المصدر -
قال المحلل الأميركي تيم ليستر إن سقوط حلب وتغير وجه الحرب الأهلية وقتامة أوضاع المجموعات المعارضة لنظام الأسد لن يدفعها للسعي نحو المصالحة معه أو وضع أسلحتها، بل ما حدث هو بداية مرحلة جديدة في الصراع سيحاول فيها الأسد تعزيز مكاسبه، بينما يتحول معارضوه لحرب العصابات.
وأضاف الكاتب في مقال نشر على موقع شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية أنه في الوقت الذي سيتحارب فيه بشار والأسد والمعارضة على تبقى من الأرض، فإن ثمة احتمالا ضئيلا جدا بأن تعمر سوريا من جديد أو أن يسمح لملايين النازحين واللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
ويرى الكاتب أن بشار سيحكم أرضا قفرا، أو كما يصف رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية ألكس ينجر «في حلب حوّل بشار الأسد وحليفه الروسي المدينة إلى صحراء، ثم يطلقان على ذلك سلاما».
وعاد الكاتب لتسليط الضوء على الحرب في حلب خاصة، وقالت إن قوات المعارضة سيطرت على معظم أحياء حلب في 2012، وتخيل مسلحوها أن بإمكانهم هزيمة الأسد، لكن الوضع تغير مع صيف 2015 عندا هرع الروس والإيرانيون لنجدة حليفهم بشار، وبات معه انتصار تحالف المعارضة مستحيلا. وأضاف ليستر أن بشار الأسد يدرك جيدا أن استعادته حلب سيغير مسار الصراع السوري لكنه لن ينهيه تماما، وضرب مثالا بما حدث في شرق محافظ حمص الأسبوع الماضي عندما شن تنظيم الدولة هجوما مباغتا كثيفا وكبيرا على مدينة تدمر واضطر جنود بشار للانسحاب منها، رغم الغارات الجوية الروسية المكثفة.
ونقل ليستر خلاصة تقرير لشركة «فلاشبونت بارتنرز» للاستخبارات أوضحت فيه أن استرجاع تنظيم الدولة لتدمر هو تذكرة بمدى تقلب أوضع الصراع في بعض أجزاء من سوريا.
ورجح الكاتب أن يسيطر بشار على معظم المراكز الحضرية بسوريا أو أطلالها، لكنه أكد أن مناطق شاسعة في شمال وشرق سوريا ستبقى خارج قبضته، والسبب الرئيسي في ذلك هو حجم جيشه تضاؤل بفعل القتال المتتابع، كما تسبب الانشقاقات بإضعافه، ومن ثم ليس من خيار أمامه سوى الاعتماد على الميليشيات غير النظامية، والأهم أنه سيحتاج الدعم الجوي الروسي والميليشيات الشيعية القادمة من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان.
وحول الصعوبات التي ستحول دون تمتع نظام الأسد بالراحة هو أن تسكين المعارك في محافظة حلب ومحيطها سيستهلك الموارد المتقلصة بالفعل، فحركات معارضة متطرفة وأبرزها فرع القاعدة المسمى «فتح الشام» لا يزال يهيمن على محافظة إدلب، في حين يرابط تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور، فيما تسيطر ميليشيات كردية على معظم المناطق في الشمال الشرقي من سوريا، أما المناطق المطوقة للعاصمة دمشق فيسيطر النظام على أجزاء منها والمعارضة على أجزاء أخرى.
ويرى الكاتب أن ظروف إرسال اتفاق سلام ليست موجودة، فحتى في أحلك لحظاته منتصف عام 2015 عندما أوشك نظام الأسد على الانهيار، فإنه لم يفكر بتقديم تنازلات، ما يشير إلا أنه لن يفكر بعقد اتفاق الآن مع بدء استعادته لأراضي سوريا، وخاصة أن الوضع الدولي يفضل نظام الأسد مقارنة مع بدء الانتفاضة قبل خمس سنوات.
العرب