المصدر -
قال سعادة نزار الحراكي، سفير الجمهورية السورية لدى دولة قطر*إن قرار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلغاء مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني لدولة قطر نوع من التضامن الحقيقي مع الشعب السوري.
قال سعادة نزار الحراكي، سفير الجمهورية السورية:» يسعني إلا أن أشكر دولة قطر على هذا القرار الذي حرص من خلاله حضرة صاحب السمو، على إيصال رسالة للعالم وللسوريين خصوصا، أننا متضامنون معكم.
وقال سعادته في تصريح صحافي لـ صحيفة «العرب»: «أتقدم لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا بجزيل الشكر والامتنان على هذه اللفته الإنسانية الكريمة والفريدة، وهذا يدل على عمق الوجدان لدى سمو الأمير وأثر ما يجري فى مدينة حلب من تخاذل دولي غير مسبوق ومأساة إنسانية على أرض حلب وشعبها الذى يتعرض لأسوأ أنواع التهجير في تاريخ البشرية الحديث».
وتابع سعادته قائلا: «قدمت بالأمس من سوريا بعد أن قضيت يومين فى ريف حلب، وشاركت الناس همومهم ومعاناتهم الحقيقية، والحياة مستمرة من ناحية. لكن بالمقابل، للأسف الشديد هذا الشعب يعاني كل مظاهر الإجرام التي تجري فوق رؤوسهم، تدمير وتنكيل وقتل وعمليات تهجير وإبادة أمام سمع وبصر العالم، ومع ذلك مستمرون فى الحياة».
عجز المجتمع الدولي
وتابع سعادته متحسرا: «هذا اعتراف من العالم كله بعجزه عن حماية شعب أعزل ومحاصر منذ سنوات من قبل ميليشيات لا تمت لسوريا بصلة، أتت من دول عديدة، بالإضافة للعدوان الروسي الذى لم يبقِ حجرا ولا شجرا ولا بشرا حتى المستشفيات ولا مدارس إلا ودمره أمام العالم».
وشدد سعادة السفير على أن «الشعب السوري لديه إصرار على الحرية والكرامة ومواصلة الحياة».
ونقل شهادته بعين المكان، قائلا: «لقد رأيت ذلك بنفسي، وشاهدت وسمعت الكثير من ردود الأفعال، حين علموا أنني سفير سوريا في قطر وكانت كل رسائلهم بالشكر لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا وهذه شهادة للتاريخ أقولها أمام الله بأن شعب حلب والسوريين عموما يقدرون مواقف دولة قطر الشقيقة لكل ما يجري للسوريين».
وتابع سعادته: «إن قرار قيادة قطر إلغاء الاحتفالات رسالة في منتهى الإيجابية ومقدرة من جانب سمو الأمير لإيقاف الاحتفالات، ولاقت قبولا كبيرا جدا واليوم في اجتماعاتنا داخل الائتلاف السوري والهيئة السياسية كان هناك قبول كبير لهذه الوقفة التضامنية مع أهلنا في حلب».
واستطرد قائلا: «للأسف لا توجد جهة واحدة فقط تنفذ أي اتفاق للهدنة، وسمعنا عن اتفاق تم بين الروس والأميركان وآخر بين المعارضة وأميركا، ولكن يتم نقض كل ذلك إما من النظام أو الروس أنفسهم أو الميليشيات.. كما سمعنا مؤخرا أن هناك ميليشيات منعت خروج أهالى مدنيين من داخل حلب وهذا خرق واضح لكل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بخصوص حماية المدنيين وإخراجهم عبر طرق آمنة».
الحل السياسي
ونوه السفير إلى أنه «لا يمكن إلغاء فرص الحل السياسي، ولكنه يمر بمراحل تجميد أو تعطيل ولكن المسار السياسي بالنسبة للمعارضة ما زال حاضرا وموجودا على الأقل في أدبيات الائتلاف ونعتقد أنه الخروج من هذه المعضلة والتعقيدات السياسية لا بد أن تمر عبر قناة سياسية».
وختم قائلا: «الكل يعلم أن رأس الإرهاب في سوريا هو النظام ولذلك فالقتال الدائر في حلب الآن ضد الأهالي أنفسهم وليس ضد الإرهاب المتمثل بداعش والفصائل الأخرى داعش تصول وتجول في تدمر وشرق حمص ودير الزور والنظام لا يفعل لها شيئا على الإطلاق، بينما للأسف كل العمليات العسكرية والقصف والأسلحة المحظورة ضد المدنيين وأهالي مدينة حلب والإرهاب الحقيقي الذي منبعه النظام وداعش بعيد أو غير مستهدف».