المصدر -
«نعم أدعم الجيش السوري».. عبارة قالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صراحة خلال مقابلة مع تلفزيون برتغالي مؤخراً، رداً على سؤال وجه له في هذا السياق، وفتح معها أبوابا من الانتقادات والتأويلات حول مدى دعمه لنظام بشار الأسد في سوريا.
ومثَّل حديث السيسي تطوراً واضحاً في الموقف المصري «المعلن» نحو تأييد رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث تشهد العلاقات المصرية السورية تقاربا ملموساً منذ الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، والذي قطع علاقات بلاده رسمياً مع النظام السوري.
وخلال زيارة نادرة له للقاهرة نهاية أكتوبر الماضي، اتفق اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني (المخابرات) في نظام بشار الأسد، مع مدير المخابرات العامة المصري اللواء خالد فوزي، على «تنسيق المواقف سياسياً بين دمشق والقاهرة، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان»، حسبما نقلته وكالة أنباء النظام السوري (سانا) وقتها.
وأوضحت «سانا» آنذاك، أن «الزيارة رسمية، وجاءت بناء على دعوة من الجانب المصري».
اللواء المتقاعد طلعت مسلم الخبير العسكري المصري، رأى حديث السيسي «موقفا مصريا داعما وأصيلاً تجاه النظام السوري، بكافة مكوناته»، مؤكداً على «ضرورة دعم الجيش الوطني السوري».
وفي حديثه للأناضول، أوضح مسلم أن «السيسي كان يقصد دعم مؤسسات الدولة السورية، وليس نظام الأسد فقط، الذي يعد جزءا أصيلاً منها».
وقال إن «مصر لا تأخذ مواقف حيال أفراد، بل مواقفها دائما تتجه نحو المؤسسات».
ووضع «مسلم» ثلاثة محددات تقوم عليها السياسة المصرية حيال الأزمة السورية، أولها «ثبات موقف القاهرة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعلى رأسها سوريا».
والمحددان الثاني والثالث للمعالجة المصرية للأزمة السورية وفق مسلم، يتمثلان في «المحافظة على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها، والنظام في سوريا يحدده الشعب السوري دون غيره».
وحول طبيعة الدعم المصري المقدم للمؤسسات السورية التابعة لنظام الأسد، قال «مسلم»: «القاهرة تقدم للأسد دعما دبلوماسيا لم ولن يرقى أو يصل إلى الدعم العسكري»، دون أن يوضح مصدر هذه القناعة لديه.
متجاوزاً تفسيرات كلام السيسي كونه جاء «واضحاً ولا يحتمل التأويلات» برأيه، رأى صفوت الزيات العميد المتقاعد في الجيش المصري والمحلل العسكري والاستراتيجي، أن «نظام السيسي يخسر كثيرا من وراء دعمه لنظيره في سوريا».
وبينما اتفق الزيات مع مسلم بشأن دعم السيسي وتأييده للنظام السوري، اختلف معه في أن «الرئيس المصري يرى في بشار الأسد رأس النظام السوري الذي ينبغي أن يحكم دون غيره».
وفي حديثه للأناضول، قال الزيات إن «قناعة نظام 3 يوليو 2013 تتأسس على اعتبار الثورات العربية بما فيها السورية، فوضى خلاقة زرعها الغرب في المنطقة، للقضاء على أنظمتها وجيوشها النظامية».
وتوقع أن «تشكل محددات النظام المصري من الأزمة السورية، التي بدت أكثر صراحة في حديث السيسي الأخير، مشكلة كبيرة للدولة المصرية في علاقاتها الإقليمية، التي بدأت تتصدع».
وقال الزيات «لأول مرة يخرج إعلان مصري صريح وليس ضمنيا بتأييد نظام (الأسد) الذي ترفضه غالبية الدول العربية، خاصة مجموعة الدول الخليجية، ومعها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
وتوقع الزيات أن «يستغل النظام السوري تصريحات السيسي في الترويج للداخل والخارج، بأن هناك دعما من دولة عربية كبرى له مثل مصر».