المصدر -
تعكف حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، حالياً، على إعداد وثيقة سياسية توقع محللون فلسطينيون أن تحمل لغة جديدة «مرنة ومنفتحة»، بهدف كسر عزلتها الدولية، والتعامل مع الملفات الشائكة في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات، لاسيما فيما يتعلق بعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين و»معاداة اليهود».
وكان إسماعيل رضوان، القيادي في «حماس»، قد أعلن في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، أن حركته تعكف في الوقت الحالي على إعداد «وثيقة»، تحمل فكرها السياسي، دون أن يحدد موعداً لنشرها.
وردّا على سؤال، عمّا إذا كانت الوثيقة ستحمل نفياً لوجود علاقة إدارية وتنظيمية بين «حماس»، وجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي بدون ذكر «معاداة اليهود»، قال رضوان: «لا حديث في تفاصيل الوثيقة وعندما تنشر سيتم معرفة كافة بنودها».
عدنان أبو عامر، المحلل السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، توقع أن تتضمن وثيقة «حماس» القادمة مواقفها من مختلف جوانب القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وعلاقاتها مع الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
ورأى أبو عامر أن «الوثيقة ستشمل لغة مرنة ومنفتحة، فيما يتعلق بعلاقتها مع الآخرين محلياً وخارجياً، وستتسم بالواقعية السياسية، خاصة فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، فقد تنشر بنداً أن صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي دون الإشارة لليهود».
ولفت أبو عامر إلى أن وثيقة الحركة قد تعمل على إحداث تغييرات إيجابية من المواقف الدولية تجاهها.
بدوره، قال أحمد يوسف، مدير مركز «بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات» (غير حكومي): إن الوثيقة السياسية لـ»حماس» قد تم البدء في إعدادها منذ قرابة العام، فيما يقع على عاتق قيادة الحركة الجديدة، التي سيتم الإعلان عنها عقب انتهاء الانتخابات الداخلية، والمصادقة عليها.
من جانبه، رجح المحلل السياسي حمزة أبو شنب، أن تصدر «حماس»، الوثيقة السياسية الجديدة بعد انتهاء الانتخابات الداخلية للحركة.
وأشار أبو شنب إلى أنه «مع تطور الظروف الإقليمية وحركات التحرر، فإن حماس قد تصدر هذه الوثيقة لإيضاح مسار سلوكها في المرحلة المقبلة».
ووفق أبو شنب، فإن وثيقة «حماس» ستركز بصورة أساسية على توضيح علاقة الحركة مع دول الطوق؛ لاسيّما «مصر، والأردن، ولبنان، وسوريا».
ولفت المحلل الفلسطيني أن تلجأ «حماس» لوضع بعض التغييرات على وثيقتها السياسية الجديدة، تتخلص خلالها من بعض القضايا التي وصفها بـ» غير الواضحة وغير المنطقية».
واستكمل موضحاً أنه «من الوارد أن تقوم حماس باستبدال كلمة اليهود في خطاباتها السياسية بكلمة (الاحتلال)».
وأرجع أبو شنب ذلك الاحتمال لمساعي حركة «حماس» لإيصال رسائل دولية مفادها «أن مشكلتها مع الاحتلال الإسرائيلي، لا مع اليهود».
ولا تعترف حركة «حماس» ذات الفكر الإسلامي، بوجود إسرائيل، وتطالب بإزالتها وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية.
وتتبنى «حماس» مبدأ المقاومة المسلّحة، وتعتبره الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، ولا تقبل الحركة بشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة)، والتي تطالبها بالاعتراف بإسرائيل.