المصدر -
قبل نحو عامين من انتهاء ولايته الرابعة، بدأ في الجزائر الحديث -ولو على استحياء- عن ولاية خامسة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، رغم أن الدستور الحالي ينص على ولايتين فقط.
وكانت تصريحات الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الحاكم جمال ولد عباس أول مؤشر على ذلك، فما إن تمت تزكيته خلفا لعمار سعداني حتى سارع إلى الإعلان عن نيته في ترشيح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.
وبعد أيام نددت مجلة الجيش في افتتاحيتها بدعوات سابقة لتدخل المؤسسة العسكرية من أجل عزل رئيس البلاد بوتفليقة بسبب المرض، ووصفت ذلك بمحاولات «يائسة» لضرب وحدة القوات المسلحة، وحذرت من وصفتهم بـ «المصطادين في المياه العكرة».
وقد آثار هذا التزامن في التصريحات بين طرفين هما من أقوى «المؤسسات» السياسية في البلد التساؤلات عن حقيقة الولاية الخامسة وطرحها مبكرا قبل أكثر من عامين على الانتخابات المقررة في 2019، فهل يتعلق الأمر بنية حقيقية لدى النظام الجزائري في ترشيح بوتفليقة (79 عاما) رغم العوائق الصحية والدستورية، أم أن الأمر مجرد تهدئة للمتصارعين على خلافته؟
يقول رئيس حزب جيل جديد المعارض سفيان جيلالي: إن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم جمال ولد عباس «سياسية» وهدفها تهدئة الصراعات بين الطامحين في تولي منصب رئيس الجمهورية مثل أحمد أويحيى وعبدالمالك سلال وبقية الذين لديهم رغبة مماثلة.
ولا يستبعد جيلالي احتمال ترشح بوتفليقة لولاية خامسة «حتى ولو كان ذلك يبدو خياليا لأن الرئيس غائب وغير قادر على الكلام»، فضلا عن أن ترشحه وفوزه بولاية رابعة كان فضيحة.
وبشأن ما ورد في افتتاحية مجلة الجيش الناطقة باسم وزارة الدفاع، فيرى أنها محاولة لوضع حد للتناقضات القائمة بين شقيق الرئيس ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، وإن كان يعتقد أن النظام الجزائري متحد في الأساس رغم وجود تنافس بين أفراده الطامعين في الرئاسة.
من جانبه، يعتقد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي أنه لا يمكن الحديث عن ولاية خامسة في هذا الوقت المبكر قبل أكثر من سنتين عن موعدها «خصوصا أن الرئيس مريض ولا يتحدث إلى الجزائريين»، فضلا عن كون تعديلات الدستور حددت الرئاسة بولايتين فقط وأعطت ضمانات بنزاهة الانتخابات المقبلة.
وبرأيه فإن هناك مشكلة أخرى يجب معالجتها قبل الكلام عن ولاية خامسة، «وهي فقدان الشعب الثقة في العملية الانتخابية برمتها»، وعليه يتساءل عن الذي يمكن أن يقدمه الرئيس الحالي بوضعه الصحي أو أي شخص آخر إذا لم يتم أولا استرداد ثقة الشعب.
بالمقابل يرى القيادي في حركة النهضة والنائب في البرلمان يوسف خبابة أن المروجين للولاية الخامسة لا يهمهم بقاء بوتفليقة في الحكم، «بل تهمهم مصالحهم وبقاؤهم أطول ما يمكن في مناصبهم».