المصدر -
نجحت دولة قطر بمشاركة إيران في رعاية اتفاق وصفته الدوحة بـ «الإنساني» بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام أمس الأربعاء، يهدف إلى إنهاء الحصار عن 4 قرى سورية. في 5 أبريل الجاري، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، إن اتفاق رفع الحصار عن القرى السورية يعتبر «إنسانياً صرفاً» لا علاقة له بالمفاوضات ولا بالمسار السياسي في جنيف أو أستانة وأن قطر تلعب في الاتفاق «دور المُيسر»، حسب تصريحاته لقناة «الجزيرة».
وصف سعادته الوضع في كفريا والفوعة ومضايا والزبداني بالمأساوي، محملاً النظام السوري المسؤولية؛ لاتباعه سياسات التجويع والحصار، وأكد رفض قطر لأي تغيير ديمغرافي في سوريا.
ونُفذت المرحلة الأولى من الاتفاق أمس بعملية تبادل عدد من المخطوفين بين المعارضة والنظام، وفق ما أكدت مصادر من الجانبين.
وتوصل الطرفان إلى اتفاق الشهر الماضي ينص -وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان- على إجلاء الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المعارضة في إدلب (شمال غرب)، ومن مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.
ومن المفترض بدء عملية إجلاء السكان فجر اليوم الخميس. وقال مصور لوكالة «فرانس برس» في مدينة حلب إن 12 مخطوفاً بينهم تسعة مصابين من بلدتي الفوعة وكفريا بالإضافة إلى جثث ثمانية قتلى وصلوا أمس الأربعاء إلى أحد مستشفيات حلب بعدما أفرجت عنهم الفصائل المقاتلة في إدلب. وأشار مصدر من المعارضة لوكالة «فرانس برس» إلى إتمام «عملية تبادل أسرى» تم بموجبها «فك أسر» 19 شخصاً بينهم مقاتلون كانوا محتجزين من قِبل مقاتلين موالين لقوات النظام في الفوعة وكفريا، مقابل إخراج «12 معتقلاً» كانوا أسرى لديهم.
محادثات جديدة
وفي مجلس الأمن، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس الأربعاء كلاً من الولايات المتحدة وروسيا إلى الاتفاق على سبيلٍ لإنهاء الحرب في سوريا، وتمهيد الطريق لإجراء «مفاوضات حقيقية».
وقال دي ميستورا أمام المجلس إنه مستعد لإجراء جولة سادسة في جنيف من المحادثات في مايو، إلا أنه أكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن.
وجاءت دعوته فيما أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في موسكو محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والتقى بعدها الرئيس فلاديمير بوتن عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته واشنطن على سوريا بعد اتهامها دمشق بشن هجوم كيميائي على خان شيخون.
مواصلة التعاون
وقال لافروف أمس بعد محادثات مع تيلرسون إن بعض التقدم تحقق بشأن سوريا، وإنه سيجري تشكيل مجموعة عمل لدراسة الحالة المتردية للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأبلغ لافروف مؤتمراً صحافياً أن الرئيس بوتن قال إن موسكو على استعداد لاستئناف الاتفاق الأميركي الروسي للسلامة الجوية فوق سوريا بعد أن جرى تعليقه في أعقاب الهجوم الصاروخي الأميركي على سوريا الأسبوع الماضي.
وأضاف أن موسكو وواشنطن اتفقتا أيضاً على مواصلة التعاون لمحاولة إيجاد حل سياسي في سوريا.
وصرح لافروف «رغم كَمّ المشاكل الحالية.. هناك إمكانات كبيرة للعمل المشترك»، مؤكداً أن «روسيا منفتحة على ذلك ومنفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وليس فقط الحوار بل العمل المشترك الهادف إلى تحقيق نتائج في المجالات التي تخدم مصالح البلدين».