المصدر -
سلطت مجلة ذا إيكونومست البريطانية الضوءَ على الخصام المتنامي بين نظام السيسي والمؤسسة الدينية بقيادة الأزهر، وقالت إن قلة قليلة بمصر تجرأت على تحدي السيسي، لكن مؤسسة واحدة تصدت له علانية وهم علماء الأزهر.
وأضافت المجلة أنه مر عامان على تصريح السيسي الشهير بأن المسلمين «باتوا مصدرا للخوف والقلق والخطر والجريمة ودمار العالم»، والذي حث فيه أيضا مشايخ مصر على مواجهة المتطرفين، عبر «ثورة دينية» يقودها الأزهر.
وتابعت المجلة أن شيوخ مصر، يقودهم شيخ الأزهر أحمد الطيب قد رفضوا مطالب السيسي، مشيرة إلى أن الأزهر ظل مستقلا لأكثر من ألف عام، لكن المرات القليلة التي تدخل فيها بالسياسة أغضبت حكام مصر.
وأشارت المجلة إلى جهود بعض طغاة مصر لتكميم أفواه المشايخ ومنهم جمال عبدالناصر الذي أمم أوقاف الأزهر لكي يكبح جماح مشايخه، كما دفع عبدالناصر ومن خلفه المؤسسة الدينية لإصدار فتاوى تبرر سياستهم، ورغم أن ذلك أضر بمصداقية الأزهر، إلا أن الاستعانة به بهذا الشكل جعلته الحكم الديني الأول في مصر.
وأضافت المجلة أن السيسي الذي يعارض الأزهر الآن نسي أنه استغله أثناء انقلابه على الرئيس المنتخب مرسي عام 2013، إذ وقف شيخ الأزهر إلى جانب السيسي وهو يلقي بيان الانقلاب.
لكن بعض المراقبين يشككون في فوز الأزهر بقلوب المسلمين إذا تبنى الإصلاح، فمهارات التواصل التي تتمتع بها المؤسسة الدينية لا تجاري تلك التي يمتلكها تنظيم الدولة أو الجماعات المتطرفة، التي تبث رسالتها عبر الأقمار الاصطناعية ووسائل الإعلام الاجتماعية.
وختمت المجلة بالقول إن الإصلاح الديني في مصر هو جزء من الحل، إذ يعزو كثير من المحللين حالة السخط والاغتراب والإحباط التي تدفع الشباب للتطرف إلى النظم القمعية كنظام السيسي «الذي يطالب الأزهر بتجديد خطابه، بينما يحتفظ بخطابه السلطوي دون تغيير».