المصدر - أ ف ب
شعر حسن يوسف بالدوار وبدأ يفقد التركيز شيئا فشيئا الى ان غاب تماما عن الوعي ليصحو ويجد نفسه مشلولا. لكنه رغم ذلك نجا بحياته بفضل سرعة بديهته التي اخذته الى سطح احد الابنية بعد هجوم "الغازات السامة" على خان شيخون.
ويروي يوسف (40 عاما) من على سرير احد المستشفيات التي نقل اليها مصابون في مدينة ادلب (65 كلم شمال خان شيخون)، قصته من دون ان يتمكن من تحريك سوى يديه.
ويقول الرجل الاسمر بشارب اسود وذقن خفيفة "سمعت من التلفزيونات ومن الناس انه حين يكون هناك ضربة كيميائية لا يجب ان ينزل احد الى الملجأ بل يجب الصعود بقدر الامكان الى الاعلى، لان المواد الكيميائية تبقى على الارض".
وتبدو اثار الحروق واضحة على رجليه حين يرفع شقيق زوجته غطاء ابيض عنهما، وقد بدا لون الحروق احمر داكنا اقرب الى السواد.
ويتذكر حسن ما حصل صباح الثلاثاء الذي يصفه البعض بـ"الثلاثاء الاسود"، اذ بلغت حصيلة القتلى في خان شيخون 86 شخصا، بينهم 30 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كان حسن في منزله حوالى السابعة صباحا، وخرج راكضا للاطمئنان على عائلة اخيه. ويقول "قبل ان اصل اليهم وجدت الناس ممددين في الشارع".
حاول أن يساعد المصابين. ويتذكر "رفعت شخصين، واثناء مساعدتي للثالث، شعرت بدوار".
ظنّ حسن في البداية ان ما حصل غارة جوية اعتادت عليها محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة فصائل اسلامية وجهادية وتشكل هدفا للطائرات الحربية السورية والروسية. كما يستهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قادة جهاديين فيها.
ولكنه عندما بدأ يشعر بالدوار وشاهد شخصين يقعان امامه، عرف ان هناك "مواد كيميائية" حوله.
ويروي "ركضت نحو مبنى قريب من ثلاثة طوابق *صعدت اربع او خمس درجات ثم بدأت بالزحف على يدي ورجلي الى ان وصلت الى السطح".
ويضيف "حين وصلت الى السطح، لم اكن اشعر باي شيء، اصحو وافقد الوعي مرارا".
وبدأ جسده يرتجف وينتفض ارضا.
مرّت على حسن ساعات طويلة وحده على سطح المبنى.
ويقول "حين صحوت أخيرا، وانا اشعر بشلل تام لم اكن قادرا سوى على تحريك يدي. زحفت الى الحائط ورميت حجرا على الشارع وبدأت بالصراخ".
استيقظ حسن بعدها وحوله اشخاص يحاولون اسعافه، ليسمع احدهم يقول "مرّت على الضربة سبع او ثماني ساعات، أين كان هذا الرجل؟ لم لم ينزله أحد"، فاجاب آخر "لم يره احد".
بعد مرور يومين، لا يزال حسن غير قادر على تحريك رجليه. ينام في المستشفى بانتظار ان يجري الاطباء عملية جراحية.
ويضيف "قال لي الطبيب ان لدي مشكلة اعصاب في رجلي واحتاج الى عملية جراحية". بالاضافة الى ذلك، "لدي اوجاع في حلقي، اشعر بنشاف طوال الوقت، لا اقوى حتى على ابتلاع المياه".
خلف مكتبه في المستشفى في ادلب، يشرح الطبيب حسين ياسين ان المصابين الذين يتلقون العلاج لا يزالون يشعرون "بوخزة في الحلق مع حرقة في العينين".
وبات لدى الاطباء خبرة في التعامل مع حالات مماثلة، بحسب ياسين.
ويتذكر الطبيب انه قبل اسبوعين "كان هناك ضربة في اللطامنة وتعاملنا معها بشكل فعال نتيجة مطالعتنا وقراءتنا واتصالنا ببعض المراكز التدريبية".
وكان قصف جوي استهدف نهاية الشهر الماضي منطقة اللطامنة في ريف حماة الشمالي واسفر عن اصابة "حوالى 50 شخصا بحالات اختناق"، وفق المرصد السوري. واتهمت المعارضة وقتها قوات النظام باستخدام "غازات سامة".
ويوجد في المستشفى حاليا حوالى 22 مصابا من خان شيخون، غالبيتهم بدأوا بالتحسن وفق الطبيب الذي يتذكر العوارض التي رآها عليهم فور وصولهم الثلاثاء من "نقص في الاوكسيجين، وتشنجات، ورغوة بيضاء شديدة تخرج من الانف والفم، واحمرار العينين، وحرارة وانقباض بحدقات العيون".
ولا يريد حسن ان يتذكر الاوجاع التي شعر بها صباح الثلاثاء.
ويلخص معاناته قائلا "شعرت انني انتهيت، انني ساموت، لم اعد افكر بشيء ابدا سوى ان اصل الى السطح".
ويضيف "نتيجة الوجع الذي عانيته، كنت اتمنى ان اموت والا يسعفني احد" قبل ان يكرر "الحمد الله، الحمد الله. نحمد الله ونشكره".
شعر حسن يوسف بالدوار وبدأ يفقد التركيز شيئا فشيئا الى ان غاب تماما عن الوعي ليصحو ويجد نفسه مشلولا. لكنه رغم ذلك نجا بحياته بفضل سرعة بديهته التي اخذته الى سطح احد الابنية بعد هجوم "الغازات السامة" على خان شيخون.
ويروي يوسف (40 عاما) من على سرير احد المستشفيات التي نقل اليها مصابون في مدينة ادلب (65 كلم شمال خان شيخون)، قصته من دون ان يتمكن من تحريك سوى يديه.
ويقول الرجل الاسمر بشارب اسود وذقن خفيفة "سمعت من التلفزيونات ومن الناس انه حين يكون هناك ضربة كيميائية لا يجب ان ينزل احد الى الملجأ بل يجب الصعود بقدر الامكان الى الاعلى، لان المواد الكيميائية تبقى على الارض".
وتبدو اثار الحروق واضحة على رجليه حين يرفع شقيق زوجته غطاء ابيض عنهما، وقد بدا لون الحروق احمر داكنا اقرب الى السواد.
ويتذكر حسن ما حصل صباح الثلاثاء الذي يصفه البعض بـ"الثلاثاء الاسود"، اذ بلغت حصيلة القتلى في خان شيخون 86 شخصا، بينهم 30 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كان حسن في منزله حوالى السابعة صباحا، وخرج راكضا للاطمئنان على عائلة اخيه. ويقول "قبل ان اصل اليهم وجدت الناس ممددين في الشارع".
حاول أن يساعد المصابين. ويتذكر "رفعت شخصين، واثناء مساعدتي للثالث، شعرت بدوار".
ظنّ حسن في البداية ان ما حصل غارة جوية اعتادت عليها محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة فصائل اسلامية وجهادية وتشكل هدفا للطائرات الحربية السورية والروسية. كما يستهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قادة جهاديين فيها.
ولكنه عندما بدأ يشعر بالدوار وشاهد شخصين يقعان امامه، عرف ان هناك "مواد كيميائية" حوله.
ويروي "ركضت نحو مبنى قريب من ثلاثة طوابق *صعدت اربع او خمس درجات ثم بدأت بالزحف على يدي ورجلي الى ان وصلت الى السطح".
ويضيف "حين وصلت الى السطح، لم اكن اشعر باي شيء، اصحو وافقد الوعي مرارا".
وبدأ جسده يرتجف وينتفض ارضا.
مرّت على حسن ساعات طويلة وحده على سطح المبنى.
ويقول "حين صحوت أخيرا، وانا اشعر بشلل تام لم اكن قادرا سوى على تحريك يدي. زحفت الى الحائط ورميت حجرا على الشارع وبدأت بالصراخ".
استيقظ حسن بعدها وحوله اشخاص يحاولون اسعافه، ليسمع احدهم يقول "مرّت على الضربة سبع او ثماني ساعات، أين كان هذا الرجل؟ لم لم ينزله أحد"، فاجاب آخر "لم يره احد".
بعد مرور يومين، لا يزال حسن غير قادر على تحريك رجليه. ينام في المستشفى بانتظار ان يجري الاطباء عملية جراحية.
ويضيف "قال لي الطبيب ان لدي مشكلة اعصاب في رجلي واحتاج الى عملية جراحية". بالاضافة الى ذلك، "لدي اوجاع في حلقي، اشعر بنشاف طوال الوقت، لا اقوى حتى على ابتلاع المياه".
خلف مكتبه في المستشفى في ادلب، يشرح الطبيب حسين ياسين ان المصابين الذين يتلقون العلاج لا يزالون يشعرون "بوخزة في الحلق مع حرقة في العينين".
وبات لدى الاطباء خبرة في التعامل مع حالات مماثلة، بحسب ياسين.
ويتذكر الطبيب انه قبل اسبوعين "كان هناك ضربة في اللطامنة وتعاملنا معها بشكل فعال نتيجة مطالعتنا وقراءتنا واتصالنا ببعض المراكز التدريبية".
وكان قصف جوي استهدف نهاية الشهر الماضي منطقة اللطامنة في ريف حماة الشمالي واسفر عن اصابة "حوالى 50 شخصا بحالات اختناق"، وفق المرصد السوري. واتهمت المعارضة وقتها قوات النظام باستخدام "غازات سامة".
ويوجد في المستشفى حاليا حوالى 22 مصابا من خان شيخون، غالبيتهم بدأوا بالتحسن وفق الطبيب الذي يتذكر العوارض التي رآها عليهم فور وصولهم الثلاثاء من "نقص في الاوكسيجين، وتشنجات، ورغوة بيضاء شديدة تخرج من الانف والفم، واحمرار العينين، وحرارة وانقباض بحدقات العيون".
ولا يريد حسن ان يتذكر الاوجاع التي شعر بها صباح الثلاثاء.
ويلخص معاناته قائلا "شعرت انني انتهيت، انني ساموت، لم اعد افكر بشيء ابدا سوى ان اصل الى السطح".
ويضيف "نتيجة الوجع الذي عانيته، كنت اتمنى ان اموت والا يسعفني احد" قبل ان يكرر "الحمد الله، الحمد الله. نحمد الله ونشكره".