المصدر -
«لا تنسونا.. أغيثوا حلب».. أصوات خرجت من سكان شرق حلب مع اشتداد الحصار عليهم من قِبَل قوات النظام السوري واقترابهم من الموت أكثر من أي لحظة مضت.
ووسط مجازر نظام بشار الأسد، نادى النشطاء والإعلاميون، بسرعة تدخل الدول العربية والغربية لإنقاذ آلاف المحاصرين من المدنيين في حين جنوب وشرق حلب تحت سيطرة المعارضة ويتعرضان لقصف جوي وإطلاق رصاص من كل صوب.
من بين الاستغاثات، صوت الناشط فارس أبوإسلام (27 عاماً) الذي قتل يوم السبت بقصف لطيران بعد أن خاطر بحياته طوال 6 سنوات، خلال تطوعه مع منظمات خيرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي المدينة. يوم الجمعة أرسل «أبو إسلام» رسالة صوتية لوكالة الأناضول قال فيها: «لا نستطيع الخروج إلى الشوارع بسبب الحرب الدائمة. المقدر لنا سيحدث. الله موجود لن ينسانا. لا تنسونا»، وكان صوت إطلاق النار يُسمع في خلفية التسجيل. لم تتلق الأناضول أي أخبار من أبوإسلام بعد ذلك، ليفاجأ مراسلها في عنتاب يوم الاثنين بتلقيه خبر وفاة أبوإسلام، يوم السبت، في قصف على حلب، بعد ساعات فقط من وصول رسالته الصوتية إلى الأناضول.
وفجر الثلاثاء، غرد صوتا الإعلام الأبرز في تغطية الثورة السورية هادي العبدالله ومعاذ الشامي في فيديو على صفحة الأول بـ»فيس بوك» قائلين: «نداء أخير.. ماذا يمكن أن تفعله من أجل المحاصرين في #حلب».
ووصف المراسلان الحربيان، ما يجري في شرق حلب، بأنه يفوق تصور العقل حيال مئة ألف محاصر تحت القصف بالأحياء المحاصرة، وقالا: «إن النداءات للعالم والعرب لم تعد تجدي نفعاً، فالنداء لأهالي سوريا أن هبوا لنجدة المستضعفين بحلب، وأنقذوا أنفسكم بأنفسكم».
ورفض أكثر من 100 ألف مدني الخروج من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة شرق حلب، خوفاً من تعرضهم لانتهاكات جسيمة على يد قوات النظام التي وصلت إلى القتل والاختفاء للرجال والاغتصاب للنساء.
«شلال الدم»
من جهته، وجه الناشط السوري جود الخطيب رسالة من الأحياء المحاصرة شرقي حلب قال فيها إن المطلب الوحيد الآن ليس إخراج المدنيين من المناطق المحاصرة، بل وقف ما وصفه بشلال الدم.
فيما قال بلال عبدالكريم وهو أميركي يعمل مراسلاً لمؤسسة «أخبار من الميدان»: إن الكلمات التي سجلها قد تكون الأخيرة وإن قوات النظام السوري تكاد تُطبق على شرقي حلب بالكامل والغارات الجوية تزداد ضراوة. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة عبر «واتس آب» أرسلتها أم لنجلها الذي يقاتل في شرق حلب ضد النظام. وقالت السيدة التي وصفها النشطاء بـ»خنساء حلب»: «الحمدلله خلّفنا رجالاً»، وطالبت نجلها بـ «إن كان ولابد الموت، ولاتسلم حالك.. إنويها لله وأنوي الله يطعمك الشهادة».
وتقول منظمات حقوقية ونشطاء إن قوات النظام وميليشياته نفذت إعدامات ميدانية بحق المدنيين ومقاتلي المعارضة في الأحياء التي تدخلها، حسب رسالة صوتية وصلت لـ «العرب» من سيدة حلبية، مؤكدة أن قوات الأسد أعدمت بالرصاص 4 شبان بعدما حصلت منهم على معلومات.