المصدر -
تدهور الوضع الميداني أمس الأحد في وادي بردى قرب دمشق، حيث قتل سبعة مدنيين على الأقل بقصف مدفعي لقوات النظام، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة قبل أكثر من أسبوعين.
وفي شرق البلاد، أحرز تنظيم الدولة تقدماً في الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار العسكري الذي يحاول السيطرة عليه منذ أشهر طويلة.
وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، الأحد اندلاع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المعارضة ومقاتلين من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأحصى المرصد الأحد مقتل «سبعة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في وادي بردى، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة» التي تشهدها الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر بموجب اتفاق روسي تركي.
وتسبب القصف وفق المرصد بإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح بعضهم في حالة خطرة، مرجحاً أن ترتفع حصيلة القتلى.
وبحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى، وهي شبكة أنباء محلية معارضة، استهدف القصف مركز تجمع للنازحين» في القرية.
وتوتر الوضع الميداني في المنطقة منذ ليل السبت الأحد إثر إقدام مسلحين موالين للنظام على اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، بعد 24 ساعة من تكليفه الإشراف على تنفيذ اتفاق مصالحة بين السلطات والفصائل، بحسب المرصد.
الاتفاق «ملغى»
قُتل الغضبان بعد هدوء نسبي أعقب الإعلان الجمعة عن التوصل إلى الاتفاق الذي يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين بمغادرة الوادي.
وقال مصدر في وزارة المصالحة السورية لوكالة فرانس برس الأحد: «رغم اغتيال المسلحين للواء أحمد الغضبان، إلا أن التسوية لم تَنْهَرْ بشكل كامل في وادي بردى».
وتحدث عن «اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري الجاري حالياً».
إلا أن الناطق الرسمي باسم «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» عمر الشامي قال لفرانس برس: إن «الاتفاق يُعتبر ملغى من صباح اليوم بعد خرقه من النظام مرات عدة خصوصاً بعد مقتل الغضبان».
وتبادل طرفا النزاع السبت الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل الغضبان الذي يتحدر من وادي بردى.
واتهمت المؤسسات والفعاليات المدنية في قرى وبلدات وادي بردى في بيان مشترك ليل السبت «يد الغدر» باغتيال الغضبان «عند حاجز للنظام.. لتقضي على كل أمل في حل سلمي يحقن الدماء».
كما ناشدت فصائل المعارضة «عدم التوجه إلى أستانا» حيث من المقرر عقد مفاوضات سلام في 23 يناير بموجب اتفاق الهدنة الذي لم يؤدِّ إلى وقف المعارك المستمرة في المنطقة منذ 20 ديسمبر.
تقدم لتنظيم الدولة
في شرق سوريا، حقق تنظيم الدولة أمس الأحد تقدماً على الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور حيث يشن التنظيم منذ السبت هجوماً هو «الأعنف» منذ عام سعياً للسيطرة على كامل المدينة، وفق المرصد. وأوضح مدير المرصد عبد الرحمن أن التنظيم «تمكن من التقدم في محيط مطار دير الزور العسكري وفي الأطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار».;