الأزمة ليست حديثة ولكنها ظهرت في العلن منذ اتفاق الرياض 2013 والمطلوب أن تنفذ قطر الطلبات والالتزامات التي قطعتها في هذا الاتفاق.
واعتبر أن الحوار والنقاش والتشاور مراوغة ومماطلة وتفتح الباب للتنصل من الاستحقاقات المطلوبة من قطر منذ عام 2013، محذرًا من أن الحوار والنقاش من شأنه إطالة أمد الأزمة ويجعل البحث يجري عن إدارتها لا حلها.
وأكد بأن علاقات مصر والأردن علاقات ممتازة ومتميزة وخاصة ونموذجية في العلاقات العربية، ومما يعزز هذه العلاقات الجالية المصرية التي أسهمت بدرجات متفاوتة بالتقدم والتنمية التي يشهدها الأردن.
وفي ختام اللقاء، دار حوار موسع أجاب خلاله السفراء على مداخلات وأسئلة وتعقيبات الحضور.