المصدر -
في شهر نوفمبر الجاري، كثر الحديث عن مصالحة بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وسط رفض معتاد معلن من الجانبين، غير أن «فئة ثالثة» كانت طيلة هذا الشهر تزور ذويها في السجون، وتتلهف ومناصروها على متابعة هذا الحديث، على أمل انفراجة تنهي معاناتهم.
ويبلغ عدد المعتقلين إثر الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، عدة آلاف وفق بيانات سابقة لحقوقيين وجماعة الإخوان، و500 فقط، بحسب تصريحات إعلامية حديثة للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع، عندما أطاح الجيش بمرسي، مدعوما باحتجاجات شعبية وقوى سياسية ودينية.
الفئة الثالثة .. وطرح جريء
«أهالي المعتقلين (السجناء السياسيين)»، هم الفئة الثالثة التي لها حق إتمام أي مصالحة تجرى في البلد، بحسب حمزة زوبع، أحد قيادات الإخوان البارزة في الخارج، الذي أضاف أن «المصالحة ليست بيد أي فصيل، بل بيد الشعب وأولياء الدم (ذوي القتلى) وأهالي المعتقلين (السجناء) والمصابين والمشردين».
وفي مقال نشر قبل أسبوع على أحد المواقع الإخبارية، بعنوان «فتنة المصالحة»، اقترب زوبع من معاناة ذوي السجناء وانحيازهم، الذي بات معلنا، لمصالحة عادلة تخرج أبناءهم مما هم فيه، قائلا: «لا يمكن أن يلوم أحد الإخوان إن طالبوا بالإفراج عن المعتقلين، فهؤلاء ليسوا ألفا أو ألفين، بل عشرات الآلاف».
ونفى أن يكون ضد الإفراج عنهم، «في ظل ما يصل من رسائل من وراء القضبان ومن خارجها يشيب له الولدان»، على حد قوله.
مصالحة مقابل حرية
هذه المعاناة التي تحدث عنها زوبع كانت منطلق آراء عدة عبر منصات التواصل: «تويتر» و»فيس بوك»، لمحتكين بمن في السجون أو حتى لمسجونين، تشير طيلة هذا الشهر إلى أنها مع إتمام مصالحة وطنية في مصر شريطة إخراج ذويهم من السجون.
وعبر «تويتر»، غرد أكثر من حساب حول دعم المصالحة، منهم حساب «Ahmed Abdelwahab» بقوله: «أنا مع المصالحة بين الإخوان والسيسي في الوقت الحالي، مع خروج كل المعتقلين».
«أسامة زيد» ذكر عبر صفحته أيضا أنه يتحدث «من داخل السجن» (لم يحدده)، قائلا: «تابعت كل الكلام الكثير عن المصالحة. الرافض، والمتحامل، والمؤيد الذي يرى معاناة المعتقلين والمطاردين وأهليهم».
موافقة مشروطة
محمد خلف، والد أحمد، وهو شاب سجين في سجن وادي النطرون (شمال) قال: «أهلا بالمصالحة إذا خرج ابني بكرامته وتلقى معاملة مواطن محترم، أما يخرج كذليل ويعامل كمواطن درجة ثانية، فأنا أرفض المصالحة».
رفض العفو
وتبقى الفئة الرافضة من أسر السجناء لفكرة المصالحة تشكل الأغلبية. أحمد أبو زيد، باحث إعلامي، وأحد المتابعين لملف السجناء المصريين، قال للأناضول: «مفهوم شريحة كبيرة من أسر المعتقلين ترفض المصالحة مرتبط بأنها ترفض إسقاط الجرائم التي ارتكبت في حقهم عن مرتكبيها».