المصدر -
بين الإطارات المستهلكة، وتحت أسقف من القماش، يعيش مئات اليمنيين في الهواء الطلق، بعدما أجبرتهم معارك ساحل البحر الأحمر بين الانقلابيين الحوثيين والقوات الحكومية على النزوح شمالاً، تاركين وراءهم حياة سابقة تغيرت إلى الأسوأ بين ليلة وضحاها.
زهرة عقلان هربت من منزلها في المخا مع أولادها الخمسة في يناير، بعدما قُتِل زوجها في قصف صاروخي في أحد شوارع المدينة الواقعة جنوب غرب البلد الفقير على ساحل البحر الأحمر.
ومنذ وصولها إلى مخيم الجراحي في محافظة الحديدة على بعد نحو 100 كم شمال المخا، تواجه الوالدة الخمسينية صعوبات في تأمين الغذاء لأولادها.
وتقول زهرة لوكالة فرانس برس: «كنا نعيش في ظروف جيدة في بيتنا وأرضنا، لكن غارة جوية أجبرتنا على المغادرة، لا يوجد شيء هنا، لا ماء نشربه، ولا غذاء، أصبحنا ننتظر المساعدات لنبقي أطفالنا على قيد الحياة». وتسعى القوات الحكومية منذ 7 يناير لتطهير المناطق القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، في عملية أطلق عليها اسم «الرمح الذهبي»، وهدف العملية طرد المتمردين الحوثيين من المناطق المطلة على البحر الأحمر، على ساحل يمتد نحو 450 كم، وهي المخا والحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية. وفي المخيم حيث تقيم زهرة، تعاني نحو 1500 عائلة هاربة من نقص في مستلزمات رئيسية، رغم أن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدمت لعدد من هذه العائلات خيماً وأغطية للوقاية من البرد. ولم تجد بعض العائلات سوى إطارات مستهلكة، لتبني منها مساحة صغيرة للعيش فيها تحت أسقف مصنوعة من قطع القماش والبلاستيك والكرتون، بينما لم يجد آخرون مهرباً من المبيت في الهواء الطلق في ظل تدني درجات الحرارة.
عبدالله محمد اضطر أيضاً أن يغادر منزله في المخا فجأة، تاركاً خلفه ما تبقى من ممتلكاته، ومن حياة سابقة تغيرت ظروفها نحو الأسوأ بين ليلة وضحاها.
ظروف مأساوية.
يشير آصف عيدروس -وهو مسؤول في الحديدة- إلى أن نحو 1500 عائلة لجأت إلى مدينة الجراحي، لكن الأعداد في تزايد مستمر، مع تواصل المعارك في محيط مدينة المخا، وصولاً إلى محافظة الحديدة شمالاً. ومن هؤلاء، محمد سالم، العامل في ميناء المخا. ويروي سالم: «هربنا من المخا، وتركنا خلفنا كل شيء بسبب القصف»، مضيفاً أنه يعيش «ظروفاً مأساوية» في الجراحي، حيث يتم إبعاد النساء عن الرجال، بحسب ما يقول.