المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
بواسطة : 16-12-2016 09:17 مساءً 9.2K
المصدر -  
واصلت الصحف العربية الصادرة الأسبوع الماضي جل اهتماماتها بالحديث عن الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة التي لا يحمد عقباها أحد، خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد في حق المدنيين بمدينة حلب. فمن جهتها قالت بعض الصحف: إن الجرائم التي ارتكبت في حلب هي في مسؤولية المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وتابعت يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية في عدم التدخّل الآن وقبل الآن لوضع المجرمين الطغاة عند حدّهم، وأضافت لا يتحمّل إلاّ هؤلاء المسؤولية التامة والمباشرة والواضحة عن القتل والتنكيل والإجرام الذي يحصل في واحدة من أعرق المدن العربية على الإطلاق. هذا وقد قالت بعض الصحف أيضاً: إن هؤلاء المجرمين الذين يستبيحون كل شيء في طريقهم ولا يترددون في تنفيذ جرائم ميدانية في حق من يقع في أيديهم، عندهم هويات واضحة وليست مغفلة، وأضافت عصابات بشار الأسد والميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران، وخصوصاً اللبنانية، وأصحاب القرار في طهران ومثلهم في موسكو، كل هؤلاء، هم الذين يرتكبون كل تلك الفظاعات وهم الذين يتحمّلون مسؤولية هذه الجرائم ضد البشرية التي تطال شعباً عربياً عزيزاً بكل مكوّناته، في حلب. كما تساءلت بعض الصحف عن أسباب الصمت الدولي تجاه ما يحدث في حلب والمدن السورية والتي تحولت إلى مسارح للقتال تمتلئ ببرك دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ يقتلون دون أن تهتز ضمائر العالم. ففي هذا الشأن قالت صحيفة القدس العربي في إحدى افتتاحيتها: يمكن اعتبار أن ما حصل في حلب مؤخراً جريمة كاملة علنيّة وعلى رؤوس الأشهاد، بل ومتَّفَق على تنفيذها بين أسياد الكون وعَرّابي المصالح العليا فيه وصولاً إلى اللاعبين الصغار الذين ينفّذون المقتلة الآن ويقتلون ويحرقون البشر، وأتباعهم الصغار من الضباع الكاسرة التي تتناوش الجثث. وأضافت القدس: يمكننا، لو أردنا، أن نلقي باللائمة على أطفال درعا الذين انفعلوا بأحداث تونس ومصر عام 2011 فخربشوا فكرة سقوط النظام، وعلى الناس الذين ثاروا لكراماتهم المهيضة فانتفضوا وتلقّوا الرصاص في صدورهم، والمتظاهرين الذين هتفوا وحلموا وأملوا فاعتقلوا وجوّعوا وعذبوا وتعفنوا وقتلوا في السجون، ثم ننهال باللوم على الذين رفعوا السلاح لحماية بيوتهم وأعراضهم “فعسكروا” الثورة، وعلى الذين استفزتهم طائفية النظام وحماته من ميليشيات شيعية وبحثوا عن هويّة في زمن سقوط الأيديولوجيات “فأسلموا” الثورة إلخ. وأضافت الصحيفة: نستطيع طبعاً، كما يفعل الكثيرون الآن، أن نلوم كل هؤلاء، غير أن هذا لا يغيّر من حقيقة أن من ثاروا من السوريين، ببساطة، كانوا مدفوعين، ومنذ اللحظة الأولى، بدافع الحرّية العظيم من دون تحسّب للكلفة الهائلة التي سيدفعونها أو للأطوار التي سيضطرون لدخولها، وكان لهذه الطاقة الكبرى التي وجّهتهم، رغم عديد أخطائهم السياسية والعسكرية أن تصل بهم إلى مدارك أفضل بكثير مما وصلوا إليه لولا تكالب القوى العظمى والإقليمية ضدهم. وتابعت: في رأس هذه القوى، بالطبع، كانت أميركا التي حافظت بأظافرها وأنيابها على شرعيّة النظام ومنعت تمويل وتسليح أي حكومة معارضة تنازعه الشرعية، كما منعت تبلور رعاية تركيّة إقليميّة للمعارضة، من خلال المؤسسة العسكرية التي فهمت الأمر لاحقاً على أنه دعوة للانقلاب على السلطات المنتخبة، وكذلك عبر تسليح وتمويل وتنسيق هجمات فرع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا (الاتحاد الديمقراطي) بحيث شكّل تهديداً وجودياً لأنقرة، وأيضاً من خلال منع أي خطة لتحقيق منطقة آمنة داخل الحدود السورية، وأدت كل هذه الأفعال خدمات جليلة للنظام السوري وأضراراً فائقة للمعارضة التي صار عليها مواجهة قوّات النظام وطيرانه والأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» والميليشيات المدعومة إيرانيا، وأخيراً القوّة النارية غير المسبوقة للروس. وأضافت: أما الاتحاد الأوروبي، ورغم تلقّيه موجات الهجرة وضربات الإرهاب، فقد خضع، طوال مراحل الثورة السورية، لموقف واشنطن، بل وقدّم أحياناً التبريرات لهذا الموقف، كما حصل عندما صوّت البرلمان البريطاني لعدم استخدام القوة ضد النظام السوري بعد استخدامه السلاح الكيميائي وهو ما كان أحد الأسباب التي بررت لإدارة باراك أوباما الامتناع بدورها عن الفعل، وانتهى الأمر به أخيراً برفع التهديد بالعقوبات على روسيا وبتسريب خطة تنص على دعم إصلاحات سياسية محدودة في نظام بشار الأسد مقابل الحصول على تمويل كبير لترميم آثار الأعطاب البنيوية الخطيرة التي لحقت بسوريا. وتابعت: إذا كان من نافِلة القول: إن حلفاء بشّار الأسد في إيران والعراق ولبنان ساهموا مساهمة كبيرة في بقائه وفي الانتقام من الشعب السوري على ثورته، فلابد أيضاً أن نذكر أن بعض الدول العربية التي أدارت ملفّ تمويل وتسليح الثورة السورية، اللهم باستثناء قطر والسعودية، كانت تشنّ حرباً معلنة على بعض مكوّنات الثورة السورية، لأسباب أيديولوجية أو بسبب أوهام نخب متغطرسة، كما أنها ساهمت عمليّاً في توجيه ضربة ناجزة للثورات العربية عموماً، من خلال دعمها للثورة المضادة في مصر، والتي صارت الآن، بعد استحياء وتعفُّف كاذب، لا تخجل من وقوفها في صف النظام الوحشيّ وحلفائه الروس والإيرانيين. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: إن الثورات، في عمومها، ذات أكلاف تدميرية هائلة، وقد مرّت الثورة السورية، نتيجة همجيّة النظام وتدخّلات الأنظمة المتناقضة المصالح وتكالب أطراف محلّية وإقليمية عليها، في أطوار قاسية جدّاً فقدت فيها الكثير من معالمها الأولى وتصلّبت وتطرّفت وأخطأت، ولكنّ ملايين السوريين الذين أعطتهم الثورة حسّا جديداً بالهوية والانتماء والحرّية لا يمكن محوهم ولا كسرهم حتى لو أنجز العالم جريمته الكاملة. ..من جهتها قالت صحيفة المستقبل اللبنانية في إحدى افتتاحيتها: إن الإرهاب ذاته الذي يستهدف المصلّين في الكنيسة الأرثوذكسية في القاهرة, والناس في شوارع اسطنبول, والمدنيين العزّل في أحياء شرق حلب بعد أن ألحق بعموم شعب سوريا المظلوم واحدة من أفظع النكبات في التاريخ الحديث. وأضافت أن الفارق يطال هوية الإرهابيين ليس إلاّ، وحجم ارتكاباتهم وعدد ضحاياهم, لكن التوصيف واحد والعنوان واحد: الاستهداف العشوائي المريض والموبوء للناس وللبنى المدنية لا يمكن وصفه سوى بالإرهاب، وأي استطراد آخر هو إجازة مفتوحة وتبريرية للفتك بالبشر وعدم احترام قدسية الحياة والروح الإنسانية واستسهال ارتكاب الجرائم والفظاعات من أجل أهداف وغايات قميئة ولا يمكن أن تحتوي على ذرّة عدل واحدة. وتابعت: الانتحاري الإرهابي الذي استهدف المصلّين الخاشعين في الكنيسة المصرية، لا يختلف في الخلاصة عن الإرهابي الذي فجّر سيارة أو عبوة ناسفة بين المارة الأتراك، ولا عن الذي يعطي الأوامر منذ خمس سنوات وعشرة أشهر مثل الطاغية بشار الأسد، لقصف الأحياء السكنية على من فيها وبكل أنواع الأسلحة من الرصاص إلى الصواريخ والبراميل المتفجرة والقذائف الكيماوية والفوسفورية، وارتكاب فظاعات التعذيب والتنكيل والتهجير في حق مجموعات بشرية مدنية هائلة في معظم المدن والبلدات السورية المنكوبة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: إن الإرهاب واحد، سواء أكان تحت اسم “داعش” أو غيره من التنظيمات العَدَمية، أو تحت اسم بشار الأسد أو حماته وهو في الإجمال إرهاب وحشي لا علاقة له بالإنسانية، ولا بأي دين أو شريعة أو عُرف أو أخلاق. ..وفي إحدى مقالاته بصحيفة الجزيرة السعودية قال الكاتب جاسر عبدالعزيز الجاسر: ماذا يمكن أن نقول عن العالم وعن المجتمع الدولي؟ بل والبشرية جمعاء وهم جميعاً يشاهدون ويتفرجون دون أن يفعلوا شيئاً على ما يحدث من إبادة بشرية في مدينة حلب إحدى المدن التاريخية التي تعد من أقدم الأماكن الحضرية والأكثر تنوعاً ثقافة وأقواماً تجمع القوميات والأديان من عرب وأرمن وإفرنج ورومان، مدينة كانت عنواناً للحضارة والتنوع الإنساني فأصبحت عنواناً للإبادة والقتل والانحدار الأخلاقي والإنساني، وأضيفت لقائمة المدن التي دمرها الإنسان المجرم، فتبعت روما التي دمرها شمشون، وكابل التي غزاها الروس وأكمل تدميرها الأميركيون وطالبان، وجروزني التي نشر الموت فيها بوتن على يد صنيعته قادروف. وأضاف: ماذا نقول عن حلب التي حولتها الطائرات الروسية وبراميل الأسد، والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق وأفغانستان وإيران وباكستان إلى مدينة مقابر. وتابع: ماذا نقول عن مدينة حلب الشهباء التي جعلتها الطيور الكواسر من غربان ملالي ومليشياتهم الإرهابية الطائفية، مدينة للأموات يفر أهلها ليقعوا في براثن المجرمين من جلادي بوتن والأسد، فمن يخرج من المدينة يقع في يد عصابات المجرم الذي تدعمه روسيا وإيران على حساب مليون سوري ذهبت أرواحهم تشكوا ظلم الإيرانيين والروس والطائفيين الذين جلبوا من لبنان والعراق والهند وباكستان وأفغانستان ومن روسيا، إذ تدفق آلاف القتلة من الشيشان لتكرار مجزرة جروزني.