المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
النجاة من المجاعة بمستنقعات جنوب السودان
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 01-03-2017 11:18 صباحاً 9.0K
المصدر -  
خرج آلاف النازحين في نهاية الأسبوع الماضي من المستنقعات التي لجؤوا إليها هربا من الحرب، مدفوعين بشائعة عن توزيع المواد الغذائية في هذه المنطقة التي تتفشى فيها المجاعة في جنوب السودان. ومنذ أشهر، يسعى بول مول (45 عاما)، العنصر الأمني السابق في أحد حقول النفط، إلى تأمين مقومات الحياة لعائلته، من خلال الصيد، فيما تجمع زوجاته الثلاث نبات زنبق الماء الأبيض اللواتي لسد الرمق. وهم لا يأكلون سوى مرة واحدة في اليوم، إذا حالفهم الحظ، لكنهم على الأقل في منطقة المستنقعات، بمنأى عن الجنود الذين يقومون بعمليات السلب والنهب في بلد يشهد حربا أهلية منذ ديسمبر 2013. وبتأثر قال بول مول: إن «الحياة هنا لا معنى لها». وهو ينتظر، متكئاً على عصاه، مع آلاف آخرين، تحت حرارة شمس خانقة في ثونيور في مقاطعة لير. وأجرت منظمات إنسانية مفاوضات مع الحكومة والمتمردين، للحصول على موافقتهم لتوزيع المواد الغذائية في ثونيور قرب مدينة لير الكبيرة. وأقامت مراكز تسجيل، لأن المواد الغذائية ستوزع عبر الجو لدى الانتهاء من تسجيل جميع الموجودين. وأعلنت حكومة جنوب السودان والأمم المتحدة الأسبوع الماضي حالة المجاعة في ولاية الوحدة؛ حيث تشمل المجاعة بشكل مباشر أكثر من 100 ألف شخص وتهدد مليون جنوب سوداني في الأشهر المقبلة. وتعتبر الأمم المتحدة أن هذه المجاعة ليست ناجمة عن أسباب مناخية، بل عن «أسباب بشرية»، فقد أدى النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى إعاقة مواسم الزرع والحصاد وإتلاف المحاصيل ومخزونات الطعام وإرغام الناس على الهرب من منازلهم. أكل الأعشاب وعمد طرفا النزاع إلى عرقلة وصول المساعدة الإنسانية عن سابق تصور وتصميم أحيانا، وهاجما العاملين في المجال الإنساني. وليس من قبيل المصادفة أن تضرب المجاعة لير وضواحيها. وتشكل هذه المدينة معقلا للمتمردين، وهي مسقط رأس زعيمهم رياك مشار. لذلك اضطروا إلى أكل الأعشاب البرية والصيد وانتظار تسلم المساعدة الطارئة، وهذا نادرا ما حصل. وقال بول مول محتجا «هذا لا يكفي». وأضاف أن «أكثرية الناس يعيشون الآن في منطقة المستنقعات، وإذا ما ذهبت إلى هناك وشاهدت الأطفال، فستبكي، الوضع سيئ للغاية». وتبقي نيانغن شيول (30 عاما) أطفالها الخمسة على قيد الحياة بفضل حصص الذرة التي تؤمنها المنظمات غير الحكومية، وتضيف إليها نبتة زنبق الماء وجوز الهند، والسمك أحيانا. وتقول: «قبل النزاع، كنت أعيش هنا في ثونيور، لكني اضطررت إلى الهرب إلى المستنقعات للنجاة بحياتي». وهي تعود للمرة الأولى أملا في توزيع حصص غذائية. وخارج ولاية الوحدة، يواجه 4.9 مليون جنوب سوداني نقصا في المواد الغذائية ويحتاجون إلى المساعدة، وغالبا في الولايات التي تشهد أعنف المعارك.