المصدر -
علق النظام السوري بأمر من إيران أمس الجمعة، عملية إجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من شرق مدينة حلب التي دمرتها المعارك، معلنا أن السبب هو «عدم احترام المسلحين لشروط» الاتفاق الهادف إلى إخراج آلاف السكان العالقين في ظروف مأساوية.
سياسياً، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في طوكيو الجمعة، بأن «المرحلة المقبلة» لسوريا ستكون «وقفا لإطلاق النار على كل الأراضي».
وقال بوتن حليف بشار الأسد «نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصا بفضل وساطة تركيا».
بدأت عملية الإجلاء الخميس على أن تستمر أياما عدة، يمكن بعدها للنظام السوري إعلان استعادة المدينة بأكملها وتسجيل أكبر انتصار منذ اندلاع النزاع في 2011 على جثث الشعب السوري.
وزعم مصدر عسكري موالي للنظام، أن العملية «لم تنته، بل علقت.. المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق».
وعزا المصدر تعليق العملية إلى «إطلاق نار، ومحاولة أخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب أسلحة متوسطة في حقائب».
وعند معبر الراموسة الذي تسيطر عليه قوات النظام، سمع صوت إطلاق نار قبل الظهر، فاضطرت سيارات الإسعاف والحافلات التي كان يفترض أن تنقل مزيدا من الأشخاص من الأحياء التي لا يزال يتحصن فيها مسلحون إلى العودة خالية.
وقال رئيس تجمع «فاستقم»، وهو جماعة معارضة في حلب في رسالة صوتية بعث بها إلى رويترز: «الكل على الجبهات. رفع الجاهزية لأعلى مستوى».
وأضاف أن الميليشيات احتجزت المدنيين الموجودين في السيارات التي كانت خارجة من مدينة حلب.. تقريبا من 20 إلى 25 سيارة. وبدؤوا يعملوا أشكال في المنطقة، وطلعوا سلاح ثقيل على الطريق العام.
وقال مقاتل تركماني معارض من «لواء السلطان مراد» في شرق حلب لرويترز، إن مجموعة إيرانية مسلحة أخذت نحو 400 شخص رهائن من قافلة عند نقطة التفتيش الثانية التي مروا بها أثناء مغادرة المدينة.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف «طلب من موظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومن منظمة الصحة العالمية (وهي الجهات المشرفة على عمليات الإجلاء) مغادرة الموقع»، من دون تلقي تفسير لذلك.
وأعربت هوف عن قلقها على مصير المدنيين العالقين في حلب، وقالت «هناك أعداد كبيرة من النساء والأطفال دون الخامسة من العمر يجب أن يخرجوا.. هؤلاء يجب أن يعودوا إلى منازلهم بعد وقف المعارك وهذا يقلقنا كثيرا لأننا نعرف مدى معاناتهم».
ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 آلاف مقاتل نحو أراض تسيطر عليها فصائل المعارضة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت وسائل الإعلام السورية إن العدد بلغ نحو 8 آلاف. وعزا مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن تعليق عملية الإجلاء إلى عرقلة بعض الفصائل المقاتلة إخراج الجرحى من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في محافظة إدلب المجاورة.
وكان إخراج الجرحى أحد شروط الاتفاق حول حلب.
بعدها قال مصدر بالمعارضة السورية، إن جبهة فتح الشام وافقت على خروج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين يغلب على سكانهما الشيعة في محافظة إدلب.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجمعة «نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصا بفضل وساطة تركيا»، معلنا أن «المرحلة المقبلة» لسوريا ستكون «وقفا لإطلاق النار على كل الأراضي السورية».
وأضاف «اتفقنا في اتصال هاتفي مع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على أن نقترح على مختلف أطراف النزاع مكانا جديدا لمحادثات سلام، قد يكون عاصمة كازاخستان أستانا».