المصدر -
قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية إن مصدرا مهما للمياه لدمشق صار جزءا من مناورات سياسية معقدة حول وقف إطلاق النار في سوريا، مما قد يقوض الهدنة التي تهدف إلى تمهيد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 6 أعوام تقريبا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة تركيا وروسيا الشهر الماضي شابه اشتباكات بين الثوار وقوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وخصوصا حول وادي بردى الذي كان يوفر إمدادات المياه الرئيسية لنحو 4 ملايين شخص في العاصمة السورية.
وتابعت: «إن جهود التوصل إلى هدنة محلية لإصلاح محطة ضخ المياه المهمة في المنطقة وتطبيق وقف إطلاق النار في وادي بردى التي يسيطر عليها الثوار، انهارت في مطلع الأسبوع مع استئناف القتال».
ونقلت الصحيفة عن عمر سلاخو، وهو قائد في جماعة نور الدين الزنكي في شمال سوريا، قوله: «إذا لم تتوقف الهجمات على وادي بردى فإن الخيار العسكري مؤكد».
وقال معظم جماعات الثوار التي وقعت على الاتفاق الأسبوع الماضي إنها «علقت» التزامها بمحادثات السلام -التي من المفترض أن تعقد في كازاخستان نهاية هذا الشهر- بسبب القتال. ويقول الأسد إن المنطقة تخضع لسيطرة جماعة «فتح الشام» المتشددة وليست جزءا من وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار الهش صمد إلى حد كبير في أجزاء أخرى من البلاد، لكن قوات الأسد المدعومة من قبل جماعة حزب الله اللبنانية واصلت هجومها للسيطرة على وادي بردى، مما أدى إلى إغلاق محطة ضخ المياه الرئيسية التي يقول الثوار إنها تعرضت لغارات جوية من قبل النظام.
واعتبرت «فيننشيال تايمز» أن هذه الاشتباكات تسلط الضوء على التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاقات التي تهدف إلى إنهاء العنف، لافتة إلى أن كلا الجانبين غير راضيين عن شروط اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا الثوار الذين يشعرون أنهم سوف يضطرون لقبول بقاء الأسد في السلطة، أو السماح له بالترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى.
ومضت الصحيفة للقول: «في حين يتنافس نظام الأسد والثوار على وادي بردى، تضرب أزمة نقص المياه جميع النواحي، ويقول نشطاء من وادي بردى إن المحاصرين داخل المدينة لم يكن لديهم ماء أو كهرباء أو هواتف محمولة أو إنترنت لمدة 18 يوما، فضلا عن انتشار الأمراض بسبب نقص المياه النظيفة».
ويقول سكان في دمشق إنهم عانوا من نقص حاد في المياه والكهرباء لأكثر من أسبوعين.
هذه المشاكل -والقول للصحيفة- أغضبت كثيرين ممن توقعوا مزيدا من الاستقرار بعد أن قامت قوات الأسد، مدعومة بالطائرات الحربية الروسية والمقاتلين الأجانب الشيعة، بالسيطرة على مدينة حلب الشهر الماضي. لكن بدلا من ذلك ساءت الظروف المعيشية في مناطق مثل دمشق، هذا بالإضافة إلى إغلاق مضخة المياه، واستيلاء مسلحي «تنظيم الدولة» على العديد من حقول الغاز التي أمدت العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد بالطاقة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم نقص الكهرباء.